صورة من ورع الإمام مالك
قال القعنبي رحمه الله:
دخلت على الإمام مالك فوجدته باكيًا؛ فسألته عن ذلك، فقال: “”ومن أحق بالبكاء مني؟! لا أتكلم بكلمة إلا كُتِبَتْ بالأقلام وحُمِلَتْ إلى الآفاق، وما تكلمت برأيٍ إلا في ثلاث مسائل”” (ترتيب المدارك ١/ ١٩٣).
قال القعنبي رحمه الله:
دخلت على الإمام مالك فوجدته باكيًا؛ فسألته عن ذلك، فقال: “”ومن أحق بالبكاء مني؟! لا أتكلم بكلمة إلا كُتِبَتْ بالأقلام وحُمِلَتْ إلى الآفاق، وما تكلمت برأيٍ إلا في ثلاث مسائل”” (ترتيب المدارك ١/ ١٩٣).
قال أبو قلابة -وهو من أعلام التابعين-:
“”إذا أحدثَ الله لك علمًا، فأحدِثْ لله عبادةً
ولا تكن إنما همّكَ أن تُحدِّثَ به الناسَ””
(فتح المغيث: ٣/ ٢٩٤)
قَال مَالك بن أنَس -رَحِمَه الله – لِفتَى مِنْ قُريش:
“”يَا بُنَي! تَعلَّم الأدب قَبل أنْ تَتعلَّم العِلم””.
[حُلية الأوليَاء 6/330].
قال الله تعالى: { وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآَنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا } [سورة طه: 114].
يؤخذ من هذه الآية الكريمة: الأدب في تلقي العلم، وأن المستمع للعلم ينبغي له أن يتأنَّى ويصبر حتى يفرغ المعلم من كلامه المتصل بعضه ببعض، فإذا فرغ منه سأل إن كان عنده سؤال، ولا يبادر بالسؤال وقطع كلام مُلْقِي العلم؛ فإنه سبب للحرمان. [تفسير السعدي: ص٥١٤].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
“وَلَا رَيْبَ أَنَّ لَذَّةَ الْعِلْمِ أَعْظَمُ اللَّذَّاتِ، واللَّذَّةُ الَّتِي تَبْقَى بَعْدَ الْمَوْتِ وَتَنْفَعُ فِي الْآخِرَةِ هِيَ لَذَّةُ الْعِلْمِ بِاَللَّهِ، وَالْعَمَلِ لَهُ، وَهُوَ الْإِيمَانُ بِهِ” (مجموع الفتاوى 14/162).
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: “”إنَّ لِلَّهِ تَبارَكَ وَتَعالى مَلائِكَةً سَيّارَةً، فُضُلًا يَتَبَّعُونَ مَجالِسَ الذِّكْرِ، فَإِذا وَجَدُوا مَجْلِسًا فيه ذِكْرٌ قَعَدُوا معهُمْ، وَحَفَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بأَجْنِحَتِهِمْ، حتّى يَمْلَؤُوا ما بيْنَهُمْ وبيْنَ السَّماءِ الدُّنْيا، فَإِذا تَفَرَّقُوا عَرَجُوا وَصَعِدُوا إلى السَّماءِ، قالَ: فَيَسْأَلُهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَهو أَعْلَمُ بهِمْ: مِن أَيْنَ جِئْتُمْ؟ فيَقولونَ: جِئْنا مِن عِندِ عِبادٍ لكَ في الأرْضِ، يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيُهَلِّلُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيَسْأَلُونَكَ، قالَ: وَماذا يَسْأَلُونِي؟ قالوا: يَسْأَلُونَكَ جَنَّتَكَ، قالَ: وَهلْ رَأَوْا جَنَّتِي؟ قالوا: لا، أَيْ رَبِّ قالَ: فَكيفَ لو رَأَوْا جَنَّتِي؟ قالوا: وَيَسْتَجِيرُونَكَ، قالَ: وَمِمَّ يَسْتَجِيرُونَنِي؟ قالوا: مِن نارِكَ يا رَبِّ، قالَ: وَهلْ رَأَوْا نارِي؟ قالوا: لا، قالَ: فَكيفَ لو رَأَوْا نارِي؟ قالوا: وَيَسْتَغْفِرُونَكَ، قالَ: فيَقولُ: قدْ غَفَرْتُ لهمْ فأعْطَيْتُهُمْ ما سَأَلُوا، وَأَجَرْتُهُمْ ممّا اسْتَجارُوا، قالَ: فيَقولونَ: رَبِّ فيهم فُلانٌ عَبْدٌ خَطّاءٌ، إنَّما مَرَّ فَجَلَسَ معهُمْ، قالَ: فيَقولُ: وَلَهُ غَفَرْتُ هُمُ القَوْمُ لا يَشْقى بهِمْ جَلِيسُهُمْ. (صحيح مسلم ٢٦٨٩).
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: “” مَن نَفَّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيا، نَفَّسَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيامَةِ، وَمَن يَسَّرَ على مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عليه في الدُّنْيا والآخِرَةِ، وَمَن سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ في الدُّنْيا والآخِرَةِ، واللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَن سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فيه عِلْمًا، سَهَّلَ اللَّهُ له به طَرِيقًا إلى الجَنَّةِ، وَما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتابَ اللهِ، وَيَتَدارَسُونَهُ بيْنَهُمْ، إِلّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ المَلائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ، وَمَن بَطَّأَ به عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ به نَسَبُهُ. (صحيح مسلم ٢٦٩٩).
في هذا الملف نعرض فقرات مختصرة من سيرة الإمام البخاري رحمه الله كمؤلف لأصح كتاب بعد كتاب الله عز وجل، مساهمًا بذلك في حفظ سنة النبي ﷺ والذب عنه
للآباء والمعلمين والمربين:
أوَّل طرق التعليم كَسْب القلوب.
قال رسول الله ﷺ: “”إنَّ مِمَّا يلحقُ المؤمنَ مِن عملِه وحسناتِه بعد موتِه: عِلمًا علَّمَه ونشرَه، أو ولدًا صالحًا تركَه، أو مُصحفًا ورَّثَه، أو مَسجِدًا بناهُ، أو بيتًا لابنِ السبيلِ بَناه، أو نهرًا أجراهُ، أو صدَقةً أخرجَها مِن مالِه، في صحَّتِه وحياتِه، تَلحقُه مِن بعدِ موتِهِ”” (أخرجه ابن ماجه 242 وحسنه الألباني)