من فضائل نبي الله يوسف عليه السلام

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَكْرَمُ النَّاسِ؟ قَالَ: ” أَتْقَاهُمْ “. قَالُوا: لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ. قَالَ: ” فَيُوسُفُ نَبِيُّ اللَّهِ ابْنُ نَبِيِّ اللَّهِ ابْنِ نَبِيِّ اللَّهِ ابْنِ خَلِيلِ اللَّهِ “. قَالُوا: لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ. قَالَ: ” فَعَنْ مَعَادِنِ الْعَرَبِ تَسْأَلُونِي؟ خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ، إِذَا فَقُهُوا ” (صحيح البخاري 3175).[/box]

الشرح والإيضاح

كانَ أصحابُ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم يَحرِصونَ على تَحصيلِ أفضلِ الْمَكارمِ وأَحسنِ الأخلاقِ، وكانوا يَسألونَ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم عَنِ الْمتَّصِفينَ بهذه الصِّفاتِ؛ لِيَسلُكوا مَسْلَكَهم ويَعرِفوا قدْرَهم، وفي هذا الحديثِ يَسألُ الصِّحابةُ رضوان الله عليهمُ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم عَن أكرمِ النَّاسِ، فقال لهمُ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: أَتْقاهُم لِلَّهِ؛ وذلك لِقوله تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13]، فقالوا له: ليس عَن هذا نَسألُك، أي: لا نقصِدُ ذلك، فقال لهم صلَّى الله عليه وسلَّم: «فَأكرَمُ النَّاسِ يوسفُ نَبِيُّ اللهِ ابنُ نبيِّ اللهِ ابنِ نبيِّ اللهِ ابنِ خَليلِ اللهِ»؛ وذلك لأنَّه عليه السلام جمعَ بَيْنَ مَكارمِ الأخلاقِ مع شرَفِ النُّبوَّةِ مع شرَفِ النَّسبِ، فهو ابنُ يعقوبَ بنِ إسحاقَ بنِ إبراهيمَ عليهم وعلى نبيِّنا الصَّلاة والسلام، فقالوا: ليس عَن هذا نَسألُك، فقال صلَّى الله عليه وسلَّم: «فعَن معادِنِ العرَبِ تَسألونَنِي؟»، ومعادِنُ النَّاسِ أصولُهمُ الَّتي يُنْسبونَ إليها ويَتَفاخَرُون بها، فقال: «النَّاس معادِنُ، خيارُهم في الجاهليَّةِ خيارُهم في الإسلامِ إذا فَقُهُوا» أي: إنَّ مَن كانَ له أصلٌ شريفٌ في الجاهليَّةِ ثُمَّ أسلَمَ فإنَّه يَبْقى على هذا الشَّرفِ إذا صار فَقِيهًا في دِينِه.
مصدر الشرح:https://dorar.net/hadith/sharh/16226