أيهما أفضل: عشر ذي الحجة أم العشر الأواخر من رمضان؟

قال ابن تيمية -رحمه الله-:
أيّامُ عَشْرِ ذِي الحِجَّةِ أفْضَلُ مِن أيّامِ العَشْرِ مِن رَمَضانَ، واللَّيالِي العَشْرُ الأواخِرُ مِن رَمَضانَ أفْضَلُ مِن لَيالِي عَشْرِ ذِي الحِجَّةِ (مجموع الفتاوى ٢٥/ ٢٨٧).
قال ابن القيم: معلقًا على كلام ابن تيمية:
“وإذا تَأمَّلَ الفاضِلُ اللَّبِيبُ هَذا الجَوابَ وجَدَهُ شافِيًا كافِيًا؛ فَإنَّهُ لَيْسَ مِن أيّامٍ العَمَلُ فِيها أحَبُّ إلى اللَّهِ مِن أيّامِ عَشْرِ ذِي الحِجَّةِ وفِيها: يَوْمُ عَرَفَةَ ويَوْمُ النَّحْرِ ويَوْمُ التَّرْوِيَةِ. وأمّا لَيالِي عَشْرِ رَمَضانَ فَهِيَ لَيالِي الإحْياءِ الَّتِي كانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُحْيِيها كُلَّها وفِيها لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِن ألْفِ شَهْرٍ. فَمَن أجابَ بِغَيْرِ هَذا التَّفْصِيلِ لَمْ يُمْكِنْهُ أنْ يُدْلِيَ بِحُجَّةٍ صحيحةٍ (بدائع الفوائد ٣/ ١٦٢).

الشكر بعد إتمام صيام شهر رمضان

قال الله تعالى: {وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[البقرة:185].
“يشكر الله تعالى عند إتمامه على توفيقه وتسهيله وتبيينه لعباده، وبالتكبير عند انقضائه، ويدخل في ذلك التكبير عند رؤية هلال شوال إلى فراغ خطبة العيد” (السعدي رحمه الله).

ميزان الأسبوع والعام والعمر

قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-:
مَن صح له يوم جمعته وسلم؛ سلمت له سائر جمعته،
ومن صح له رمضان وسلم؛ سلمت له سائر سَنته،
ومن صحت له حَجته وسلمت له؛ صح له سائر عمره.
فيوم الجمعة ميزان الأسبوع،
ورمضان ميزان العام،
والحج ميزان العمر.

من عواقب الخصام والنزاع

عن عبادة بن الصامت، أن رسول الله ﷺ خرج يخبر بليلة القدر، فتلاحى رجلان من المسلمين فقال: «إني خرجت لأخبركم بليلة القدر، وإنه تلاحى فلان وفلان، فرُفَِعَت، وعسى أن يكون خيرًا لكم، التمسوها في السبع والتسع والخمس»
لأخبركم بليلة القدر: أي بتعيين ليلتها.
فتلاحى: تنازع وتخاصم.
فرُفعت: فرُفع تعيينها عن ذكري.
عسى أن يكون: رفعها خيرًا لكم؛ حتى تجتهدوا في طلبها فتقوموا أكثر من ليلة.
التمسوها: اطلبوها وتحروها.

تعريف الصيام

س- ما هو الصيام؟
ج- هو التعبُّد لله بالإمساك والامتناع عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، مع النية.
وهو نوعان: صيام واجب: مثل صيام شهر رمضان، وهو ركن من أركان الإسلام.
– وصيام غير واجب: مثل صوم الاثنين والخميس من كل شهر.

حديث أم سلمة في صيام النبي ﷺ شهر شعبان

عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَصُومُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ إِلَّا شَعْبَانَ وَرَمَضَانَ. (صحيح الترمذي للألباني حديث 588).
قال الإمام الترمذي رحمه الله: “”مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّهُ كَانَ يَصُومُ أَكْثَرَ الشَّهْرِ”” (جامع الترمذي 3/114)

هل عشر ذي الحجة أفضل أم العشر الأواخر من رمضان؟

سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن عشر ذي الحجة والعشر الأواخر من رمضان أيهما أفضل؟
فأجاب : أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة.

اجتهد حتى آخر ليلة من رمضان

قد يفتر البعض عن العبادة بعد ليلة السابع والعشرين من رمضان،
فتقلّ عباداته من الصلاة وقراءة القرآن وغيرها، وقد تتوقف.
نسوا أن ليالي العشر الأواخر لم تنتهِ، وأن هناك ليلة وترية أخرى.
جدِّد نيتك فكلّ ما بقي هو يومان أو ثلاثة ثم نودِّع رمضان.
وقد تكون هذه الأيام القليلة فرصتك لتعوِّض تقصيرك أول الشهر؛ فلا تضيّعها.

الغناء والقرآن لا يجتمعان

يا مَن عقد العزم على ترك الغناء في نهار رمضان فرَبُّ الليل والنهار واحد،فاستمر في ترك الغناء في الليل والنهار في شهر رمضان وغيره؛فهو يصدّك عن ذِكْر الله؛ فحُبّ الغناء حينما ملَك قلبك صدَّك عن كلام اللهفلا يجتمع في القلب محبَّة القرآن والمواعظ ومحبة الغناء؛ فلا يمكن الجمع بين المتناقضين.
اللهم عَطِّر ألسنتنا بذِكْرك وحفظ كتابك.

أي مكسب وربح من ليلة القدر!

ليلة واحدة إذا قمناها نحصل على أجر قيام وعبادة 83 سنة.
أيّ مكسب وأيّ ربح، أن يخرج الإنسان في ليلة واحدة مغفور الذنوب،
مكفَّر السيئات، طاهرًا مُطهَّرًا كيوم ولدته أمه،
أن يولد ميلادًا جديدًا، بليلة واحدة يقومها لله عز وجل، أو بعشر ليال أو بتسع ليال.
فمن يضيع ليلة القدر حقًّا إنه لمحروم.

ذهب أكثر رمضان وبقيت أهم لياليه

وقت الجد والتشمير عن السواعد،
فإذا كان قد ذهب من هذا الشهر أكثره، فقد بقي فيه أهم لياليه،
فقد بقي فيه العشر الأواخر، ولقد كان النبي ﷺ يعظّم هذه العشر، ويجتهد فيها اجتهادًا كبيرًا.
يفعل ذلك ﷺ وقد غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، فماذا يفعل المقصّرون المذنبون أمثالنا؟!
فلنجتهد في اغتنامها فهي أيام عظيمة وليالٍ شريفة، والمحروم مَن حُرِمَ فضلها.

لا تغضب! تدرب على الهدوء في رمضان

كم من بيوت هُدِمَتْ!، وكم من نفوس قُتِلَتْ في لحظة غضب! وكم مرة ندمنا على كلمة خرجت لحظة غضب!
وسرعة الغضب ليست كما يظن البعض بأنها وراثية أو أنها خصلة لا نستطيع التخلص منها؛
وإنما الصبر وعدم الغضب هو اختيار شخصيّ.
كما أن الحلم ليس ضعفًا، وإنما هو قمة القوة.
ورمضان فرصتنا الكبيرة للتدرب على وصية نبينا ﷺ وترك الغضب.