عبودية القلب أعظم من عبودية الجوارح

قال ابن القيم رحمه الله:
«ومن تأمّل الشريعة في مصادرها ومواردها؛ علم ارتباط أعمال الجوارح بأعمال القلوب، وأنها لا تنفع بدونها، وأن أعمال القلوب أفرض على العبد من أعمال الجوارح، وهل يميز المؤمن عن المنافق إلا بما في قلب كل واحد من الأعمال التي ميّزت بينهما؟ وعبودية القلب أعظم من عبودية الجوارح، وأكثر وأدوم، فهي واجبة في كل وقت» (بدائع الفوائد: ٣/ ٣٣٠).

زهد ابن تيمية وتواضعه

قال عمر بن علي البزار رحمه الله:
“لقد اتَّفق كلُّ مَنْ رأى ابن تيمية -خصوصًا مَنْ أطال ملازمتَه- أنه ما رأى مثلَه في الزُّهْد في الدنيا، حتى لقد صار ذلك مشهورًا.. لم يُسمع أنه رغب في زوجة حسناء، ولا دار واسعة جميلة، ولا بساتين، ولا شدَّ على دينار ولا درهم، ولا رغب في دوابَّ ولا ثياب ناعمة فاخرة، ولا زاحم في طلب الرئاسات، ولا رُئي ساعيًا في تحصيل المباحات مع أن الملوك والأمراء والتجار والكبراء كانوا طَوْعَ أمرِه، خاضعين لقوله وفعله”. (الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية، ص:45).

حُسْن أخلاق ابن تيمية وتواضُعُه

قال عمر بن علي البزار رحمه الله:
“ظهر لي من حُسْن أخلاق ابن تيمية تواضُعُه؛ إنه كان إذا خرجنا من منزله بقصد القراءة يحمل هو بنفسه النسخةَ، ولا يَدَعُ أحدًا منا يحملها عنه، وكنت أعتذر إليه من ذلك؛ خوفًا من سُوء الأدب، فيقول: لو حملته على رأسي لكان ينبغي، ألَا أحمل ما فيه كلام رسول الله ﷺ” (الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية، ص52)

تواضع شيخ الإسلام ابن تيمية وزهده

قال عمر بن علي البزار رحمه الله:
“ما رأيتُ ولا سمِعْتُ بمثل تواضُع ابن تيمية في عصره؛ كان يتواضع للكبير والصغير، والجليل والحقير، والغنيّ الصالح والفقير، وكان يُدني الفقيرَ الصالح ويُكرمُه، ويُؤنِسُه ويُباسِطُه بحديثه زيادة على مثله من الأغنياء، حتى إنه ربما خدَمه بنفسه، وأعانه بحمل حاجته جَبْرًا لقلبه، وتَقَرُّبًا بذلك إلى ربِّه”
(الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية، ص50)

ثناء العلماء على شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

قال ابن سيَّد الناس عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ” ألفيتُه ممن أدرك من العلوم حظًّا، وكاد يستوعب السنن والآثار حفظًا، إن تكلم في التفسير فهو حامل رايته، وإن أفتى في الفقه فهو مُدْرِك غايته، أو ذاكَر بالحديث فهو صاحب علمه، وذو روايته، أو حاضَر بالنِّحَل والمِلَل لم يُرَ أوسع من نِحْلته، ولا أرفع من درايته، برز في كل فنّ على أبناء جنسه، ولم تر عينُ من رآه مثله ولا رأت عينُه مثلَ نفسه” (الرد الوافر ص58، والعقود الدرية ص11، والذيل على طبقات الحنابلة 2/39).

العاصي دائما في أَسْر شيطانه وسجن شهواته

‏قال ابن القيم رحمه الله:
“العاصي دائمًا في أسْر شيطانه، وسجن شهواته، وقيود هواه؛ فهو أسير مسجون مقيد. ولا أسيرَ أسوأ حالًا من أسير أسَرَه أعدى عدوّ له، ولا سجنَ أضيقُ من سجن الهوى، ولا قيدَ أصعبُ من قيد الشهوة. فكيف يسير إلى الله والدار الآخرة قلب مأسور مسجون مقيد؟”

فضل صيام يوم عرفة

عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «صِيامُ يومِ عَرَفَةَ، إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التي قَبلَهُ، والسنَةَ التي بَعدَهُ، وصِيامُ يومِ عاشُوراءَ، إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التِي قَبْلَهُ»

