حُسْن أخلاق ابن تيمية وتواضُعُه

قال عمر بن علي البزار رحمه الله:
“ظهر لي من حُسْن أخلاق ابن تيمية تواضُعُه؛ إنه كان إذا خرجنا من منزله بقصد القراءة يحمل هو بنفسه النسخةَ، ولا يَدَعُ أحدًا منا يحملها عنه، وكنت أعتذر إليه من ذلك؛ خوفًا من سُوء الأدب، فيقول: لو حملته على رأسي لكان ينبغي، ألَا أحمل ما فيه كلام رسول الله ﷺ” (الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية، ص52)

تعلم حُسْن الأدب والسَّمْت

قال الذهبي رحمه الله:
“كان يجتمعُ في مجلس أحمد بن حنبل -رحمه الله- زُهاء خمسة آلاف أو يزيدون. نحو خمس مئة يكتبون، والباقون يتعلَّمون منه حُسْنَ الأدب والسَّمْت”. [السير (تهذيب سير أعلام النبلاء ٢/ ٩٤٧].

أدب المرء عنوان سعادته وفلاحه

قال ابن القيم رحمه الله:
“وأدب المرء: عنوان سعادته وفلاحه، وقلة أدبه: عنوان شقاوته وبَواره. فما استُجلب خير الدنيا والآخرة بمثل الأدب، ولا استجلب حرمانها بمثل قلة الأدب، فانظر إلى الأدب مع الوالدين: كيف نَجّى صاحبه من حبس الغار حين أطبقت عليهم الصخرة، والإخلال به مع الأم تأويلاً وإقبالاً على الصلاة كيف امتحن صاحبه بهدم صومعته، وضرب الناس له، ورميه بالفاحشة. وانظر أدب الصديق – رضي الله عنه – مع النبي عليه الصلاة والسلام في الصلاة أن يتقدم بين يديه فقال: (ما كان ينبغي لابن أبي قحافة أن يتقدم بين يدي رسول الله ﷺ) كيف أورثه مقامه والإمامة بالأمة بعده.

أشقى الناس

عن أبي حازم رحمه الله قال:
«السَّيِّئُ الخُلُقِ، أشْقى النّاسِ بِهِ نَفْسُهُ الَّتِي بَيْنَ جَنْبَيْهِ، هِيَ مِنهُ فِي بَلاءٍ، ثُمَّ زَوْجَتُهُ، ثُمَّ ولَدُهُ، حَتّى إنَّهُ لَيَدْخُلُ بَيْتَهُ وإنَّهُمْ لَفِي سُرُورٍ، فَيَسْمَعُونَ صَوْتَهُ، فَيَنْفِرُونَ عَنْهُ فَرَقًا مِنهُ، وحَتّى إنَّ دابَّتَهُ لَتَحِيدُ مِمّا يَرْمِيها بِالحِجارَةِ، وإنَّ كَلْبَهُ لَيَراهُ فَيَنْزُو عَلى الجِدارِ، وحَتّى إنَّ قِطَّهُ لَيَفِرُّ مِنهُ» (مساوئ الأخلاق للخرائطي ١/‏٢٢)

من معاني حُسن الخلق

قال ابن رجب رحمه الله:
“قالَ الإمامُ أحْمَدُ: حُسْنُ الخُلُقِ أنْ لا تَغْضَبَ ولا تَحْتَدَّ.
وعَنْهُ أنَّهُ قالَ: حُسْنُ الخُلُقِ أنْ تَحْتَمِلَ ما يَكُونُ مِنَ النّاسِ.
وقالَ إسْحاقُ بْنُ راهَوَيْهِ: هُوَ بَسْطُ الوَجْهِ، وأنْ لا تَغْضَبَ.
(جامع العلوم والحكم ١/‏٤٥٧).