الهجر الجميل والصفح الجميل والصبر الجميل

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
“وَاَللَّهُ تَعَالَى ذَكَرَ فِي الْقُرْآنِ (الْهَجْرَ الْجَمِيلَ) و(الصَّفْحَ الْجَمِيلَ) و(الصَّبْرَ الْجَمِيلَ)؛ وَقَدْ قِيلَ: إنَّ “الْهَجْرَ الْجَمِيلَ” هُوَ هَجْرٌ بِلَا أَذًى. وَالصَّفْحَ الْجَمِيلَ صَفْحٌ بِلَا مُعَاتَبَةٍ. وَالصَّبْرَ الْجَمِيلَ صَبْرٌ بِغَيْرِ شَكْوَى إلَى الْمَخْلُوقِ”

مَنِ استغفَرَ للمؤمنينَ وللمؤمناتِ، كتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ مؤمِنٍ ومؤمنةٍ حسنةً

قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر:10].
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: “مَنِ استغفَرَ للمؤمنينَ وللمؤمناتِ، كتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ مؤمِنٍ ومؤمنةٍ حسنةً”

في الآيات الكونية رسائل ربانيَّة

قال الله تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا}[الإسراء:59]
“المقصود منها التخويف والترهيب ليرتدعوا عن ما هم عليه”. (السعدي رحمه الله).

كفالة الغني القوي العزيز الرحيم

قال الله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق:3].
“وإذا كان الأمر في كفالة الغني القوي العزيز الرحيم، فهو أقرب إلى العبد من كل شيء، ولكن ربما أن الحكمة الإلهية اقتضت تأخيره إلى الوقت المناسب له” (السعدي رحمه الله).

شرف أصحاب الحديث

قال الله تعالى: {يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ}[الإسراء:71].
قال بعض السلف: “هذا أكبر شرفٍ لأصحاب الحديث؛ لأن إمامهم النبي ﷺ” (تفسير ابن كثير ٥/٩٩).

‏من أسرار التصريح باسم آدم عليه السلام

قال الله تعالى: {وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِين}[الأعراف:22]
قال الإمام أبو حيان رحمه الله:
“في قوله {وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا} نكتة لطيفة، وهي أنه لما كان وقت الهَناء شُرِّفَ بالتصريح باسمه في النداء، فقيل: {وَيَا آدم اسكن}[البقرة:35]، وحين كان وقت العِتاب أخبرَ أنه ناداه، ولم يصرِّح باسمه” (البحر المحيط ٥/٢٨).

استنباط عجيب في ثناء الله تعالى على العلماء والفقهاء

قال الله تعالى: {وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [آل عمران:191].
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
“إذا أثنى على المتفكرين في الخلق؛ فالمتفكرون في الشرع من باب أولى؛ لأن الشرع ليس أمرًا محسوسًا، فالتفكُّر فيه أبلغ في الإيمان من التفكر في الخلق؛ الخلق أمرٌ محسوسٌ، كلُّ إنسان يدركه، لكن حِكَم الشرائع وأسرارها ليس كل أحد يُدركها” (تفسير سورة آل عمران ٢/٥٤٧).

ما أعظمَ الفرقَ بين الإلقاءين

قال الله تعالى: {فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى}[طه:70].
قال الإمام البقاعي رحمه الله:
“قال الأصبهاني: سبحان الله ما أعظمَ شأنهم! ألقوا حبالهم وعصيهم للكفر والجحود، ثم ألقوا رؤوسهم بعد ساعة للشكر والسجود؛ فما أعظمَ الفرقَ بين الإلقاءين” (نظم الدرر ١٢/ ٣٠٩).

السيرة الطيبة والحسنة من نعم الله تعالى

قال الله تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا} [مريم:50].
قال الإمام القصاب رحمه الله:
“دَلالةٌ على أنَّ الثَّناءَ الحَسَنَ حِليةٌ جميلةٌ يُلبِسُ اللهُ عبدَه المؤمِنَ التقيَّ؛ لأنَّ لِسَان صِدْق في هذا الموضع هو الثناءُ الحَسَنُ، وإذا كان الله بجودِه جعَلَه في عِداد النعَم، ومَدَح به مَن جعَلَه فيه، لم يَجُزْ للمؤمِنِ أنْ يكرَهَه، وكان له أن يفرحَ به، ويَعُدَّه مِن كِبارِ نِعَمِ اللهِ عليه”. (نُكَت القرآن الدالة على البيان ٢ / ٢٤٦).

جهاد النفس في طاعة الله تعالى

قال الله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات: 40-41].
قال سفيان بن عيينة رحمه الله:
«الجهاد عشرة، فجهاد العدوِّ واحد، وجهادُك نفسَك تسعة».

روح الصلاة هو الخشوع

قال الله جل ثناؤه: ﴿واعْبُدْ رَبَّكَ حَتّى يَأْتِيَكَ اليَقِينُ﴾ [الحجر ٩٩]. والصلاة صلة بين العبد وربِّه، وليس تكفي فيها الحركات والألفاظ إن خلت من الروح ومشاركة القلب لهذه الحركات والألفاظ، وروح الصلاة هو الخشوع، ولذلك أثبت ربنا -تبارك وتعالى- صفة الفلاح للمؤمنين الذين هم في صلاتهم خاشعون، فقال عز من قال: ﴿قَدْ أفْلَحَ المُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ﴾ [المؤمنون ١، ٢].

الصلاة عمود الدين

إنّ الصلاة عمود الدين، وركن من أهم أركان الإسلام، وهي العلامة على صدق الإيمان؛ فهي الحدّ الفاصل بين الكفر والإيمان، وتاركها هدف لأقصى العقوبات التي جاء بها الشرع المطهر في الدنيا والآخرة. والصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. قال تعالى: ﴿وأقِمِ الصَّلاةَ إنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الفَحْشاءِ والمُنْكَرِ ولَذِكْرُ اللَّهِ أكْبَرُ واللَّهُ يَعْلَمُ ما تَصْنَعُونَ﴾ [العنكبوت ٤٥]، ولا يمكن أن تحقق الصلاة أهدافها إلا إذا توافر لها الخشوع وحضور القلب، وقد أمرنا رسول الله ﷺ أن نعوِّد عليها أنفسنا وأولادنا منذ أن يبلغ الناشئ سبع سنين، ولا تسقط عن المكلف بحال من الأحوال، ما دام متمتعًا بالعقل إلى أن يموت.