الصبر والتقوى والتوكل: أسلحة مهمة في مواجهة الشدائد

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]قال الله تعالى: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} [آل عمران: ١٢٠] “”يرشدهم تعالى إلى السلامة من شرّ الأشرار، وكيد الفُجّار، باستعمال الصبر والتقوى، والتوكّل على الله الذي هو مُحِيط بأعدائهم، فلا حول ولا قوة لهم إلا به، وهو الذي ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، ولا يقع في الوجود شيء إلا بتقديره ومشيئته، ومن توكّل عليه كفاه””. [تفسير القرآن العظيم لابن كثير ١٠٩/٢][/box]

الشرح والإيضاح

إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ
أي: إنْ تنالوا- أيُّها المؤمنون- سرورًا بظهوركم على عدوِّكم، أو بكَثْرة أنصارِكم، أو ظَفِرتُم بالنَّصر على أعدائكم، أو بحصولِ العافية لكم، وغير ذلك من أنواع الخيرِ، يَغُمُّهم ذلك ويُحزِنهم.
وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا
أي وإنْ تنالوا- أيُّها المؤمنون- ما يسوؤكم كانتصارِ عدوِّكم عليكم، أو حدوثِ اختلاف بينكم، أو وقوع جَدْبٍ في أرضكم، وغير ذلك من أنواع الضُرِّ، فإنَّهم يُسَرُّون بذلك.
وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا
أي: إن تَصبِروا- أيُّها المؤمنون- على كلِّ ما وجَب عليكم الصَّبرُ عليه، ومن ذلك: أقدارُه سبحانه، وتمتثلوا ما أمَركم الله تعالى به، وتَجتنبوا ما نهاكم عنه؛ فإنَّ استعمالَ هذا الصَّبرِ ولُزومَ هذه التَّقوى يدفعُ عنكم بإذنه كلَّ كيدٍ للأعداء، وكلَّ ضررٍ أرادوا إلحاقَه بكم، فتَسلَموا من أذاهم .
وقال تعالى عن إنجائه يوسف من كيدِ إخوته وغيرهم: قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ [يوسف: 90].
إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ
أي: إنَّ اللهَ تعالى بما يقوم به هؤلاء الكفَّار من كيدٍ وضُرٍّ بأهل طاعته، مُحيطٌ بجميعه، لا يَغيب عنه شيءٌ من ذلك، فهو سبحانه يُحصيه عليهم ويُجازيهم به
مصدر الشرح:
https://dorar.net/tafseer/3/38