كيف كان السلف الصالح يستعدون لاستقبال شهر رمضان؟
قال أنس بن مالك رضي الله عنه: “”كان المسلمون إذا دخل شعبان؛ انكبُّوا على المصاحف فقرأُوها، وأخرجوا زكاة أموالهم؛ تقويةً للضعيف والمسكين على صيام رمضان””
(لطائف المعارف: ص158)
قال أنس بن مالك رضي الله عنه: “”كان المسلمون إذا دخل شعبان؛ انكبُّوا على المصاحف فقرأُوها، وأخرجوا زكاة أموالهم؛ تقويةً للضعيف والمسكين على صيام رمضان””
(لطائف المعارف: ص158)
قال ابن حجر رحمه الله:
«كان المسلمون إذا دخل شهر شعبان؛ أكبُّوا على المصاحف، وأخرجوا الزكاة»
(فتح الباري لابن حجر ١٣/ ٣١٠).
قال الله تبارك وتعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} [آل عمران: 92]:
ينبغي للإنسان أن يتأوَّل هذه الآية ولو مرةً واحدة!
إذا أعجبه شيءٌ من ماله فليتصدّق به، لعله ينال هذا البرّ.
(ابن عثيمين رحمه الله).
قول الله تعالى: { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ } [البقرة: 3]
قال الإمام ابن تيمية:
“”النفقة من المال والنفقة من العلم. وقال أبو الدرداء: ما تصدق رجل بصدقة أفضل من موعظة يَعِظ بها جماعة فيتفرقون وقد نفعهم الله بها.
ثم قال الإمام ابن تيمية: “”وهذه صدقة الأنبياء وورثتهم العلماء”” (مجموع الفتاوى: 14 / 212)
قال رسول الله ﷺ: “”إنَّ مِمَّا يلحقُ المؤمنَ مِن عملِه وحسناتِه بعد موتِه: عِلمًا علَّمَه ونشرَه، أو ولدًا صالحًا تركَه، أو مُصحفًا ورَّثَه، أو مَسجِدًا بناهُ، أو بيتًا لابنِ السبيلِ بَناه، أو نهرًا أجراهُ، أو صدَقةً أخرجَها مِن مالِه، في صحَّتِه وحياتِه، تَلحقُه مِن بعدِ موتِهِ”” (أخرجه ابن ماجه 242 وحسنه الألباني)
قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ } [البقرة:254].
“”وهذا من لطف الله بعباده أن أمرهم بتقديم شيء مما رزقهم الله، من صدقة واجبة ومستحبة، ليكون لهم ذُخرًا وأجرًا موفرًا في يوم يحتاج فيه العاملون إلى مثقال ذرة من الخير، فلا بيع فيه ولو افتدى الإنسان نفسه بملء الأرض ذهبًا ليفتدي به من عذاب يوم القيامة ما تقبّل منه، ولم ينفعه خليل ولا صديق لا بوجاهة ولا بشفاعة، وهو اليوم الذي فيه يخسر المبطلون ويحصل الخزي على الظالمين”” (تفسير السعدي).
تأمل قوله تعالى: { كَلَّا بَل لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ } [سورة الفجر: 17-18].
“”فالمسكين حظه الإطعام ودفع حاجته، أما اليتيم فالإكرام؛ فإن كان غنيًّا فإنه يُكْرم ليُتْمِهِ، ولا يُطْعَم لغِنَاه، وإن كان فقيرًا –أي: اليتيم-؛ فإنه يُكْرَم ليُتْمِهِ ويُطْعَم لفقره، ولكن أكثر الناس لا يبالون بهذا الشيء”” (شرح رياض الصالحين لابن عثيمين ٣/٨٩).
في غزوة تبوك:
تصدَّق أبو بكر الصديق رضي الله عنه بكل ماله.
وتصدَّق عمر بن الخطاب رضي الله عنه بنصف ماله.
وتصدق عثمان بن عفان رضي الله عنه بثلاثمائة (٣٠٠) بعير بما عليها وألف دينار.
وتصدق عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه بألفي درهم وهي نصف أمواله.
(السيرة النبوية: ص٨١٠-٨١١)
عن بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي الله عنه قال: بيْنا أَنا جالِسٌ عِنْدَ رَسولِ اللهِ ﷺ، إذْ أَتَتْهُ امْرَأَةٌ، فَقالَتْ:
إنِّي تَصَدَّقْتُ على أُمِّي بجارِيَةٍ، وإنَّها ماتَتْ؟ قالَ: فَقالَ: “وَجَبَ أَجْرُكِ، وَرَدَّها عَلَيْكِ المِيراثُ”.
قالَتْ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّه كانَ عَلَيْها صَوْمُ شَهْرٍ، أَفَأَصُومُ عَنْها؟ قالَ: “صُومِي عَنْها”.
قالَتْ: إنَّها لَمْ تَحُجَّ قَطُّ، أَفَأَحُجُّ عَنْها؟ قالَ: “حُجِّي عَنْها”. (صحيح مسلم ١١٤٩).
عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أنَّ النبيَّ ﷺ دَخَلَ على أُمِّ مُبَشِّرٍ الأنْصارِيَّةِ في نَخْلٍ لَها، فَقالَ لَها النبيُّ ﷺ: مَن غَرَسَ هذا النَّخْلَ؟ أَمُسْلِمٌ أَمْ كافِرٌ؟ فَقالَتْ: بَلْ مُسْلِمٌ، فَقالَ: “لا يَغْرِسُ مُسْلِمٌ غَرْسًا، وَلا يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلَ منه إنْسانٌ، وَلا دابَّةٌ، وَلا شيءٌ، إلّا كانَتْ له صَدَقَةً”. (صحيح مسلم ١٥٥٢).