علامات المحبة النافعة للنبي ﷺ

قال العلامة محمَّد البشير الإبراهيمي رحمه الله: الحبّ الصحيح لرسول الله ﷺ هو الذي يَدَعُ صاحبَه عن البدع، ويحملُه على الاقتداء الصحيح، كما كان السلف يحبُّونه، فيحبُّون سُنَّته، ويَذُودون عن شريعته ودينه، من غير أن يقيموا له الموالد، وينفقُوا منها الأموال الطائلة التي تفتقر المصالحُ العامَّةُ إلى القليـل منها فلا تَجدُه.

خمسة أشياء لا تتم سلامة القلب بدونها

قال تعالى: (يَوْمَ لاَ يَنْفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) الشعراء: 88-89.
قال ابن القيم -رحمه الله-: “فهذا القلب السليم في جنَّة معجَّلة في الدنيا، وفي جنَّة في البرزخ، وفي جنَّة يوم المعاد، ولا يتم له سلامته مطلقًا حتى يسلم من خمسة أشياء: من شركٍ يُناقض التوحيد، وبدعة تخالف السُّنة، وشهوة تخالف الأمر، وغفلة تناقض الذكر، ومن هوًى يناقض الإخلاص”.

ما هي البدعة؟ وهل تجوز؟

س: ما هي البدعة؟ وهل تجوز؟
ج- البدعة هي خلاف السُّنَّة، وهي كل ما أحدثه الناس في الدِّين، ولم يكن على عهد النبي ﷺ وأصحابه.
ولا تجوز؛ لقول النبي عليه الصلاة والسلام: «كلُّ بدعةٍ ضلالةٌ» رواه أبو داود: 4607، وصححه الألباني
وقال ﷺ: “من أحدَث في أمرِنا – أو دينِنا – هذا ما ليس فيه فهو رَدٌّ”. وفي رواية “من عمل عملاً ليس عليه غيرُ أمرِنا فهو رَدٌّ” أخرجه البخاري ٢٦٩٧، ومسلم ١٧١٨

كل من أحدث في الدين فهو من المطرودين عن الحوض

قال رسول الله ﷺ: “أنا فَرَطُكُم عَلى الحَوْضِ، مَن مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ، ومَن شَرِبَ لَم يَظْمأ أبَدًا، ولَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أقْوامٌ أعْرِفُهُم ويَعْرِفُونِي ثُمَّ يُحالُ بَيْنِي وبَيْنَهُم، فَأقُولُ: إنَّهُم مِنِّي، فَيُقالُ: إنَّكَ لاَ تَدْرِي ما أحْدَثُوا بَعْدَكَ. فَأقُولُ: سُحْقًا سُحْقًا لِمَن غَيَّرَ بَعْدِي”، فَكانَ ابْنُ أبِي مُلَيْكَةَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إنّا نَعُوذُ بِكَ أنْ نَرْجِعَ عَلى أعْقابِنا، أوْ نُفْتَنَ عَنْ دِينِنا”صحيح البخاري: ٦٥٨٣ قال ابن عبد البر: “كل من أحدث في الدين فهو من المطرودين عن الحوض “

يجب اتباع سُنَّةِ النبي ﷺ والحذر من مخالفتها

قال الله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (الحشر:7).
وقال سبحانه: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (النور:63).
وقال رسول الله ﷺ: “”من أحدَثَ في أمرِنا هذا ما ليس منه فهو رَدٌّ”” (صحيح البخاري: 2697).

ما حكم الاحتفال بإحياء ليلة النصف من شعبان؟

قال الشيخ علي محفوظ – رحمه الله – وهو من علماء الأزهر الشريف:
“”من البدع الفاشية في الناس احتفال المسلمين في المساجد بإحياء ليلة النصف من شعبان بالصلاة والدعاء عقب صلاة المغرب، يقرءونه بأصوات مرتفعة بتلقين الإمام، فإن إحياءها بذلك على الهيئة المعروفة، لم يكن في عهد رسول الله ﷺ ولا في عهد الصحابة””. (الإبداع في مضار الابتداع للشيخ علي محفوظ صـ286).

كلام بعض أهل العلم في ليلة النصف من شعبان

قال ابن رجب الحنبلي (رحمه الله):
“”قيام ليلة النصف من شعبان لم يثبت فيها شيء عن النبي ﷺ ولا عن الصحابة””. (لطائف المعارف صـ264).
قال الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله: “”إن الله تعالى لم يشرع للمؤمنين في كتابه ولا على لسان رسوله ﷺ ولا في سنته عملاً خاصًّا بهذه الليلة”” (مجلة المنار 5/857).

حديث قيام ليلة النصف من شعبان وصوم نهارها

تخصيص صوم يوم ليلة النصف من شعبان من البدع، وأما ما رُوِيَ بلفظ “”إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها”” فحديث موضوع. (ضعيف الجامع للألباني حديث 652).
قال المباركفوري: “”لم أجد في صوم يوم ليلة النصف من شعبان حديثًا مرفوعًا صحيحًا””. (تحفة الأحوذي للمباركفوري 3/368).

ما حكم تخصيص النصف من شعبان بالعبادة؟

قال ابن عثيمين -رحمه الله-:
“”إن صيام النصف من شعبان أو تخصيصه بقراءة أو بذكر، لا أصل له. فيوم النصف من شعبان كغيره من أيام النصف في الشهور الأخرى، ومن المعلوم أنه يُشرع أن يصومَ الإنسانُ في كل شهر الثلاثة البيض: الثالث عشر، والرابع عشر والخامس عشر، ولكن شعبان له مزية عن غيره في كثرة الصوم، فإن النبي ﷺ كان يكثر الصيام في شعبان أكثر من غيره، حتى كان يصومه كله أو إلَّا قليلاً منه، فينبغي للإنسان إذا لم يُشَقُّ عليه أن يُكثِر من الصيام من شعبان اقتداءً بالنبي ﷺ. (البدع والمحدثات لمحمود عبد الله المطر ص612).

ذَمُّ البدعة والتحذير من البدع والمحدثات

قال النبي ﷺ: (مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ) (صحيح البخاري 2550).
وفي رواية: (مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ) (صحيح مسلم 1718).
(أحدث) اخترع.
(أمرنا هذا) ديننا هذا، وهو الإسلام.
(ما ليس فيه) مما لا يوجد في القرآن أو السُّنَّة، ولا يندرج تحت حكم فيهما، أو يتعارض مع أحكامها.
(رَدٌّ) أي: باطل، ومردود عليه، ولا يُعْتَدّ به، ولا يقبل منه.

فضائل شهر شعبان وأحكامه

ملف غني بالفوائد والأحكام المتعلقة بشهر شعبان، يوضح حال النبي ﷺ، ويتحدث عن ليلة النصف من شعبان وتحويل القبلة والإقبال على القرآن وغير ذلك

عَلِّم الناس الخير والسنن، واحذر تعليمهم الشر والضلال

قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: «من دعا إلى هدًى، كان له من الأجرِ مثلُ أجورِ من تبِعه، لا يُنقِصُ ذلك من أجورِهم شيئًا. ومن دعا إلى ضلالةٍ، كان عليه من الإثمِ مثلُ آثامِ من تبِعه، لا يُنقِصُ ذلك من آثامِهم شيئًا». [رواه مسلم 2674].