مكانة حُسن الخُلق في الإسلام
قال عكرمة رحمه الله:
«لِكُلِّ شَيْءٍ أساسٌ، وأساسُ الإسْلامِ الخُلُقُ الحَسَنُ» (حلية الأولياء ٣/٣٤٠)
قال عكرمة رحمه الله:
«لِكُلِّ شَيْءٍ أساسٌ، وأساسُ الإسْلامِ الخُلُقُ الحَسَنُ» (حلية الأولياء ٣/٣٤٠)
قال ابن رجب رحمه الله:
“قالَ الإمامُ أحْمَدُ: حُسْنُ الخُلُقِ أنْ لا تَغْضَبَ ولا تَحْتَدَّ.
وعَنْهُ أنَّهُ قالَ: حُسْنُ الخُلُقِ أنْ تَحْتَمِلَ ما يَكُونُ مِنَ النّاسِ.
وقالَ إسْحاقُ بْنُ راهَوَيْهِ: هُوَ بَسْطُ الوَجْهِ، وأنْ لا تَغْضَبَ.
(جامع العلوم والحكم ١/٤٥٧).
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
“إن كثيرًا من الناس يذهب فهمه إلى أن حُسْن الخُلق خاص بمعاملة الخَلق دون معاملة الخالق، ولكن هذا الفهم قاصر، فإن حُسن الخلق كما يكون في معاملة الخَلق، يكون أيضًا في معاملة الخالق.
وحسنُ الخلق في معاملة الخالق يجمع ثلاثة أمور:
١ – تلقي أخبار الله بالتصديق.
٢ – وتلقي أحكامه بالتنفيذ والتطبيق.
٣ – وتلقي أقداره بالصبر والرضا.
هذه ثلاثة أشياء عليها مدار حسن الخلق مع الله تعالى”.
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
“حُسن الخلق مع الله نحو أقداره أن ترضى بما قدر الله لك، وأن تطمئن إليه. وأن تعلم أن الله سبحانه وتعالى ما قدّره لك إلا لحكمة وغاية محمودة يستحق عليها الشكر، وعلى هذا فإن حسن الخلق مع الله نحو أقداره هو أن الإنسان يرضى ويستسلم ويطمئن”
عن أم الدرداء رضي الله عنها قالت:
بات أبو الدرداء – رضي الله عنه – الليلة يصلي فجعل يبكي ويقول: اللهم أحسنت خَلقي فأحسن خُلقي حتى أصبح.
فقلت: يا أبا الدرداء ما كان دعاؤك منذ الليلة إلا في حُسن الخُلق؟ قال: يا أم الدرداء إن العبد المسلم يحسن خلقه حتى يُدخله حُسن خلقه الجنة، ويسوء خُلقه حتى يُدخله سوء خلقه النار”.
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
“من لانت كلمته، وجبت محبته”.
قال ابن رجب رحمه الله:
“ورُبَّما كان معاملة الناس بالقول الحَسن، أحبُّ إليهم من إطعام الطعام، والإحسان بإعطاء المال، كما قال لقمان لابنه: يا بني لتكن كلمتك طيبة، ووجهك مُنبسطًا، تكن أحبّ إلى الناس مِمَّن يعطيهم الذهب والفضة” [مجموع الرسائل:١/٤٣]
ليكن أسلوبك مهذبًا، واحرص على الكلام الطيب
{وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا} [الإسراء: 53].
{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا} [إبراهيم: 24- 25].
أوصى سفيان الثوري علي بن الحسن السلمي فقال:
أكثر ذِكْر الموت، وأكثر الاستغفار مما قد سلف من ذنوبك، وسل الله السلامة لما بقي من عمرك.
ثم عليك بأدب حَسن، وخُلق حسن، وانصح لكل مؤمن إذا سألك في أمر دينه.
ولا تكتمن أحدًا من النصيحة شيئًا؛ إذا شاورك فيما كان لله فيه رضى.
وإياك أن تخون مؤمنًا، فمن خان مؤمنًا فقد خان الله ورسوله.
وإذا أحببت أخاك في الله فابذل له نفسك ومالك.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله: الدِّين كله خُلُق، فمن زاد عليك في الخُلُق زاد عليك في الدِّين.