مراعاة الداعية لأحوال المدعوين

عن أبي وائل، قال: (كان عبد الله يُذكِّر الناسَ في كل خميس، فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن لوددتُ أنك ذكّرتنا كل يوم؟ قال: أما إنه يمنعني من ذلك أني أكره أن أُمِلّكم، وإني أتخوّلكم بالموعظة، كما كان النبي ﷺ يتخولنا بها؛ مخافة السآمة علينا).
يذكر الناس: يعظهم ويعلمهم أمور دينهم.
يتخولنا بالموعظة: يتعهدنا مراعيًا أوقات نشاطنا ولا يفعل ذلك دائمًا.
كراهة السآمة: لا يحب أن يصيبنا الملل.

هدي النبي ﷺ في الوعظ

عن ابن مسعود، قال: (كان النبي ﷺ يتخولنا بالموعظة في الأيام؛ كراهة السآمة علينا).
يتخولنا بالموعظة: يتعهدنا مراعيًا أوقات نشاطنا، ولا يفعل ذلك دائمًا.
كراهة السآمة: لا يحب أن يصيبنا الملل.

نقش خاتم النبي ﷺ: محمد رسول الله

عن أنس بن مالك، قال: كتب النبي ﷺ كتابًا -أو أراد أن يكتب- فقيل له: إنهم لا يقرءون كتابًا إلا مختومًا، فاتخذ خاتمًا من فضة، نقشه: محمد رسول الله، كأني أنظر إلى بياضه في يده.
مختومًا: مطبوعًا عليه بتوقيع المرسل.
نقشه: محفور عليه والنقش في اللغة التلوين.

التفاؤل حُسْن ظنّ بالله تعالى والتشاؤم سوء ظنّ به

قال الحليمي رحمه الله:
«كانَ النَّبِيُّ ﷺ يعجبه الفأل؛ لأن التشاؤم سُوء ظنّ بالله تعالى، والتفاؤل حُسْن ظنّ به، والمؤمن مأمورٌ بحُسْن الظنّ بالله تعالى على كل حال»
فتح الباري: ١٠/ ٢١٥.
قال البغوي: «وإنما أحبَّ النبيُّ ﷺ الفأل؛ لأن فيه رجاءَ الخير والفائدة، ورجاءَ الخير أحسن بالإنسان من اليأس وقطع الرجاء عن الخير»

حب النبي ﷺ صيام شهر شعبان

عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: “”كَانَ أَحَبَّ الشُّهُورِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَنْ يَصُومَهُ: شَعْبَانُ، ثُمَّ يَصِلُهُ بِرَمَضَانَ””. (صحيح أبي داود: 2124).
قال عبد الله بْنِ المُبَارَكِ: “”جَائِزٌ فِي كَلَامِ العَرَبِ، إِذَا صَامَ أَكْثَرَ الشَّهْرِ أَنْ يُقَالَ: صَامَ الشَّهْرَ كُلَّهُ، وَيُقَالُ: قَامَ فُلَانٌ لَيْلَهُ أَجْمَعَ، وَلَعَلَّهُ تَعَشَّى وَاشْتَغَلَ بِبَعْضِ أَمْرِهِ””، (سنن الترمذي 3/114).

صيام النبي ﷺ في شهر شعبان

عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: لَمْ يَكُنْ النَّبِيُّ ﷺ يَصُومُ شَهْرًا أَكْثَرَ مِنْ شَعْبَانَ؛ فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ. (البخاري حديث 1970).
قال ابن حجر العسقلاني: “”الْمُرَاد بِالْكُلِّ الْأَكْثَرُ وَهُوَ مَجَازٌ قَلِيلُ الِاسْتِعْمَالِ””. (فتح الباري 4/252).

كيف يكون جود النبي ﷺ في رمضان؟

عن ابن عباس رضي الله عنه قال: “”كان رسولُ اللهِ ﷺ أجودَ النَّاسِ بالخيرِ، وكان أجودُ ما يكونُ في شهرِ رمضانَ، وإنَّ جبريلَ كان يلقاه في كلِّ سنة في رمضانَ حتَّى ينسلِخَ فيعرِض عليه رسول الله ﷺ القرآنَ، فإذا لقيه جبريلُ كان ﷺ أجودَ بالخيرِ مِن الرِّيحِ المرسَلةِ”” متفق عليه

عبادات النبي ﷺ في رمضان

رمضان شهر العبادة والطاعة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخص رمضان من العبادة بما لا يخصه في غيره من الشهور، ويرغب أصحابه في الأعمال الصالحة، وهذه بعض من عبادات النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان.

هدي النبي ﷺ مع القرآن

قال ابن القيم رحمه الله:
“” كان له ﷺ حِزبٌ يقرؤه، ولا يُخِلّ به، وكانت قراءته ترتيلاً لا هذّاً ولا عجلة، بل قِراءة مفسّرة حرفًا حرفًا، وكان يقطّع قراءته آية آية، وكان يمُدّ عند حروف المد، فيمد (الرحمن) ويمد (الرحيم).
وكان يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم في أول قراءته، فيقول:”” أعوذ بالله من الشيطان الرجيم””، وربما كان يقول: “”اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه””. وكان تعوُّذه قبل القراءة.
وكان يحب أن يسمع القرآن من غيره، وأمر عبدالله بن مسعود، فقرأ عليه وهو يسمع، وخشع ﷺ لسماع القرآن منه، حتى ذرفت عيناه.
وكان يقرأ القرآن قائمًا، وقاعدًا، ومضطجعًا، ومتوضئًا، ومحدثًا، ولَم يكن يمنعه من قراءته إلا الجنابة.
وكان ﷺ يتغنّى به، ويرجّع صوته به أحيانًا كما رجّع يوم الفتح في قراءته {إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا}، وحكى عبدالله بن مغفّل ترجيعه آ آ آ ثلاث مرات، ذكره البخاري”” [زاد المعاد 1/٤٨٢].

أشعار في مدح نبينا محمد ﷺ

أغَرُّ، عَلَيْهِ لِلنُّبُوَّة ِ خَاتَمٌ **** مِنَ اللَّهِ مَشْهُودٌ يَلُوحُ ويُشْهَدُ
وضمَّ الإلهُ اسمَ النبيّ إلى اسمهِ **** إذا قَالَ في الخَمْسِ المُؤذِّنُ أشْهَدُ
وشقّ لهُ منِ اسمهِ ليجلهُ *** فذو العرشِ محمودٌ، وهذا محمدُ
نَبيٌّ أتَانَا بَعْدَ يَأسٍ وَفَتْرَةٍ **** منَ الرسلِ، والأوثانِ في الأرضِ تعبدُ
فَأمْسَى سِرَاجاً مُسْتَنيراً وَهَادِياً *** يَلُوحُ كما لاحَ الصّقِيلُ المُهَنَّدُ
(حسان بن ثابت رضي الله عنه)