حب النبي ﷺ صيام شهر شعبان

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: “”كَانَ أَحَبَّ الشُّهُورِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَنْ يَصُومَهُ: شَعْبَانُ، ثُمَّ يَصِلُهُ بِرَمَضَانَ””. (صحيح أبي داود: 2124). قال عبد الله بْنِ المُبَارَكِ: “”جَائِزٌ فِي كَلَامِ العَرَبِ، إِذَا صَامَ أَكْثَرَ الشَّهْرِ أَنْ يُقَالَ: صَامَ الشَّهْرَ كُلَّهُ، وَيُقَالُ: قَامَ فُلَانٌ لَيْلَهُ أَجْمَعَ، وَلَعَلَّهُ تَعَشَّى وَاشْتَغَلَ بِبَعْضِ أَمْرِهِ””، (سنن الترمذي 3/114).[/box]

الشرح والإيضاح

كان الصَّحابةُ رضِيَ اللهُ عنهم يَرقُبون رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في عباداتِه، ومُعامَلاتِه، وفي كُلِّ حَياتِه، ومن ذلك مُراقَبَتُهم له في صيامِه الفَرْضَ منه والتَّطوُّعَ؛ لِيَتَعلَّموا منه.
وفي هذا الحَديثِ تقولُ عائِشَةُ أُمُّ المُؤمِنينَ رضِيَ اللهُ عنها: “كان أحَبَّ الشُّهورِ إليه أنْ يَصومَه شَعبانُ، ثُمَّ يَصِلُه برَمَضانَ”، أي: يُحِبُّ أنْ يصومَه بعضَه أو كُلَّه حتى يَصِلَ صيامَه بصيامِ رَمَضانَ، وقد بيَّنَ سَبَبَ ذلك في روايةِ أُسامةَ بنِ زَيْدٍ عندَ النَّسائيِّ، فقال: ” قال: ذلك شَهْرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنه بيْنَ رَجَبَ ورَمَضانَ، وهو شَهْرٌ تُرفَعُ فيه الأعْمالُ إلى ربِّ العالَمين؛ فأُحِبُّ أنْ يُرفَعَ عملي وأنا صائِمٌ”، أي: لأنَّ من أفضْلِ الأعْمالِ عندَ اللهِ من عِبادِه الصَّومَ، أو أنَّ الأعْمالَ الصالحةَ إذا صاحَبَها الصَّومُ رَفَعَ من قَدْرِها، وأثْبَتَ خُلوصَها للهِ عزَّ وجلَّ.
ولا تعارُضَ بيْنَ هذا الحديثِ، وبيْنَ أحاديثِ النَّهيِ عن تَقدُّمِ رَمَضانَ بصَومِ يَومٍ أو يَومَينِ كما عندَ البُخاريِّ، فإنَّ الجَمعَ بيْنَهما ظاهِرٌ بأنْ يُحمَلَ النَّهيُ على مَن لم تَدخُلْ تلك الأيَّامُ في صيامٍ اعتادَه.
وفي الحديثِ: أنَّ شَهْرَ شَعبانَ من الأشْهُرِ المُرَغَّبِ فيها بالصَّومِ .
مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/92175

أ