عواقب طغيان المال

‏قال الله تعالى: (وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ)[العاديات: 8]
“”‏الإنسان كثير الحب للمال؛ وحبه لذلك، هو الذي أوجب له ترك الحقوق الواجبة عليه، قدّم شهوة نفسه على حق ربه، وكل هذا؛ لأنه قصَر نظره على هذه الدار، وغفل عن الآخرة”” (تفسير السعدي).

ما أشد العقوبات الدنيوية للمعرضين عن دين الله؟

قال الله تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ﴾ [سورة الأعراف: 100]
﴿ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون﴾ أي: إذا نبّههم الله فلم ينتبهوا، وذكّرهم فلم يتذكروا، وهداهم بالآيات والعبر فلم يهتدوا؛ فإن الله تعالى يعاقبهم، ويطبع على قلوبهم، فيعلوها الران والدنس، حتى يختم عليها، فلا يدخلها حقّ، ولا يصل إليها خير، ولا يسمعون ما ينفعهم، وإنما يسمعون ما به تقوم الحجة عليهم. [تفسير السعدي:٢٩٨].

حول قوله تعالى: ألا بذكر الله تطمئن القلوب

قال الله تعالى: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [سورة الرعد: 28].
لا تطمئن القلوب لشيء سوى ذِكْر الله تعالى، فإنه لا شيء ألذ للقلوب ولا أشهى ولا أحلى من محبة خالقها، والأنس به ومعرفته، وعلى قدر معرفتها بالله ومحبتها له، يكون ذكرها له.. لا تطمئن القلوب إلا باليقين والعلم، وذلك في كتاب الله مضمون على أتم الوجوه وأكملها، وأما ما سواه من الكتب التي لا ترجع إليه فلا تطمئن بها، بل لا تزال قلقة من تعارض الأدلة وتضاد الأحكام. (تفسير السعدي: بتصرف يسير)

من أعظم نعم الله على المؤمن توفيقه لصحبة الأخيار

قال عبد الرحمن السعدي رحمه الله:
من أعظم نعم الله على العبد المؤمن أن يوفّقه لصحبة الأخيار، ومن عقوبته لعبده: أن يبتليه بصحبة الأشرار.
صحبة الأخيار توصّل العبد إلى أعلى عليين، وصحبة الأشرار توصله إلى أسفل سافلين.
صحبة الأخيار تُوجب له العلوم النافعة والأخلاق الفاضلة، والأعمال الصالحة.
وصحبة الأشرار: تحرمه ذلك أجمع.
(بهجة قلوب الأبرار ص189).

صداقة الأخيار من أعظم المكاسب والمغانم

قال السعدي رحمه الله:
“”من أعظم المكاسب وأجلّ المغانم: كَسْب صداقة الأخيار، واغتنام أدعيتهم في الحياة وبعد الممات”” (مجموع الفوائد: ص106).

من أسرار وحكم الابتلاء

قال الله عز وجل: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} [سورة العنكبوت: 2]
يخبر الله تعالى عن تمام حكمته وأن حكمته لا تقتضي أن كل من قال “”إنه مؤمن”” وادعى لنفسه الإيمان، أن يبقوا في حالة يسلمون فيها من الفتن والمحن، ولا يعرض لهم ما يشوّش عليهم إيمانهم وفروعه، فإنهم لو كان الأمر كذلك، لم يتميز الصادق من الكاذب، والمحق من المبطل، ولكن سنته وعادته في الأولين وفي هذه الأمة، أن يبتليهم بالسراء والضراء، والعسر واليسر، والمنشط والمكره، والغنى والفقر، وإدالة الأعداء عليهم في بعض الأحيان، ومجاهدة الأعداء بالقول والعمل ونحو ذلك من الفتن، التي ترجع كلها إلى فتنة الشبهات المعارضة للعقيدة، والشهوات المعارضة للإرادة، فمن كان عند ورود الشبهات يثبت إيمانه ولا يتزلزل، ويدفعها بما معه من الحق، وعند ورود الشهوات الموجبة والداعية إلى المعاصي والذنوب، أو الصارفة عن ما أمر اللّه به ورسوله، يعمل بمقتضى الإيمان، ويجاهد شهوته، دلَّ ذلك على صدق إيمانه وصحته. (تفسير السعدي).

القرآن يعلمنا الأدب في تلقي العلم

قال الله تعالى: { وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآَنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا } [سورة طه: 114].
يؤخذ من هذه الآية الكريمة: الأدب في تلقي العلم، وأن المستمع للعلم ينبغي له أن يتأنَّى ويصبر حتى يفرغ المعلم من كلامه المتصل بعضه ببعض، فإذا فرغ منه سأل إن كان عنده سؤال، ولا يبادر بالسؤال وقطع كلام مُلْقِي العلم؛ فإنه سبب للحرمان. [تفسير السعدي: ص٥١٤].

من فوائد الجليس الصالح أن بركته تشمل جليسه

قال الله جل وعلا: {وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ} [الأنبياء:90]
“”وهذا من فوائد الجليس والقرين الصالح، أنه مبارك على قرينه””. (تفسير السعدي رحمه الله).

أحق الناس ببرّ الإنسان قرابته

قال الله عز وجل: {وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي} [سورة طه: 29-32].
“”سأل أن يكون من أهله؛ لأنه من باب البر، وأحق [الناس] ببرّ الإنسان قرابته”” (تفسير السعدي رحمه الله).

شارك أهلك مشاريعك وطموحاتك.

من عاش على شيء مات عليه

قال الله تعالى: {يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [البقرة:132].
“”اختاره وتخيّره لكم، رحمة بكم، وإحسانًا إليكم، فقوموا به، واتصفوا بشرائعه، وانصبغوا بأخلاقه، حتى تستمروا على ذلك فلا يأتيكم الموت إلا وأنتم عليه؛ لأن من عاش على شيء مات عليه، ومن مات على شيء بُعِثَ عليه”” (تفسير السعدي رحمه الله).

من فوائد العقوبات والحدود المرتبة على المعاصي

قال تعالى: { فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } [الأنفال: 57]
“”وهذه من فوائد العقوبات والحدود المرتبة على المعاصي: أنها سبب لازدجار مَن لم يعمل المعاصي، بل وزجرًا لمن عملها أن لا يعاودها””. (تفسير السعدي)

خذ من غناك لفقرك ومن حياتك لموتك

قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ } [البقرة:254].
“”وهذا من لطف الله بعباده أن أمرهم بتقديم شيء مما رزقهم الله، من صدقة واجبة ومستحبة، ليكون لهم ذُخرًا وأجرًا موفرًا في يوم يحتاج فيه العاملون إلى مثقال ذرة من الخير، فلا بيع فيه ولو افتدى الإنسان نفسه بملء الأرض ذهبًا ليفتدي به من عذاب يوم القيامة ما تقبّل منه، ولم ينفعه خليل ولا صديق لا بوجاهة ولا بشفاعة، وهو اليوم الذي فيه يخسر المبطلون ويحصل الخزي على الظالمين”” (تفسير السعدي).