من فضائل سورتي الفلق والناس

قال الإمام ابن القيم رحمه الله: لا يستغني عنهما أحد قط، وإن لهما تأثيرًا خاصًّا في دَفْع السحر والعين وسائر الشرور، وإن حاجة العبد إلى الاستعاذة بهاتين السورتين أعظم من حاجته إلى النفس والطعام والشراب واللباس.

أعظم آية في القرآن آية الكرسي

قال تعالى: (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) البقرة: 255.
هذه الآية الكريمة أعظم آيات القرآن وأفضلها وأجلها، اشتملت على توحيد الله، وعلى إحاطة مُلكه وإحاطة علمه وسعة سلطانه وجلاله ومجده، وعظمته وكبريائه وعلوه على جميع مخلوقاته، فهذه الآية بمفردها عقيدة في أسماء الله وصفاته، متضمنة لجميع الأسماء الحسنى والصفات العلا. ولهذا كثرت الأحاديث في الترغيب في قراءتها صباحًا ومساءً وعند النوم وأدبار الصلوات المكتوبات.

نزول قول الله: اليوم أكملت لكم دينكم

عن عمر بن الخطاب، أن رجلًا، من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرءونها، لو علينا معشر اليهود نزلت، لاتخذنا ذلك اليوم عيدًا. قال: أي آية؟ قال: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) المائدة: 3.قال عمر: «قد عرفنا ذلك اليوم، والمكان الذي نزلت فيه على النبي ﷺ، وهو قائم بعرفة يوم جمعة.
أكملت لكم دينكم: بإرساخ قواعده وبيانها وإظهاره على الأديان كلها.
وأتممت عليكم نعمتي: بالهداية والتوفيق والنصر.

وسائل الوقاية من شرور الشيطان

قال الإمام ابن القيم رحمه الله: ‏مما يُستدفع به شر الشيطان:
1- الاستعاذة بالله منه.
2- قراءة سورتي الفلق والناس.
3- سورة البقرة.
4- آية الكرسي.
5- خاتمة سورة البقرة.
6- كثرة ذكر الله.
7- الوضوء والصلاة، وهذا من أعظم ما يُتحرَّز به منه.
8- إمساك فضول النظر والكلام والطعام ومخالطة الناس.

فضل قراءة آخر آيتين من سورة البقرة

قال رسول الله ﷺ: «من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه» صحيح البخاري 5009، ومسلم: ٨٠٨.
قال ابن حجر رحمه الله:
“قيل: كفتاه أي دفعتا عنه الشر، والمكروه، وقيل: كفتاه من كل شيطان، فلا يقربه ليلته، وقيل: حسبه بها فضلاً وأجرًا، ويحتمل من الجميع”.
فتح الباري ٩/ ٥٦.

فضل سورة العصر

قال الله تعالى: (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) سورة العصر ١ – ٣.
عن عبيد الله بن حصن قال: “كان الرجلان من أصحاب رسول الله ﷺ إذا التقيا لم يتفرّقا إلا على أن يقرأ أحدهما على الآخر سورة العصر، ثم يُسلّم أحدهما على الآخر”.
رواه الطبراني ٥١٢٤، والبيهقي في شعب الإيمان ٨٦٣٩، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ٢٦٤٨.
وقال الشافعي: “لو تَدَبَّرَ الناسُ هذه السورة لوسعتهم”. تفسير ابن كثير 8/ 465.

فضل الإكثار من قراءة سورة الإخلاص

قال رسول الله ﷺ: «من قرأ (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) حتى يختمها عشر مرات؛ بنى الله له قصرًا في الجنة». فقال عمر بن الخطاب: إذن أَستكثر يا رسول الله. فقال رسول الله ﷺ: «الله أكثرُ وأطيبُ»