أيهما أفضل: عشر ذي الحجة أم العشر الأواخر من رمضان؟

قال ابن تيمية -رحمه الله-:
أيّامُ عَشْرِ ذِي الحِجَّةِ أفْضَلُ مِن أيّامِ العَشْرِ مِن رَمَضانَ، واللَّيالِي العَشْرُ الأواخِرُ مِن رَمَضانَ أفْضَلُ مِن لَيالِي عَشْرِ ذِي الحِجَّةِ (مجموع الفتاوى ٢٥/ ٢٨٧).
قال ابن القيم: معلقًا على كلام ابن تيمية:
“وإذا تَأمَّلَ الفاضِلُ اللَّبِيبُ هَذا الجَوابَ وجَدَهُ شافِيًا كافِيًا؛ فَإنَّهُ لَيْسَ مِن أيّامٍ العَمَلُ فِيها أحَبُّ إلى اللَّهِ مِن أيّامِ عَشْرِ ذِي الحِجَّةِ وفِيها: يَوْمُ عَرَفَةَ ويَوْمُ النَّحْرِ ويَوْمُ التَّرْوِيَةِ. وأمّا لَيالِي عَشْرِ رَمَضانَ فَهِيَ لَيالِي الإحْياءِ الَّتِي كانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُحْيِيها كُلَّها وفِيها لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِن ألْفِ شَهْرٍ. فَمَن أجابَ بِغَيْرِ هَذا التَّفْصِيلِ لَمْ يُمْكِنْهُ أنْ يُدْلِيَ بِحُجَّةٍ صحيحةٍ (بدائع الفوائد ٣/ ١٦٢).

عشر ذي الحجة موسم عظيم للحجيج والقاعدين

قال ابن رجب -رحمه الله-:
“لما كان الله سبحانه وتعالى قد وضع في نفوس المؤمنين حنينًا إلى مشاهدة بيته الحرام، وليس كل أحد قادرًا على مشاهدته كل عام؛ فرض على المستطيع الحج مرة واحدة في عمره، وجعل موسم العشر مشتركًا بين السائرين والقاعدين، فمن عجز عن الحج في عام قدر في العشر على عمل يعمله في بيته، يكون أفضل من الجهاد الذي هو أفضل من الحج»

من أعظم الأصول المهمة في دين الإسلام

“إنّ أعظم الأصول المهمة في دين الإسلام: تحقيق الإخلاص لله تعالى في جميع العبادات، قال بعضهم: الإخلاص هو ألا تطلب على عملك شاهدًا غير الله تعالى، ولا مُجَازٍ سواه” (نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم ﷺ ٢/ ١٢٤).

فضل العشر الأول من ذي الحجة

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ – رضي الله عنهما – قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «ما مِن أيّامٍ العَمَلُ الصّالِحُ فِيهِنَّ أحَبُّ إلى اللَّهِ مِن هَذِهِ الأيّامِ العَشْرِ»، فَقالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، ولا الجِهادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «ولا الجِهادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إلّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ ومالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِن ذَلِكَ بِشَيْءٍ» (أخرجه البخاري ٩٦٩، والترمذي ٧٥٧).
قال ابن رجب رحمه الله:
“العمل في عشر ذي الحجة أفضل من جميع الأعمال الفاضلة في غيره.. ودل هذا الحديث على أن العمل في أيام العشر أحب إلى الله من العمل في أيام الدنيا من غير استثناء شيء منها، وإذا كان أحب إلى الله فهو أفضل عنده” (لطائف المعارف ص ٤٥٨).

خطورة التعلق بغير الله تعالى

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
“إِنَّ أَسْرَ الْقَلْبِ أَعْظَمُ مِنْ أَسْرِ الْبَدَنِ، وَاسْتِعْبَادَ الْقَلْبِ أَعْظَمُ مِنْ اسْتِعْبَادِ الْبَدَنِ؛ فَإِنَّ مَنْ اُسْتُعْبِدَ بَدَنُهُ وَاسْتُرِقَّ لَا يُبَالِي إذَا كَانَ قَلْبُهُ مُسْتَرِيحًا مِنْ ذَلِكَ مُطْمَئِنًّا بَلْ يُمْكِنُهُ الِاحْتِيَالُ فِي الْخَلَاصِ. وَأَمَّا إذَا كَانَ الْقَلْبُ الَّذِي هُوَ الْمَلِكُ رَقِيقًا مُسْتَعْبَدًا مُتَيَّمًا لِغَيْرِ اللَّهِ فَهَذَا هُوَ الذُّلُّ وَالْأَسْرُ الْمَحْضُ وَالْعُبُودِيَّةُ لِمَا اسْتَعْبَدَ الْقَلْبَ”