من صور إكرام الله تعالى ليحيى بن زكريا
{ وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا } [مريم: 13]
قال السعدي في تفسيره: “أي آتيناه منا رحمة ورأفة تيسرت بها أموره، وصلحت بها أحواله، واستقامت بها أفعاله”.
اللهم حنانًا من لَدُنْك.
{ وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا } [مريم: 13]
قال السعدي في تفسيره: “أي آتيناه منا رحمة ورأفة تيسرت بها أموره، وصلحت بها أحواله، واستقامت بها أفعاله”.
اللهم حنانًا من لَدُنْك.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: ” كَانَ زَكَرِيَّاءُ نَجَّارًا “(صحيح مسلم 2379).
شَرْحُ الحَدِيث:
قوله ﷺ: (كان زكريا نجارًا) فيه جواز الصنائع، وأن النجارة لا تُسقط المروءة، وأنها صنعة فاضلة، وفيه فضيلة لزكريا ﷺ؛ فإنه كان صانعًا يأكل من كسبه، وقد ثبت قوله ﷺ: ” أفضل ما أكل الرجل من كسبه، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده”.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَكْرَمُ النَّاسِ؟ قَالَ: ” أَتْقَاهُمْ “. قَالُوا: لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ. قَالَ: ” فَيُوسُفُ نَبِيُّ اللَّهِ ابْنُ نَبِيِّ اللَّهِ ابْنِ نَبِيِّ اللَّهِ ابْنِ خَلِيلِ اللَّهِ “. قَالُوا: لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ. قَالَ: ” فَعَنْ مَعَادِنِ الْعَرَبِ تَسْأَلُونِي؟ خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ، إِذَا فَقُهُوا ” (صحيح البخاري 3175).
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: “لَا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى” (صحيح البخاري 3234).
أي: لا يقول ذلك بعض الجاهلين؛ فإنه لو بلغ من الفضائل ما بلغ لم يبلغ درجة النبوة. والحكمة في تخصيص يونس عليه السلام بالذكر لئلا يتوهم غضاضة في حقه بسبب نزول قوله تعالى: { فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ } [القلم: 48]، أي: لا تغتم وتحزن كما حصل له.