قراءة آية الكرسي بصدق تغيّب الشيطان وتحجبه، وتضره

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
“” جَرَّبَ الْمُجَرِّبُونَ الَّذِينَ لَا يُحْصُونَ كَثْرَةً أَنَّ لَهَا -آية الكرسي- مِنْ التَّأْثِيرِ فِي دَفْعِ الشَّيَاطِينِ وَإِبْطَالِ أَحْوَالِهِمْ مَا لَا يَنْضَبِطُ مِنْ كَثْرَتِهِ وَقُوَّتِهِ؛ فَإِنَّ لَهَا تَأْثِيرًا عَظِيمًا فِي دَفْعِ الشَّيْطَانِ عَنْ نَفْسِ الْإِنْسَانِ، وَعَنْ الْمَصْرُوعِ، وَعَنْ مَنْ تُعِينُهُ الشَّيَاطِينُ مِثْلَ أَهْلِ الظُّلْمِ وَالْغَضَبِ وَأَهْلِ الشَّهْوَةِ وَالطَّرَبِ وَأَرْبَابِ السَّمَاعِ الْمُكَاءِ وَالتَّصْدِيَةِ؛ إذَا قُرِئَتْ عَلَيْهِمْ بِصِدْقٍ، دَفَعَتْ الشَّيَاطِينَ وَبَطَلَتْ الْأُمُورُ الَّتِي يُخَيِّلُهَا الشَّيْطَانُ، وَيَبْطُلُ مَا عِنْدَ إخْوَانِ الشَّيَاطِينِ مِنْ مُكَاشَفَةٍ شَيْطَانِيَّةٍ وَتَصَرُّفٍ شَيْطَانِيٍّ “” (مجموع الفتاوى 19/55)

أهمية قراءة المعوذتين بعد كل صلاة

قال ابن القيم رحمه الله:
“”وفي هذا سِرّ عظيم في استدفاع الشرور من الصلاة إلى الصلاة.. وقد جمعت السورتان الاستعاذة من كل شرّ، ولهما شأنٌ عظيمٌ في الاحتراس والتحصن من الشرور قبل وقوعها، ولهذا أوصى النبي ﷺ عقبة بن عامر بقراءتهما عقب كل صلاة”” (زاد المعاد 4/165).
(المعوذتين) هما سورة (قل أعوذ برب الفلق)، وسورة (قل أعوذ برب الناس).

تداوي ابن القيم بماء زمزم وسورة الفاتحة

قال ابن القيم رحمه الله:
“وقد جربت أنا وغيري من الاستشفاء بماء زمزم أمورًا عجيبة، واستشفيت به من عدة أمراض فبرأت بإذن الله ” زاد المعاد، 4 / 178، 393
وقال رحمه الله: لقد مر بي وقت في مكة سقمت فيه ولا أجد طبيبًا، ولا دواء، فكنت أعالج نفسي بالفاتحة فأرى لها تأثيرًا عجيبًا، آخذ شربة من ماء زمزم وأقرؤها عليها مرارًا ثم أشربه فوجدت بذلك البُرْءَ التام، ثم صرت أعتمد ذلك عند كثير من الأوجاع فأنتفع به غاية الانتفاع، فكنت أصف ذلك لمن يشتكي ألمًا، فكان كثير منهم يبرأ سريعًا.
زاد المعاد، 4/ 178 والجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي، ص 21

لا تغفل عن قراءة سورة الكهف يوم الجمعة

عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «مَنْ قَرَأَ سُوْرَة الْكَهْف في يَوْمَ الْجُمُعَةِ، أَضَاءَ لَهُ مِنَ الْنُّورِ مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ» (أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 5792، والحاكم في المستدرك ٢/٣٩٩، وصححه الألباني في صحيح الجامع 6470).
قال علي القاري رحمه الله:
(مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ فِي يَوْمِ الْجُمْعَةِ أَضَاءَ لَهُ النُّورُ) .. أَيْ فِي قَلْبِهِ أَوْ قَبْرِهِ أَوْ يَوْمَ حَشْرِهِ فِي الْجَمْعِ الْأَكْبَرِ (مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ) ، أَيْ مِقْدَارُ الْجُمُعَةِ الَّتِي بَعْدَهَا مِنَ الزَّمَانِ وَهَكَذَا كُلُّ جُمْعَةٍ تَلَا فِيهَا هَذِهِ السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ. (مرقاة المفاتيح
شرح مشكاة المصابيح ٤/١٤٨٩).