‏‏على قدر نوايا النساء، يخرج الرجال

‏قيل: إن المرأة في سالف العصور كانت عندما تُرضع طفلها تدعو الله أن يكون ذا شأن عظيم عندما يكبر (فارسًا، عالمًا، فاتحًا، قاضيًا عادلاً أو قائدًا)؛ ‏فكان أجدادنا عظماء.
‏أما اليوم فمعظم نسائنا يُرضعن أطفالهن على نية أن يناموا.
‏لذلك، معظم الأمة نائمة.
‏على قدر نوايا النساء، يخرج الرجال.

أشقى الناس

عن أبي حازم رحمه الله قال:
«السَّيِّئُ الخُلُقِ، أشْقى النّاسِ بِهِ نَفْسُهُ الَّتِي بَيْنَ جَنْبَيْهِ، هِيَ مِنهُ فِي بَلاءٍ، ثُمَّ زَوْجَتُهُ، ثُمَّ ولَدُهُ، حَتّى إنَّهُ لَيَدْخُلُ بَيْتَهُ وإنَّهُمْ لَفِي سُرُورٍ، فَيَسْمَعُونَ صَوْتَهُ، فَيَنْفِرُونَ عَنْهُ فَرَقًا مِنهُ، وحَتّى إنَّ دابَّتَهُ لَتَحِيدُ مِمّا يَرْمِيها بِالحِجارَةِ، وإنَّ كَلْبَهُ لَيَراهُ فَيَنْزُو عَلى الجِدارِ، وحَتّى إنَّ قِطَّهُ لَيَفِرُّ مِنهُ» (مساوئ الأخلاق للخرائطي ١/‏٢٢)

الحرص على انتفاع الأبناء بالمال

عن عامر الشعبي رحمه الله قال:
«ما مِن مالٍ أعْظَمُ أجْرًا مِن مالٍ تَرَكَهُ الرَّجُلُ لِوَلَدِهِ، يُغْنِيهِمْ عَنِ النّاسِ». [موسوعة ابن أبي الدنيا ٧/ ٤٩٦].

التربية بالقدوة توفر عليك الكثير من الكلام

قال عمرو بن عتبة لمعلّم ولده: “ليكن أول إصلاحك لولدي إصلاحك نفسك، فإنّ عيونهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما صنعت، والقبيح عندهم ما تركت؛ علّمهم كتاب الله ولا تكرههم عليه فيملّوه، ولا تتركهم منه فيهجروه. روّهم من الحديث أشرفه، ومن الشعر أعفّه، ولا تنقلهم من علم إلى علم حتى يُحكموه”.

عودوا أولادكم فعل الخير، وزيارة أماكن الطاعة

كان زُبَيْدُ بن الحارث الإيامي رحمه الله مُؤَذِّنَ مَسْجِدِه، فَكانَ يَقُولُ لِلصِّبْيانِ:
تَعالَوْا، فَصَلُّوا، أهَبْ لَكُم جَوْزًا. فَكانُوا يُصَلُّونَ، ثُمَّ يُحِيطُونَ بِهِ (فيعطيهم الجوز).
فَقُلْتُ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقالَ: وما عَلَيَّ أنْ أشْتَرِيَ لَهُم جَوْزًا بِخَمْسَةِ دَراهِمَ، ويَتَعَوَّدُونَ الصَّلاَةَ.

نماذج تربوية رائعة من سلف الأمة

قال سفيان بن عيينة رحمه الله:
قال لي أبي، وقد بلغت خمس عشرة سنة: إنه قد انقضت عنك شرائع الصبا، فاتَّبع الخير تكن من أهله.
قال سفيان: فجعلت وصية أبي قِبْلة أميل إليها، ولا أميل عنها.

ملاحظة:
تم توجيه الابن بكلمة واحدة، ولا عجب في ذلك:
فهم ذرية مباركة،
ومعدن نفيس،
وسط بيئة صالحة.

تعليم الأطفال القرآن الكريم

قال الميموني رحمه الله:
«سألت أحمد بن حنبل أيّما أحبُّ إليك:
أبدأ ابني بالقرآن أو بالحديث؟
قال: لا، بالقرآن، القرآن.
قلت: أعلمه كله؟
قال: إلا أن يعسر عليه؛ فتعلمه منه.
ثم قال: إذا قرأ أولًا تعوَّد القراءة ولزمها.

من أسرار ودقائق الألفاظ القرآنية

قال تعالى: (وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) البقرة: 237.
من حق الزوج الذي له فضل الرجولة أن يكون هو العافـي، وأن لا يُؤاخذ النساء بالعفو، ولذلك لم يأتِ في الخطاب أمر لهن ولا تحريض، فمن أقبح ما يكون حمل الرجل على المرأة في استرجاع ما آتاها… فينبغي أن لا تنسوا ذلك الفضل.

لماذا طلب من الزوجين تذكر الفضل بينهما؟

قال تعالى: (وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) البقرة: 237.
والفضل بمعنى الإحسان؛ أي: لا تنسوا الإحسان الكائن بينكم من قبل، وليكن منكم على ذكر؛ حتى يرغب كلٌّ في العفو مقابلة لإحسان صاحبه عليه.

لماذا نهينا عن نسيان الفضل بيننا؟

قال تعالى: (وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) البقرة: 237.
معاملة الناس فيما بينهم على درجتين: إما عدل وإنصاف واجب؛ وهو: أخذ الواجب، وإعطاء الواجب، وإما فضل وإحسان؛ وهو: إعطاء ما ليس بواجب، والتسامح في الحقوق، والغضّ مما في النفس؛ فلا ينبغي للإنسان أن ينسى هذه الدرجة، ولو في بعض الأوقات.

سر تشريع إعطاء المرأة المطلقة التي لم يُدْخَل بها نفقة المتعة

قال تعالى: (لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ) البقرة: 236.
أباح الله تبارك وتعالى طلاق المرأة بعد العقد عليها وقبل الدخول بها … وإن كان في هذا انكسار لقلبها، ولهذا أمر تعالى بإمتاعها؛ وهو تعويضها عما فاتها بشيءٍ تُعطاه من زوجها بحسب حاله؛ على الموسع قدره، وعلى المقتر قدره.