من علامات وفاء المحبين
للوفاء شروطٌ على المحبِّين لازمة؛ فأوَّلها أن يحفظ عهد محبوبه ويرعى غيبته، وتستوي علانيَّته وسريرته، ويطوي شرَّه وينشر خيره، ويغطِّي على عيوبه، ويُحسّن أفعاله، ويتغافل عما يقع منه على سبيل الهفوة.
للوفاء شروطٌ على المحبِّين لازمة؛ فأوَّلها أن يحفظ عهد محبوبه ويرعى غيبته، وتستوي علانيَّته وسريرته، ويطوي شرَّه وينشر خيره، ويغطِّي على عيوبه، ويُحسّن أفعاله، ويتغافل عما يقع منه على سبيل الهفوة.
العاقِلُ لا يُدقِّق في كل صغيرة وكبيرة قال ابن الجوزي -رحمه الله-:
«والعاقِلُ الذَّكي من لا يُدقِّق في كل صغيرة وكبيرة مع أهله وأحبابه وأصحابه وجيرانه»
قال الشافعي رحمه الله: “اللبيب العاقل هو الفَطِنُ المُتغافِل”.
صفة الصفوة ٢/ ٥٥٤
وقال حاتم الأصم رحمه الله: “العَاقِل فَطِنٌ مُتغافِلٌ”
عيون الأخبار ٣/ ١٠
العاقلُ الذَّكي من لا يُدقِّق في كل صغيرة وكبيرة مع: أهله، وأحبابه، وأصحابه، وجيرانه”” (ابن الجوزي رحمه الله
في تفسير قوله تعالى: (عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ)[التحريم:3]: “”من عادة الفضلاء التغافل عن الزلات والتقصير في العتاب”” (التسهيل 4/428).
قال الحسن البصري -رحمه الله-:
“”ما استقْصى كريمٌ قطّ!
قال الله تعالى عن نبيّنا ﷺ لما أخطأت بعضُ أزواجه: {عَرَّفَ بَعضَهُ وَأَعرَضَ عَن بَعضٍ} [التحريم: ٣]””.
الكريمُ يتغافل عن تقصير أهله وصحبه ولا يستقصي حقوقه!
قال رجاء بن حيوة -وزير عمر بن عبد العزيز رحمه الله-: “من يؤاخي إلا مَن لا عيب فيه قلَّ صديقه، ومن لا يرضى من صديقه إلا بإخلاص له دام سخطه، ومن عاتب إخوانه على كل ذنب كثر عدوه” (مختصر تاريخ دمشق 5/317).
الخطأ والتقصير والسهو والغفلة من طبيعة البشر، قال الله تعالى: {ولَقَدْ عَهِدْنَا إلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} [طه: 115]. وقال رسول الله ﷺ: “كل ابن آدم خطاء” (أخرجه الترمذي 2499 وحسنه الألباني).