الصبر أعظم جالب لمعية الله للعبد
قال تعالى: (وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) البقرة: 249.
فأعظم جالب لمعونة الله: صبر العبد لله.
قال تعالى: (وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) البقرة: 249.
فأعظم جالب لمعونة الله: صبر العبد لله.
قال تعالى: ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ﴾ البقرة: 214. يخبر تبارك وتعالى أنه لا بد أن يمتحن عباده بالسراء والضراء والمشقة كما فعل بمن قبلهم، فهي سنته الجارية، التي لا تتغير ولا تتبدل، أن من قام بدينه وشرعه، لا بد أن يبتليه، فإن صبر على أمر الله، ولم يبال بالمكاره الواقفة في سبيله، فهو الصادق الذي قد نال من السعادة كمالها، ومن السيادة آلتها. ومن جعل فتنة الناس كعذاب الله، بأن صدته المكاره عما هو بصدده، وثنته المحن عن مقصده، فهو الكاذب في دعوى الإيمان، فإنه ليس الإيمان بالتحلي والتمني، ومجرد الدعاوى، حتى تصدقه الأعمال أو تكذبه.
قال تعالى: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) آل عمران: 134. قال ابن تيمية رحمه الله: درجة الحلم والصبر على الأذى، والعفو عن الظلم، أفضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة، يبلغ الرجل بها ما لا يبلغه بالصيام والقيام.
قال تعالى: (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ) يوسف: 23.
هذه المحنة العظيمة أعظم على يوسف من محنة إخوته، وصبره عليها أعظم أجرًا، لأنه صبر اختيار مع وجود الدواعي الكثيرة لوقوع الفعل، فقدم محبة الله عليها، وأما محنته بإخوته، فصبره صبر اضطرار، بمنزلة الأمراض والمكاره التي تصيب العبد بغير اختياره وليس له ملجأ إلا الصبر عليها، طائعًا أو كارهًا
قال سعيد بن العاص رضي الله عنه: يا بُنيَّ، إن المكارم لو كانت سهلة يسيرة لسابقكم إليها اللئام، ولكنها كريهة مُرَّة لا يصبر عليها إلا مَن عرَف فضلها، ورجا ثوابها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: المصائب نعمة؛ وذلك لأنها مُكفرات للذنوب، ولأنها تدعوه إلى الصبر فيُثاب عليها، ولأنها تقتضي الإنابة إلى الله والذّل له، والإعراض عن الخلق، إلى غير ذلك من المصالح العظيمة.
قال ابن تيمية -رحمه الله-:
“ونفس الهوى والشهوة لا يُعاقَب عليه، بل على اتباعه والعمل به؛ فإذا كانت النفس تهوى وهو ينهاها كان نهيه عبادة لله وعملاً صالحًا، وثبت عنه ﷺ أنه قال: “المجاهد مَن جاهد نفسه في ذات الله”، فيؤمر بجهادها كما يؤمر بجهاد من يأمر بالمعاصي ويدعو إليها، وهو إلى جهاد نفسه أحوج؛ فإن هذا فرض عين وذاك فرض كفاية، والصبر في هذا من أفضل الأعمال”.
قال رسول الله ﷺ: ” بَخٍ بَخٍ لخمسٍ ما أثقلهن في الميزان: لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، والولد الصالح يُتوفَّى للمرء المسلم فيحتسبه”
. أخرجه أحمد ٢٣١٠٠، وصححه الألباني في صحيح الجامع ٢٨١٧.
«بخ بخ» كلمة تُقال عند الرضا والإعجاب.
«لخمس ما أثقلهن في الميزان» في الأجر والثواب لمن فعلهن في ميزان أعمال العباد يوم القيامة.
«فيحتسبه»، يسلّم لأمر الله، ويدّخر الأجر والثواب عند الله -عز وجل-.
﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ * وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ﴾ النحل: 125- 128.
– ربما لا تُوَفَّق مع أبنائك في كلّ المواقف التربويَّة.
– قد تحتاج لمراجعة طريقتك، أو استشارة متخصّص في التربية أحيانًا.
– تقويم سلوك الأبناء رحلة طويلة وممتدة، فاصبر عليها ولا تتعجَّل قطف الثمرة.
– ابدأ كل يوم بداية جديدة مستعينًا بالله تعالى وراجيًا توفيقه، ولا تغفل عن سلاح الدعاء لأبنائك.