المسارعة إلى الصلوات

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: “لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأَوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلاَّ أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لاَسْتَهَمُوا، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لاَسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَةِ وَالصُّبْحِ لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا” (رواه البخاري ٦١٥).
((التهجير)): السير في الهاجرة، وهي شدة الحر، ويدخل في معنى التهجير المسارعة إلى الصلوات كلها قبل دخول أوقاتها. (شرح صحيح البخاري لابن بطال ٢/٢٨٠).
((الحبو)): أن يمشي على يديه وركبتيه. (النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير ١/٣٣٦).

ما الحكمة من إبهام بعض العبادات مع الترغيب فيها؟

قال تعالى: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) البقرة: 238.
قال بعضهم: هي إحدى الصلوات الخمس لا بعينها؛ أبهمها الله تعالى؛ تحريضًا للعباد على المحافظة على أداء جميعها؛ كما أخفى ليلة القدر في شهر رمضان، وساعة إجابة الدعوة في يوم الجمعة، وأخفى اسمه الأعظم في الأسماء؛ ليحافظوا على جميعها.

ملاك دين المسلم وأساسه: إيمانه وصلاته

قال تعالى: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) البقرة: 238.
إن الله سبحانه وتعالى يُعطي الدنيا على نية الآخرة، وأبى أن يعطي الآخرة على نية الدنيا؛ خلل حال المرء في دنياه ومعاده إنما هو عن خلل حال دينه، وملاك دينه وأساسه إيمانه وصلاته؛ فمن حافظ على الصلوات أصلح الله حال دنياه وأخراه.

علاقة صلاة الفجر والعصر برؤية الله في الجنة

عن جرير بن عبدالله رضي الله عنه قال: كُنّا جُلُوسًا لَيْلَةً مع النبيِّ ﷺ، فَنَظَرَ إلى القَمَرِ لَيْلَةَ أرْبَعَ عَشْرَةَ، فَقالَ: إنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كما تَرَوْنَ هذا لا تُضامُونَ في رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أنْ لا تُغْلَبُوا على صَلاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وقَبْلَ غُرُوبِها، فافْعَلُوا، ثُمَّ قَرَأَ: {وَسَبِّحْ بحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وقَبْلَ الغُرُوبِ} (صحيح البخاري ٤٨٥١)
قال ابن رجب رحمه الله:
“”ولهذا لما ذكر النبي ﷺ أن أهل الجنة يرون ربهم، حضَّ عقيب ذلك على المحافظة على صلاة الفجر والعصر، لأن وقت هاتين الصلاتين هو وقت رؤية خواص أهل الجنة ربَّهم وزيارتهم له”” [جامع العلوم والحكم 2/٨٨٧]

أفضل الصلوات عند الله تعالى

قال رسول الله ﷺ: «أفضل الصلوات عند الله صلاة الصبح يوم الجمعة في جماعة» (السلسلة الصحيحة 4/1566)

فضل من صلَّى الفجر في جماعة ثم ذكر الله حتى تطلع الشمس

قال رسول الله ﷺ: «من صلى الفجر في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة» (صحيح الجامع الصغير وزيادته)