خطة الإنجاز للعام الجديد لأصحاب الهمم
مع بداية عام جديد نجد سؤالا يطرح نفسه؛ ماذا سنفعل خلال عام قادم؟! فدعونا نبدأ معًا صفحاتٍ بيضاء نقيَّة صافية، ونضع خطة الإنجاز للعام الجديد في جوانب متعددة من حياتنا لعلنا ندرك ما قد فاتنا في أعوام سابقة.
مع بداية عام جديد نجد سؤالا يطرح نفسه؛ ماذا سنفعل خلال عام قادم؟! فدعونا نبدأ معًا صفحاتٍ بيضاء نقيَّة صافية، ونضع خطة الإنجاز للعام الجديد في جوانب متعددة من حياتنا لعلنا ندرك ما قد فاتنا في أعوام سابقة.
رغم مرور أكثر من 1400 عام على هجرة النبي ﷺ إلا أننا مازلنا نتعلم الكثير والكثير من دروس الهجرة النبوية، التي لو تدبرناها وعملنا بها لعادت أمتنا لأمجادها، فهيا بنا نعيش على بعضها.
قال الإمام عبدالرحمن السعدي رحمه الله:
“” ينبغي للإنسان أن يحب للناس ما يحب لنفسه، ويعمل لهم كما يعمل لنفسه، وينبغي أن يَستخير الله في أموره المشتبهة في نفعها وفي أيّها يُقدّم، فإذا بان له الصواب؛ فليتوكل على الله وينجزها بِهِمَّة صادقة وعزيمة جازمة مستمرة؛ فبذلك ينجح وتتم الأمور””.
[مجموع الفوائد واقتناص الأوابد ص٢٥٧]
قال الله تعالى: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} [آل عمران: ١٢٠]
“”يرشدهم تعالى إلى السلامة من شرّ الأشرار، وكيد الفُجّار، باستعمال الصبر والتقوى، والتوكّل على الله الذي هو مُحِيط بأعدائهم، فلا حول ولا قوة لهم إلا به، وهو الذي ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، ولا يقع في الوجود شيء إلا بتقديره ومشيئته، ومن توكّل عليه كفاه””. [تفسير القرآن العظيم لابن كثير ١٠٩/٢]
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: “”لَا عَدْوَى.. وَفِرَّ مِنْ الْمَجْذُومِ كَمَا تَفِرُّ مِنْ الْأَسَدِ”” (صحيح البخاري 5380).
قال المباركفوري: (لَا عَدْوَى): أَرَادَ بِذَلِكَ نَفْيَ مَا كَانَ يَعْتَقِدُهُ أَصْحَابُ الطَّبِيعَةِ، فَإِنَّهُمْ كَانُوا يَرَوْنَ الْعِلَلَ الْمُعْدِيَةَ مُؤَثِّرَةً لَا مَحَالَةَ، فَأَعْلَمَهُمْ بِقَوْلِهِ هَذَا أَنْ لَيْسَ الْأَمْرُ عَلَى مَا يُتَوَهَّمُونَ، بَلْ هُوَ مُتَعَلِّقٌ بِالْمَشِيئَةِ؛ إِنْ شَاءَ اللَّهُ كَانَ، وَإِنْ لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ.
وقوله: “”فِرَّ مِنْ الْمَجْذُومِ”” فيه أَنَّ مُدَانَاةَ ذَلِكَ سَبَبٌ الْعِلَّةِ؛ فَلْيَتَّقِهِ اِتِّقَاءَ الْجِدَارِ الْمَائِلِ وَالسَّفِينَةِ الْمَعْيُوبَةِ. إِنَّ الْأَمْرَ بِالتَّجَنُّبِ أَظْهَرُ مِنْ فَتْحِ مَادَّةِ ظَنِّ أَنَّ الْعَدْوَى لَهَا تَأْثِيرٌ بِالطَّبْعِ، وَعَلَى كُلِّ تَقْدِيرٍ؛ فَلَا دَلَالَةَ أَصْلًا عَلَى نَفْيِ الْعَدْوَى. لأنَّه يُفْضِي إِلَى تَعْطِيلِ الْأُصُولِ الطِّبِّيَّةِ وَلَمْ يَرِدْ الشَّرْعُ بِتَعْطِيلِهَا، بَلْ وَرَدَ بِإِثْبَاتِهَا، وَالْعِبْرَةُ بِهَا. (تحفة الأحوذي 4/ 288 بتصرف واختصار).
عن ثوبان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول: (مَنْ يَتَقَبَّلُ لِي بِوَاحِدَةٍ وَأَتَقَبَّلُ لَهُ بِالْجَنَّةِ؟). قُلتُ: أَنَا. قَالَ: (لا تَسأَلِ النَّاسَ شَيْئًا). قَالَ: فَكَانَ ثَوْبَانُ يَقَعُ سَوطُهُ وَهُوَ رَاكِبٌ، فَلاَ يَقُولُ لأَحَدٍ: نَاوِلْنِيهِ، حَتَّى يَنْزِلَ فَيَأْخُذَه. (أخرجه ابن ماجه 1837، وصححه الألباني).
قال المناوي: “”لا تسأل الناس شيئًا: إرشادًا إلى درجة التوكل والتفويض إليه سبحانه.. ربما استحيى العارف أن يرفع حاجته إلى مولاه اكتفاءً بمشيئته، فكيف لا يستحي أن يرفعها إلى خليقته”” (فيض القدير 6/397)
قال الملا علي القاري: “”لا تسأل الناس شيئًا من المال، وتوكل على الله في كل حال”” (مرقاة المفاتيح 6/163)
قال الله تعالى: {حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران 173]
كافينا “”كُل”” ما أهمَّنا. (السعدي رحمه الله).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
””كلما قَوِيَ التوحيد في قلب العبد؛ قويَ إيمانه وطمأنينته وتوكُّله ويقينه”” (مجموع الفتاوى 28/35).
“”الفرَج يأتي عند انقطاع الرجاء من الخلق”” (مجموع فتاوى ابن تيمية 10/331)
قال الله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [التغابن: 13].
قال ابن القيم رحمه الله: “”فذِكرُ اسم الإيمان هاهنا دون سائر أسمائهم دليلٌ على استدعاء الإيمان للتوكل، وأن قوة التوكل وضعفه بحسب قوة الإيمان وضعفه، وكلما قوي إيمان العبد كان توكله أقوى، وإذا ضعف الإيمان ضعف التوكل، وإذا كان التوكل ضعيفًا فهو دليل على ضعف الإيمان ولا بد””. [طريق الهجرتين: 1/386]