سؤال غير الله ذلّة ومهانة

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]عن ثوبان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول: (مَنْ يَتَقَبَّلُ لِي بِوَاحِدَةٍ وَأَتَقَبَّلُ لَهُ بِالْجَنَّةِ؟). قُلتُ: أَنَا. قَالَ: (لا تَسأَلِ النَّاسَ شَيْئًا). قَالَ: فَكَانَ ثَوْبَانُ يَقَعُ سَوطُهُ وَهُوَ رَاكِبٌ، فَلاَ يَقُولُ لأَحَدٍ: نَاوِلْنِيهِ، حَتَّى يَنْزِلَ فَيَأْخُذَه. (أخرجه ابن ماجه 1837، وصححه الألباني).

قال المناوي: “”لا تسأل الناس شيئًا: إرشادًا إلى درجة التوكل والتفويض إليه سبحانه.. ربما استحيى العارف أن يرفع حاجته إلى مولاه اكتفاءً بمشيئته، فكيف لا يستحي أن يرفعها إلى خليقته”” (فيض القدير 6/397) قال الملا علي القاري: “”لا تسأل الناس شيئًا من المال، وتوكل على الله في كل حال”” (مرقاة المفاتيح 6/163)[/box]

الشرح والإيضاح

حثَّ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُمَّتَه على التعفُّفِ في كلِّ شيءٍ.
وفي هذا الحديثِ عن ثَوبانَ مَولى رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: قال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن يتقبَّلْ لي بواحدةٍ وأتقبَّلْ له بالجنَّةِ؟ أي: مَن يَلتزِمْ بخَصلةٍ واحدةٍ ويُداوِمُ على هذه الخَصلةِ، وأضمَنْ له الجنَّةَ جزاءَ المُداومةِ والمُحافظةِ على تلك الخَصلةِ؟ قال ثَوبانُ رضِيَ اللهُ عنه: قلْتُ: أنا، فقال له النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا تسأَلِ النَّاسَ شيئًا، أي: لا تلتمِسْ منهم حاجتَك وعفِّفْ نفْسَك عن سُؤالِهم.
قال عبدُ الرَّحمنِ بنُ يَزيدَ الرَّاوي عن ثَوبانَ: فكان ثوبانُ يقَعُ سوطُه، أي: آلةُ الضَّربِ أو العصا وهو راكبٌ، فلا يقولُ لأحدٍ: ناولْنِيه، حتَّى ينزِلَ فيَتناولَه أي: كان ثوبانُ ينزِلُ مِن على دابَّتِه ليأخُذَ ما أوقَعَه هو دونَ طلَبِ المُساعدةِ من أحدٍ، وهذا مِن المُبالغةِ في شِدَّةِ الامتِثالِ لأمْرِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، والحِرصِ على العَملِ بالخَصلةِ التي وجَّهَه إليها.
مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/42443