الأبناء أمانة يجب الحفاظ عليها
أبناؤك وبناتك أمانة في عنقك فلا تضيعهم في أيدي الضالين والمُضلين فتكون من النادمين، أصلح الله ذرياتنا أجمعين.
أبناؤك وبناتك أمانة في عنقك فلا تضيعهم في أيدي الضالين والمُضلين فتكون من النادمين، أصلح الله ذرياتنا أجمعين.
” كما يقول الأبناء دائمًا: إن هناك أشياء لا يفهمها الآباء والأمهات عن احتياجاتهم ورغباتهم وتطلعاتهم؛ فهناك كذلك أشياء أكثر وأعمق من احتياجات هؤلاء الآباء والأمهات لا يفهمها أيضًا للأسف الأبناء، وإن فهموها فقد لا يتعاطفون معها، ولو فهموها وقدّروها، وتبادل الطرفان الفهم والعطف لاختفت مساحات كبيرة من بحر الشقاء الإنساني”” (عبدالوهاب مطاوع رحمه الله).
“”الذين نستهدفهم بالتربية ليسوا قوالب جامدة، بل هم يتغيرون في واقعهم، ويتفاعلون معهم؛ لذلك يجب على المربين أن ينفتحوا بشكل جيد على هذا الواقع ومتغيراته، ويتعرفوا على أحواله ومؤثراته؛ كما يتعرف الناس عليهم، فليس من العملي أن تتغير ظروف الواقع، ويتغير المجتمع ثم تبقى المقررات التربوية وطرائق التربية راكدة لا تتغير ولا تتفاعل مع محيطها واهمة أنها تحافظ على الأصيل من التربية””. [فايز الزهراني: كتاب التربية من جديد].
الصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة ساذجة خالية عن كل نقش وصورة، وهو قابل لكلِّ ما نُقِشَ، ومائل إلى كل ما يُمَال به إليه.
فإن عوِّد الخير وعُلِّمه: نشأ عليه، وسعد في الدنيا والآخرة، وشاركه في ثوابه أبوه وكل معلم له ومؤدب.
وإن عُوِّد الشر وأُهمل إهمال البهائم شقي وهلك، وكان الوزر في رقبة القَيِّم عليه والوالي له. وقد قال الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ) [التحريم: 6]؛ ومهما كان الأب يصونه عن نار الدنيا؛ فبأن يصونه عن نار الآخرة أولى، وصيانته بأن يؤدِّبه ويهذِّبه، ويعلِّمه محاسن الأخلاق، ويحفظه من القرناء السوء”” [أبو حامد الغزالي رحمه الله – إحياء علوم الدين].
عندنا تجلس مع ابنك.. عليك أن تتذكر دائمًا أن دورك هو دور المربي الذي يختلف عن دور كل من القاضي والشرطي والمحقّق والسجان.
تحليل التربية إلى عناصرها:
أولها: المحافظة على فطرة الناشئ ورعايتها.
ثانيها: تنمية مواهب الناشئ.
ثالثها: توجيه هذه الفطرة وهذه المواهب إلى صلاحها وكمالها اللائق بها.
رابعًا: التدرج في هذه العملية.
[الأستاذ المؤدب/ عبد الرحمن الباني – مدخل إلى التربية في ضوء الإسلام].
قال ابن الجوزي رحمه الله: “كان السلف إذا نشأ لأحدهم ولد شغلوه بحفظ القرآن وسماع الحديث، فيثبت الإيمان في قلبه” (صيد الخاطر ص٤٩١).
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: “إذا مات الإنسانُ انقطع عنه عملُه إلا من ثلاثةٍ: إلا من صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ ينتفعُ به، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له” (صحيح مسلم ١٦٣١).
قال العلامة ابن عثيمين: “ينبغي للإنسان أن يعتني بتربية أولاده على الصلاح؛ لقوله: “أو ولد صالح” (شرح بلوغ المرام ج١٠ ص٢٨٨).
إن من الخطأ في التربية أن يغضب الأب والأم لتقصير أولادهم في أمور العادات والأعراف والتقاليد والمباحات، ولا يغضبون إذا انتُهكت حرمات الله، فيعتاد الأبناء على هذا، ويتحفزون لما يغضب الأب والأم من العادات، ولا يبالون إذا فعلوا ما يغضب الله، ولقد كان النبي ﷺ يتلطف إلى الصغار فإذا ما فعلوا ما يُسْخِط الله أظهر لهم شيئًا من الغضب والتعنيف؛ ليتعودوا على ترك ما يغضب الله سبحانه.
فعن الربيع بنت معوذ رضي الله عنها قالت: “فَكُنّا نَصُومُهُ بَعْدُ، ونُصَوِّمُ صِبْيانَنا، ونَجْعَلُ لهمُ اللُّعْبَةَ مِنَ العِهْنِ، فَإِذا بَكى
أحَدُهُمْ على الطَّعامِ أعْطَيْناهُ ذاكَ حتّى يَكونَ عِنْدَ الإفْطارِ” (صحيح البخاري ١٩٦٠).