مواساة المهموم والتفريج عن المكروب عبادة عظيمة
جفّف عَبَرَات أخيك؛ فإنَّ لك في ذلك أجرًا وأثرًا لا يبلغه من يُعرض زاعمًا أنه بذلك يحفظ وقته!
قال الله تعالى في وصف المؤمنين: ﴿رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾ [سورة الفتح:29].
جفّف عَبَرَات أخيك؛ فإنَّ لك في ذلك أجرًا وأثرًا لا يبلغه من يُعرض زاعمًا أنه بذلك يحفظ وقته!
قال الله تعالى في وصف المؤمنين: ﴿رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾ [سورة الفتح:29].
قال الله سبحانه: {إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى} [سورة طه:118].
قال ابن كثير رحمه الله:
””قرن الجوع بالعُري؛ لأنّ الجوع ذُلّ الباطن، والعريُ ذلُّ الظاهر””
نسأل الله العفو والعافية والمعافاة.
قال الله جل وعلا: {وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا} [سورة الحشر: 9].
“”أحسنُ ما قيل فيه:
لا يحسدون إخوانهم على فضلِ ما أعطاهم الله””.
(تفسير ابن كثير رحمه الله).
قال الله سبحانه وتعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [الجاثية: 21]:
قال إبراهيم بن الأشعث: كثيرا ما رأيت الفضيل بن عياض يردد من أول الليل إلى آخره هذه الآية ونظيرها، ثم يقول: ليت، شعري! من أي الفريقين أنت؟ وكانت هذه الآية تسمى مبكاة العابدين. [تفسير القرطبي:١٩/١٥٧]
قال الله تبارك وتعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} [آل عمران: 92]:
ينبغي للإنسان أن يتأوَّل هذه الآية ولو مرةً واحدة!
إذا أعجبه شيءٌ من ماله فليتصدّق به، لعله ينال هذا البرّ.
(ابن عثيمين رحمه الله).
قال مورق العجلي رحمه الله-:
هل “سمعتُم بمعاتبةٍ أحسن من هذه؟ بدأ بالعفو قبل المعاتبة؛ فقال تبارك وتعالى: {عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ} [سورة التوبة:43]” (أخرجه ابن أبي حاتم في التفسير 10413).
قال الحسن البصري -رحمه الله-:
“”ما استقْصى كريمٌ قطّ!
قال الله تعالى عن نبيّنا ﷺ لما أخطأت بعضُ أزواجه: {عَرَّفَ بَعضَهُ وَأَعرَضَ عَن بَعضٍ} [التحريم: ٣]””.
الكريمُ يتغافل عن تقصير أهله وصحبه ولا يستقصي حقوقه!
“اشترِ نفسك اليوم؛ فإنّ السوقَ قائمة، والثمنُ موجود، والبضائع رخيصة، وسيأتي على تلك السوق والبضائع يومٌ لا تصلُ فيه إلى قليلٍ ولا كثير! ﴿ذلِكَ يَومُ التَّغابُنِ﴾ [التغابن: ٩]””
[ابن القيّم -رحمه الله-: الفوائد: ص49].
عن وهيب بن الورد أنه قرأ: {وَإِذ يَرفَعُ إِبراهيمُ القَواعِدَ مِنَ البَيتِ وَإِسماعيلُ رَبَّنا تَقَبَّل مِنّا} [البقرة: ١٢٧].
ثم بكى، وقال: يَا خَلِيلَ الرَّحْمَنِ تَرْفَعُ قَوَائِمَ بَيْتِ الرَّحْمَنِ وَأَنْتَ مُشْفِقٌ أَنْ لا يَقْبَلَ مِنْكَ””؟! (أخرجه ابن أبي حاتم في التفسير 1236).
قال الله تبارك وتعالى: {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء: ٨٧]
دليلٌ على أن التهليل والتسبيح يجليان الغموم، وينجيان من الكرب والمصائب، فحقيقٌ على مَن آمن بكتاب الله أن يجعلها ملجأً في شدائده، ومطيّةً في رخائه ثقةً بما وعد الله المؤمنين من إلحاقهم بذي النون في ذلك حيث يقول: ﴿فَاستَجَبنا لَهُ وَنَجَّيناهُ مِنَ الغَمِّ وَكَذلِكَ نُنجِي المُؤمِنينَ﴾ [الأنبياء: ٨٨].
[القصّاب -رحمه الله-: النكت الدالة على البيان ٢/٣١١].