النجاح في الحياة أقرب من الأقوياء الأُمناء

اعلم أن النجاح في الحياة أقرب من الأقوياء الأُمناء، فاحرص على الاتّصاف بالقوة في تخصُّصك والأمانة في تعاملاتك
{إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} [القصص: 27].

من وصية سفيان الثوري لعلي بن الحسن السلمي

أوصى سفيان الثوري علي بن الحسن السلمي فقال:
أكثر ذِكْر الموت، وأكثر الاستغفار مما قد سلف من ذنوبك، وسل الله السلامة لما بقي من عمرك.
ثم عليك بأدب حَسن، وخُلق حسن، وانصح لكل مؤمن إذا سألك في أمر دينه.
ولا تكتمن أحدًا من النصيحة شيئًا؛ إذا شاورك فيما كان لله فيه رضى.
وإياك أن تخون مؤمنًا، فمن خان مؤمنًا فقد خان الله ورسوله.
وإذا أحببت أخاك في الله فابذل له نفسك ومالك.

الصبي أمانة عند والديه وعليهما صيانته

قال ابن قدامة المقدسي رحمه الله: اعلم أن الصبي أمانة عند والديه، وقلبه جوهرة ساذجة، وهى قابلة لكل نقش، فإن عُوِّد الخير نشأ عليه، وشاركه أبواه ومؤدِّبه في ثوابه، وإن عُوِّد الشر نشأ عليه، وكان الوزر في عنق وليه، فينبغي أن يصونه ويؤدّبه ويهذّبه، ويُعلّمه محاسن الأخلاق، ويحفظه من قرناء السوء، ولا يُعوّده التنعم، ولا يُحبّب إليه أسباب الرفاهية فيضيع عمره في طلبها إذا كبر”.

من علامات الساعة إسناد الأمر لغير أهله

عن أبي هريرة قال: بينما النبي ﷺ في مجلس يحدّث القوم، جاءه أعرابي فقال: متى الساعة؟ فمضى رسول الله ﷺ يحدّث، فقال بعض القوم: سمع ما قال فكره ما قال. وقال بعضهم: بل لم يسمع، حتى إذا قضى حديثه قال: «أين -أراه- السائل عن الساعة»؟ قال: ها أنا يا رسول الله، قال: «فإذا ضُيِّعت الأمانة فانتظر الساعة»، قال: كيف إضاعتها؟ قال: «إذا وُسِّد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة»
قضى: انتهى منه.
وُسِّد: أُسند.
غير أهله: من ليس كفئًا له.

الأبناء أمانة يجب الحفاظ عليها

أبناؤك وبناتك أمانة في عنقك فلا تضيعهم في أيدي الضالين والمُضلين فتكون من النادمين، أصلح الله ذرياتنا أجمعين.