أعظم العلاقات وأفضلها
أعظم العلاقات وأفضلها هي العلاقة التي كانت لله تعالى؛ لا لمصلحةٍ ولا لشهوةٍ.
أعظم العلاقات وأفضلها هي العلاقة التي كانت لله تعالى؛ لا لمصلحةٍ ولا لشهوةٍ.
قال الإمام إبراهيم الحربي -رحمه الله- لجماعة عنده: مَن تَعُدُّونَ الغريب في زمانكم هذا؟
فقال واحد منهم: الغريب مَن نَأى عن وطنه،
وقال آخر: الغريب مَن فارق أحبابه،
وقال كل واحد منهم شيئًا.
فقال إبراهيم الحربي: الغريب في زماننا رجل صالح عاش بين قوم صالحين، إن أمَر بالمعروف آزروه، وإن نهى عن المنكر أعانوه، وإن احتاج إلى سبب من الدنيا أمدُّوه، ثم ماتوا وتركوه”” [تاريخ بغداد: 6/522].
قال العلامة ابن الجوزي رحمه الله:
“”متى رأيت صاحبك قد غضب، وأخذ يتكلم بما لا يصلح؛ فلا ينبغي أن تعقِد على ما يقول خِنصرًا (أي: لا تأخذ ما يقول بعين الاعتبار)، ولا أن تؤاخذه به؛ فإن حاله حال السكران، لا يدري ما يجري.
بل اصبر لفورته، ولا تعوِّل عليها؛ فإن الشيطان قد غلبه، والطبع قد هاج، والعقل قد استتر.
ومتى أخذت في نفسك عليه، وأجبته بمقتضى فعله؛ كنت كعاقل واجَه مجنونًا، أو كمفيق عاتب مغمى عليه، فالذنب لك!
بل انظر بعين الرحمة، وتلمَّح تصريف القدَر له، وتفرَّج في لَعِب الطبع به، واعلم أنه إذا انتبه ندم على ما جرى، وعرف لك فضل الصبر.
وهذه الحالة ينبغي أن يتعلمها الولد عند غضب الوالد، والزوجة عند غضب الزوج؛ فتتركه يشتفي بما يقول، ولا تعوِّل على ذلك؛ فسيعود نادمًا معتذرًا “”. [صيد الخاطر ص٤٦٨]
قال الإمام سُفيان الثوري رحمه الله:
“”وإذا أحببت أخاك في اللّه؛
فابذل له نفسك ومالك،
وإيّاك والخُصومات والجِدال والمراء، فإنّك تصير ظلومًا خوَّانًا أثيمًا،
وعليك بالصّبر في المواطن كلها، فإنّ الصّبر يجرّ إلى البِرّ، والبرّ يجرّ إلى الجنّة””.
[حلية الأولياء 7/٨٢]
“05118 آية جامعة في تأثير الأصدقاء والحثّ على صحبة الصالحين
قال الله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف:28].
المجانسة تكون بالمجالسة؛ إن جلست مع المسرور سُرِرت، وإن رافقت الغافلين غفلت، وإن جلست مع الذاكرين لله ذكرت، فتبَصر أمرك وتدبّر حال صَحبك. [ابن عطاء السكندري]
“
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قَالَ أَبُو طَلْحَةَ لِأُمِّ سُلَيْمٍ: لَقَدْ سَمِعْتُ صَوْتَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ ضَعِيفًا؛ أَعْرِفُ فِيهِ الْجُوعَ، فَهَلْ عِنْدَكِ مِنْ شَيْءٍ؟ قَالَتْ: نَعَمْ. فَأَخْرَجَتْ أَقْرَاصًا مِنْ شَعِيرٍ ثُمَّ أَخَذَتْ خِمَارًا لَهَا فَلَفَّتْ الْخُبْزَ بِبَعْضِهِ، ثُمَّ أَرْسَلَتْنِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ (رواه البخاري: 6310)
عَن سُفيَانَ بنِ عُيَينَةَ، قالَ: قَالَ أيُّوبُ:
إِنِّي لأَلْقَى الأَخَ مِنْ إِخْوَانِي، فَأَكُونَ عَاقِلا أَيَّامًا
(شُعب الإيمانِ: ٤٣٦٥).
“إن إكرام صديق الإنسان بعد موته يعتبر إكرامًا له وبرًّا به، سواء كان من الوالدين، أو من الأزواج، أو من الأصدقاء أو من الأقارب””. [ابن عثيمين- شرح رياض الصالحين 3/220].
قال الله تعالى: {نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي} [يوسف: 100]
قال الله تعالى: {إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ}[ص: 23]
قال الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} [الحجرات: 10]
يأتي الخلاف ويذهب، وتبقى الأخوة.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: “”أَلَا إِنِّي أَبْرَأُ إِلَى كُلِّ خِلٍّ مِنْ خِلِّهِ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا؛ إِنَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلُ اللَّهِ””. (رواه مسلم 2383).
الخُلَّة: أعظم من المحبة وأعلى.