قال تعالى: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) آل عمران: 134. قال ابن تيمية رحمه الله: درجة الحلم والصبر على الأذى، والعفو عن الظلم، أفضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة، يبلغ الرجل بها ما لا يبلغه بالصيام والقيام.
الصارم المسلول: 1/234.
الشرح والإيضاح
(وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ) أي: إنَّ مِن صِفات المتَّقين المُتأصِّلة فيهم، والمستمرَّة معهم: أنَّهم يَمتلِكون السَّيطرةَ التَّامَّةَ على غضبِهم مهما بلغت شِدَّتُه، حتى لو كاد أنْ يخرج منهم من شدَّةِ امتلاءِ نُفُوسهم وغليانِ قلوبِهم به؛ فإنَّهم يَملِكون أيضًا كتْمَه وحبْسَه . وهذا يدلُّ على عزيمةٍ راسخةٍ في النَّفْس، وقهْرِ قوَّة إرادتِهم للغضبِ وشهوةِ الانتقام، وهذا من أكبرِ قُوى الأخلاقِ الفاضلة. (وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ) أي: ومِن صِفاتهم أيضًا صَفْحُهم وتَجاوُزهم عن مؤاخذة مَن أساء إليهم- ما لم يتعلَّق بحقٍّ من حقوقِ الله تعالى- مع قُدْرتهم على الانتقامِ منه، فلا تَبقَى بذلك في نُفوسِهم مَوْجِدةٌ على أحد. (وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) أي: إنَّ جميعَ ما سبَق ذِكْرُه من صفاتٍ للمتَّقين، فهو داخلٌ في عُمُوم الإحسان، الذي هو سببٌ لنيل محبَّة الله تعالى لِمَن تَحلَّى بها، وصارتْ له طبْعًا وسَجِيَّة. المصدر: https://dorar.net/tafseer/3/41