من فوائد الاستغفار
قال ابن تيمية رحمه الله: “إنه ليقف خاطري في المسألة والشيء أو الحالة التي تُشكل عليَّ، فأستغفر الله تعالى ألف مرة أو أكثر أو أقل؛ حتى ينشرح الصدر، وينحل إشكال ما أشكل”
قال ابن تيمية رحمه الله: “إنه ليقف خاطري في المسألة والشيء أو الحالة التي تُشكل عليَّ، فأستغفر الله تعالى ألف مرة أو أكثر أو أقل؛ حتى ينشرح الصدر، وينحل إشكال ما أشكل”
قال ابن حجر رحمه الله:
“لا يمنعنّك سوء ظنك بنفسك، وكثرة ذنوبك أن تدعو ربك؛ فإنه أجاب دعاء إبليس حين قال: {رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ}[الحجر:36-37].
قال النووي رحمه الله: “اعلم أن أشرف أوقات الذكر في النهار الذكر بعد صلاة الصبح”.
عن صفوان بن عبدالله بن صفوان: قَدِمْتُ الشّامَ، فأتَيْتُ أَبا الدَّرْداءِ في مَنْزِلِهِ، فَلَمْ أَجِدْهُ وَوَجَدْتُ أُمَّ الدَّرْداءِ، فَقالَتْ: أَتُرِيدُ الحَجَّ العامَ، فَقُلتُ: نَعَمْ، قالَتْ: فادْعُ اللَّهَ لَنا بخَيْرٍ، فإنَّ النبيَّ ﷺ كانَ يقولُ: “دَعْوَةُ المَرْءِ المُسْلِمِ لأَخِيهِ بظَهْرِ الغَيْبِ مُسْتَجابَةٌ، عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ كُلَّما دَعا لأَخِيهِ بخَيْرٍ، قالَ المَلَكُ المُوَكَّلُ بهِ: آمِينَ وَلَكَ بمِثْلٍ”.
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: “ما مِن عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لأَخِيهِ بظَهْرِ الغَيْبِ، إلّا قالَ المَلَكُ: وَلَكَ بمِثْلٍ.
(بِظَهْرِ الغَيْبِ)، أي: في غَيْبَةِ الأخِ، وفي سِرِّه؛ لأنَّه أَبْلَغُ في الإِخلاصِ، (إِلّا قال المَلَكُ) المُوكَّلُ به: (ولَك) أَيُّها الدّاعي، (بِمِثْلِ) ذلك، أي: بِمِثْلِ ما دَعوْتَ لأَخيكَ، وهذا دُعاءٌ مِنَ المَلَكِ لِلدّاعي، ولا يَكونُ إِلّا عن أَمْرِ اللهِ فيَنْبَغي لِلعَبْدِ أنْ يُكْثِرَ مِن دُعائِه لِأخيهِ؛ فَهو عَمَلٌ صالِحٌ يُؤجَرُ عليه.
عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قال: أَلا أُخْبِرُكَ بأَحَبِّ الكَلامِ إلى اللهِ؟ قُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي بأَحَبِّ الكَلامِ إلى اللهِ، فَقالَ: إنَّ أَحَبَّ الكَلامِ إلى اللهِ: سُبْحانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ.
وإنَّما كانَتْ (سُبحانَ اللهِ وبِحَمْدِه) أَحَبَّ الكَلامِ إلى اللهِ؛ لاشتمالِها على التَّقديسِ والثَّناءِ بأَنْواعِ الجَميلِ، والتَّنزيهِ لَه عن كُلِّ ما لا يَجوزُ عليه مِنَ المِثْلِ والشَّبَهِ والنَّقْصِ. (وبِحَمْدِه)، اعْتِرافٌ بأنَّ ذلك التَّسبيحَ إنَّما كانَ بِحَمْدِه سُبحانَه؛ فلَه المِنَّةُ فيه.
عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ سُئِلَ أَيُّ الكَلامِ أَفْضَلُ؟ قالَ: ما اصْطَفى اللَّهُ لِمَلائِكَتِهِ، أَوْ لِعِبادِهِ: سُبْحانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ.
ذِكْرُ اللهِ تَعالى مِن أسبابِ مَحَبَّتِه، والذِّكْرُ وما يَشتَمِلُ عليه مِن تَحْمِيدٍ وتَسبيحٍ يَجعَلُ العَبْدَ مُرتبطًا باللهِ في كُلِّ أَوقاتِه وجَميعِ أَحوالِه.
