الصدقة برهان على صحة الإيمان

قال الله تعالى: {وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا} [سورة الفجر: 20].
حب المال فطرة وجِبِلَّة (وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا)، ولذا كان إخراجه لله تعالى، وفي الله، من أعظم العبادات.

الله ربي لا أشرك به شيئًا

في حوار سيدنا إبراهيم عليه السلام مع قومه قال نبي الله: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77) الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ} [الشعراء: 75- 82].

كلما قوي التوحيد في القلب قوي الإيمان والتوكل واليقين

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
‏””كلما قَوِيَ التوحيد في قلب العبد؛ قويَ إيمانه وطمأنينته وتوكُّله ويقينه”” (مجموع الفتاوى 28/35).

كيف تصلح أحوال القرى والمدن؟

قال الله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ﴾ [سورة الأعراف: 96].
أهل القرى لو آمنوا بقلوبهم إيمانًا صادقًا صدّقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله تعالى ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات السماء والأرض. [تفسير السعدي:٢٩٨]

أسباب رفع الخيرات ونزول العقوبات

قال الله تعالى: { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [سورة الأعراف: 96].
قال ابن عاشور رحمه الله:
وقوله: ﴿بركات من السماء والأرض﴾ مراد به حقيقته؛ لأن ما يناله الناس من الخيرات الدنيوية لا يعدو أن يكون ناشئا من الأرض؛ وذلك معظم المنافع، أو من السماء؛ مثل ماء المطر، وشعاع الشمس، وضوء القمر، والنجوم، والهواء والرياح الصالحة. [التحرير والتنوير:٩/٢٢]

الإيمان بالقدَر يفعل العجائب

“فالإيمانُ بالقدَرِ حياةٌ؛ لأنَّه يفتَحُ لك في كلِّ ظُلمةٍ شُعاعَ ضياءٍ، وفي كلِّ عُسرةٍ بابَ رجاءٍ، ولولا الرَّجاءُ لَماتَ المريضُ مِن وهمِه قبل أن يُميتَه المرَضُ، ولقُتِلَ الجُنديُّ في الحربِ مِن خوفِه قبل أن يقتُلَه العدوُّ، ولولا الرَّجاءُ ما كانت الحياةُ””. [صور وخواطر: علي الطنطاوي ص ١٧١].

عدد شعب الإيمان وأفضلها وأدناها

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ. (صحيح مسلم 35).

الغنى في الدنيا ليس من لوازم الإيمان

{ فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ } [التوبة: 28]
“وقوله: {إِنْ شَاءَ} تعليق للإغناء بالمشيئة لأن الغنى في الدنيا، ليس من لوازم الإيمان ولا يدل على محبة الله؛ فلهذا علَّقه الله بالمشيئة؛ فإن الله يعطي الدنيا مَن يحب، ومَن لا يحب، ولا يعطي الإيمان والدين، إلا مَن يحب” (العلامة السعدي).

وما بكم من نعمة فمن الله

عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: صلَّى لَنا رَسولُ اللهِ ﷺ صَلاةَ الصُّبحِ بِالحُديبيَةِ، عَلى إِثرِ سَماءٍ كانَت منَ اللَّيلةِ، فَلمَّا انصرَفَ النَّبيُّ ﷺ أَقبلَ عَلى النَّاسِ، فَقال: هَل تَدرونَ ماذا قالَ ربُّكم؟ قالوا: اللهُ ورَسولُه أَعلَمُ، قال: أَصبَح مِن عِبادي مُؤمنٌ بي وَكافرٌ، فأمَّا مَن قال: مُطِرْنا بِفَضلِ اللهِ ورَحمَتِه، فذَلك مُؤمنٌ بي، كافرٌ بِالكَواكبِ، وأمَّا مَن قال: بِنَوءِ كَذا وَكذا، فذَلكَ كافرٌ بي، مُؤمنٌ بِالكَواكبِ”. (صحيح البخاري ١٠٣٨).

الرقي والسمو في العلاقة بين المؤمنين

عَنْ أَنَسٍ عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: “لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ” (أخرجه البخاري 1947، ومسلم 1118).
قال الحافظ ابن حجر: ” قَالَ الْكِرْمَانِيّ : وَمِنْ الْإِيمَان أَيْضًا أَنْ يُبْغَض لِأَخِيهِ مَا يُبْغَض لِنَفْسِهِ مِنْ الشَّرّ ” (فتح الباري 1/58).
(لا يؤمن أحدكم): الإيمان الكامل.
(ما يحب لنفسه) أي: من الخير.

هل تريد تذوُّق حقيقة الإيمان؟

قال عمر -رضي الله عنه-: “لا يجد عبد حقيقة الإيمان حتى يدع المِرَاء وهو محقٌّ، ويدع الكذب في المزاح، وهو يرى أنَّه لو شاء لغلب. [روضة العقلاء لابن حبان ص55].