من صور نعيم أهل الجنة

قال الله تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ} [الأعراف:43].
‏قال السعدي رحمه الله: “وهذا من كرمه وإحسانه، أن الغل الذي كان موجودًا في قلوبهم، أن الله يزيله حتى يكونوا إخوانًا متحابين”.

ماذا لو كان منزلة أبنائك في الجنة دون منزلتك؟

قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} [الطور: ۲۱].
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: “لو كان لك ذرية وتكون في الدرجة الخامسة، وأنت في الدرجة السابعة، تُرقَّى الذرية من الخامسة إلى السابعة، ولا تُنقص أنت شيئًا، لا يقال: انزل درجة وهم يرقون درجة وتكونون في السادسة.
فالله يعامل بالفضل عز وجل، ولهذا قال: ﴿وَمَا أَلَتْنَاهُمْ﴾؛ لأنه ربما يتوهم متوهم أنه إذا رُقيت الذرية نقص ثواب الآباء، فقال: ﴿وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ﴾، ولو أننا نزَّلنا الآباء ما صار العامل رهينًا بما کسب .

اخش الله خشية من قد علم أنه ميت ومبعوث

من وصية سفيان الثوري لعلي بن الحسن السلمي:
احرص أن يكون أول أمرك تقوى الله في السر والعلانية.
واخش الله خشية من قد علم أنه ميت ومبعوث، ثم الحشر ثم الوقوف بين يدي الجبار سبحانه، وتحاسب بعملك.
ثم المصير إلى إحدى الدارين: إما جنة ناعمة خالدة، وإما نار فيها ألوان العذاب مع خلود لا موت فيه.
وارجُ رجاء مَن علم أنه يعفو أو يعاقب، وبالله التوفيق لا ربّ غيره.

عليك بكثرة ذكر الله يزهدك الله في الدنيا

من وصية سفيان الثوري لعلي بن الحسن السلمي:
عليك بكثرة ذِكْر الله يُزهّدك الله في الدنيا.
وعليك بذِكْر الموت، يُهوّن الله عليك أمر الدنيا.
واشْتَقْ إلى الجنة يُوفّقك الله للطاعة.
وأشْفِقْ من النار يُهوِّن الله عليك المصائب.

السابقون في الآخرة لدخول الجنات

قال تعالى: (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) الواقعة: 10-11.
السابقون في الدنيا إلى الخيرات، هم السابقون في الآخرة لدخول الجنات.
أولئك الذين هذا وصفهم، المقربون عند الله، في جنات النعيم، في أعلى عليين، في المنازل العاليات، التي لا منزلة فوقها.

لماذا سميت الجنة دار السلام؟

قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
تسمية الجنة: دار السلام، وفي إضافتها إلى السلام ثلاثة أقوال:
أحدها: أنها إضافة إلى مالكها السلام سبحانه.
الثاني: أنها إضافة إلى تحية أهلها، فإن تحيتهم فيها سلام.
الثالث: أنها إضافة إلى معنى السلامة، أي: دار السلامة من كل آفة ونقص وشر.
والثلاثة متلازمة، وإن كان الثالث أظهرها.

فضل لا إله إلا الله وما معها من خير

عن أنس، عن النبي ﷺ قال: (يخرج من النار من قال لا إله إلا الله، وفي قلبه وزن شعيرة من خير، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله، وفي قلبه وزن برَّة من خير، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله، وفي قلبه وزن ذرة من خير).
برة: قمحة.
ذرة: أقل شيء يُوزن.

حفت الجنة بالمكاره والنار بالشهوات

قال ابن القيم رحمه الله: من خلقه الله للجنّة لم تزل هَداياها تَأتيه من المكاره، ومن خلقه للنار لم تزل هَداياها تَأتيه من الشَّهَوات. الفوائد: ص32.
المؤمن الحازم يثبت للعظائم، ولا يتغيّر فؤاده، ولا ينطق بالشكوى لسانه، وكتمان المصائب والأوجاع من شِيَم النبلاء، وما هلك الهالكون إلا من نفاد الجَلد، فخفِّف المُصَاب عن نفسك بوعد الأجر وتسهيل الأمر؛ لتذهب المِحَن بلا شكوى، وتذكر دومًا أنك ما مُنِعْتَ إلا لتُعْطَى، ولا ابتلاك إلا لتُعَافَى.
عبد المحسن القاسم- خطوات إلى السعادة: ص‏٥٩.

سبب وقوع بعض العباد في الرياء

قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله:
«أول مَن تُسعَّر به النار من الموحدين: العباد المراؤون بأعمالهم، وأولهم العَالِم، والمُجاهِد، والمُتصدِّق للرياء؛ لأن يسير الرياء شرك، ما نظر المرائي إلى الخلق بعمله إلا لجهله بعظمة الخالق».

رفعة منازل المتقين عند رب العالمين

قال تعالى: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ) القمر ٥٤ – ٥٥.
قال ابن كثير رحمه الله: «(إنَّ المتقين في جنات ونهر) أي: بعكس ما الأشقياء فيه من الضلال والسُّعر والسحب في النار على وجوههم، مع التوبيخ والتقريع والتهديد. وقوله: (فِي مقعد صدق) أي: في دار كرامة الله ورضوانه وفضله، وامتنانه وجوده وإحسانه، (عند مليك مقتدر) أي: عند الملك العظيم الخالق للأشياء كلها ومُقدّرها، وهو مقتدر على ما يشاء ممَّا يطلبون ويريدون».

سِرّ بشارة السيدة خديجة ببيت من قَصَب لا صَخَب فيه ولا نَصَب

أتى جبريل النبي ﷺ فقال: «يا رسول الله: هذه خديجة قد أتت، معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربّها، ومنّي، وبشِّرها ببيت في الجنة من قَصَب لا صَخَب فيه ولا نَصَب» (صحيح البخاري 3820).
قال السهيلي: «وإنما بشَّرها ببيت في الجنة من قصب -يعني قصب اللؤلؤ- لأنها حازت قَصَب السبق إلى الإيمان، لا صَخَب فيه ولا نَصَب؛ لأنها لم ترفع صوتها على النبي ﷺ ولم تُتْعِبْهُ يومًا من الدهر، فلم تَصْخَب عليه يومًا ولا آذته أبدًا»

من فضائل أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها

قال الإمام الذهبي رحمه الله:
“أُمّ المؤمنين خديجة بنت خويلد بن أسد القرشية الأسدية، وهي من أفضل نساء الأمة، كانت عاقلة جليلة دَيِّنة مصونة كريمة من أهل الجنة، وكان النبي ﷺ يُثْنِي عليها ويُفضِّلها على سائر أمهات المؤمنين، ويبالغ في تعظيمها، حتى إن عائشة كانت تقول: «ما غرتُ من امرأة ما غرتُ من خديجة من كثرة ذكر النبي ﷺ لها».