(سُبحانَ اللهِ وبِحَمْدِه)، وإنَّما كانَتْ سُبحانَ اللهِ وبِحَمْدِه أَحَبَّ الكَلامِ إلى اللهِ؛ لاشتمالِها على التَّقديسِ والثَّناءِ بأَنْواعِ الجَميلِ، والتَّنزيهِ لَه عن كُلِّ ما لا يَجوزُ عليه مِنَ المِثْلِ والشَّبَهِ والنَّقْصِ.
(وبِحَمْدِه)، اعْتِرافٌ بأنَّ ذلك التَّسبيحَ إنَّما كانَ بِحَمْدِه سُبحانَه؛ فلَه المِنَّةُ فيه.
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: أنَّ فاطِمَةَ عَلَيْها السَّلامُ، شَكَتْ ما تَلْقى مِن أثَرِ الرَّحا، فأتى النبيَّ ﷺ سَبْيٌ، فانْطَلَقَتْ فَلَمْ تَجِدْهُ، فَوَجَدَتْ عائِشَةَ فأخْبَرَتْها، فَلَمّا جاءَ النبيُّ ﷺ أخْبَرَتْهُ عائِشَةُ بمَجِيءِ فاطِمَةَ، فَجاءَ النبيُّ ﷺ إلَيْنا وقدْ أخَذْنا مَضاجِعَنا، فَذَهَبْتُ لأقُومَ، فَقالَ: على مَكانِكُما. فَقَعَدَ بيْنَنا حتّى وجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ على صَدْرِي، وقالَ: ألا أُعَلِّمُكُما خَيْرًا ممّا سَأَلْتُمانِي، إذا أخَذْتُما مَضاجِعَكُما تُكَبِّرا أرْبَعًا وثَلاثِينَ، وتُسَبِّحا ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وتَحْمَدا ثَلاثًا وثَلاثِينَ فَهو خَيْرٌ لَكُما مِن خادِمٍ.
عن جويرية بنت الحارث أم المؤمنين رضي الله عنها: أنَّ النبيَّ ﷺ خَرَجَ مِن عِندِها بُكْرَةً حِينَ صَلّى الصُّبْحَ، وَهي في مَسْجِدِها، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحى، وَهي جالِسَةٌ، فَقالَ: ما زِلْتِ على الحالِ الَّتي فارَقْتُكِ عَلَيْها؟ قالَتْ: نَعَمْ، قالَ النبيُّ ﷺ: لقَدْ قُلتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِماتٍ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ، لو وُزِنَتْ بما قُلْتِ مُنْذُ اليَومِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدادَ كَلِماتِهِ. (صحيح مسلم ٢٧٢٦).
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قالَ لي رَسولُ اللهِ ﷺ: “قُلِ اللَّهُمَّ اهْدِنِي وَسَدِّدْنِي، واذْكُرْ، بالهُدى هِدايَتَكَ الطَّرِيقَ، والسَّدادِ، سَدادَ السَّهْمِ”. (صحيح مسلم ٢٧٢٥).
“اللَّهمَّ اهْدِني”، أي: إلى مَصالِحِ أَمْري أو ثَبِّتْني عَلى الهِدايَةِ إِلى الصِّراطِ المُستَقيمِ.
“وسَدِّدْني”، أيِ: اجْعَلْني عَلى السَّدادِ وهُوَ الاستِقامَةُ وَإِصابَةُ القَصْدِ في الأَمْرِ والعَدْلِ فيه.
(هِدايتَكَ الطَّريقَ)، فإِذا سَألتَ الهُدى فاستحضر بِقَلْبِك هِدايةَ الطَّريقِ، وسَلِ اللهَ الهُدى والِاستقامَةَ كَما تَتَحرّاه في هِدايَةِ الطَّريقِ إذا سَلَكْتَها.
(والسَّدادِ، سَدادَ السَّهْمِ) وأمّا سُؤالُ السَّدادِ، فالرّامي إذا رَمى غَرَضًا سَدَّدَ بالسَّهمِ نَحوَ الهَدَفِ ولم يَعْدِلْ عنه يَمينًا ولا شِمالًا ليُصيبَ الرَّميَّةَ فلا يَطيشُ سَهمُه ولا يَخْفِقُ سَعيُه، فاخْتَرِ المعنى بِقلبِكَ حِينَ تَسأَلُ اللهَ السَّدادَ لِيكونَ ما تَنوِيه مِن ذلك عَلى شاكِلَةِ ما تَستَعْمِلُه في الرَّميِ.