الصدقة تفدي العبد من عذاب الله تعالى

قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:
فإنَّ الصدقة تفدي العبد من عذاب الله تعالى، فإنَّ ذنوبه وخطاياه تقتضي هلاكه فتجيء الصدقة تفديه من العذاب وتفكه منه. ولهذا قـال النبي ﷺ لما خطب النساء يوم العيد: «يا معشرَ النِّساءِ تصدَّقنَ ولو من حُليِّكُنَّ فإنِّي رأيتُكنَّ أَكثرَ أَهلِ النّارِ»، وكأنه حثَّهن ورغَّبهن على ما يفدين به أنفسهن من النار.

التعفف عن المسألة، والحض على معالي الأمور

عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ:
“الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، وَخَيْرُ الصَّدَقَةِ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللهُ” (رواه البخاري: ١٤٢٧)
‏قال ابن بطال رحمه الله: “فيه ندب إلى التعفف عن المسألة، وحض على معالي الأمور، وترك دنيئها، والله يحب معالي الأمور” (شرح صحيح البخاري لابن بطال ٣/٤٣١).

كل خير تقدمه ستجده عند الله

كل خير تقدمه تجده عند الله، والصدقة يضاعفها الله لك
{إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ} [التغابن: 17].
{وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ: 39].
{وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ} [البقرة: 110].
{وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا} [المزمل: 20].

طابع المسلمين الإيثار، فاحذر الأنانية

إياك والأنانية وحبّ الذات المبالغ فيه، فطابع المسلمين الإيثار والجود والعطاء.
{وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9]
{إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا * الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [النساء: 36- 37].
{وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} [المعارج: 24- 25].

ثلاثة أمور يستمر أجرها للإنسان بعد موته

قال رسول الله ﷺ: “إِذا ماتَ الإنْسانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلّا مِن ثَلاثَةٍ: إِلّا مِن صَدَقَةٍ جارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صالِحٍ يَدْعُو له”
من أمثلة الصدقات الجارية:
-توصيلات المياه للقرى المحرومة والفقراء.
– بناء المساكن للمحتاجين أو إصلاحها وتسقيفها.
– توزيع البطاطين والأغطية وغيرها.

احرص على الكسب الحلال فهو طاعة

قال شعيب بن حرب -رحمه الله-: «لا تَحْقِرَنَّ فِلْسًا تُطِيعُ اللَّهَ فِي كَسْبِهِ، لَيْسَ الفِلْسُ يُرادُ، إنَّما الطّاعَةُ تُرادُ، عَسى أنْ تَشْتَرِيَ بِهِ بَقْلًا فَلا يَسْتَقِرُّ فِي جَوْفِكَ حَتّى يُغْفَرَ لَكَ»

فلس: جزء من الدرهم.
بقلا: البقل هو كلّ نباتٍ عُشبيّ يغتذي الإنسان به أو بجزء منه كالخسّ والخيار والجزر.

السلع المعمرة وما يطول استخدامه من الصدقات الجارية

قال رسول الله ﷺ:”إِذا ماتَ الإنْسانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلّا مِن ثَلاثَةٍ: إِلّا مِن صَدَقَةٍ جارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صالِحٍ يَدْعُو له”
من أمثلة الصدقات الجارية: تجهيز اليتيمات والفقيرات بالسِّلع المعمّرة الأساسية (ثلاجة – غسالة – بوتجاز)، وغيرها مما يُنتفع به لمدة طويلة.

العلم النافع وبناء المساجد صدقات جارية

قال رسول الله ﷺ:”إِذا ماتَ الإنْسانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلّا مِن ثَلاثَةٍ: إِلّا مِن صَدَقَةٍ جارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صالِحٍ يَدْعُو له”
من أمثلة الصدقات الجارية:
– نشر العلم النافع، وتوزيع المصاحف، وكتب العلم الضرورية على طلبة العلم.
– المساهمة في بناء المساجد وتجهيز المستشفيات.. وغيرها مما ينفع ويستمر.

من وصايا الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري رضي الله عنه

‏قال أبو ذر الغفاري رضي الله عنه:
يا أيها الناس! إني لكم ناصح، إني عليكم شفيق:
صلُّوا في ظلام الليل لوحشة القبور.
وصوموا في حرِّ الدنيا لحرِّ يوم النشور.
وتصدقوا مخافة يومٍ عسير لعظائم الأمور.