ستخرج من الدنيا كما جئت إليها

قال ابن السَّمَّاك رحمه الله: “هَبِ الدُّنْيا فِي يَدَيْكَ، ومِثْلُها ضُمَّ إلَيْكَ، وهَبِ المَشْرِقَ والمَغْرِبَ يَجِيءُ إلَيْكَ، فَإذا جاءكَ المَوْتُ، فَماذا فِي يَدَيْكَ؟!

المقادير كلها بيد الله تعالى فلا تخَف إلا الله

الرزق والموت والحياة والمقادير كلها بيد الله تعالى، فلا تخف إلا الله، واعمل لما بعد الموت لتلقى الله بعملك.
{قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ} [آل عمران: 154].
{وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [هود: 123].
{الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ * وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ} [الشعراء: 78- 82].
{قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ} [يونس: 31].

فرّ إلى الله والجأ إليه

جدِّد إيمانك بالله تعالى، وفرَّ إليه مما يشغلك عنه.
{فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ} [الذاريات: 50].
{وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى} [النجم: 42].
{وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ} [الزمر: 54- 55].

الاعتذار في الآخرة لا ينفع، فاستغل عمرك الآن

الاعتذار في الآخرة قد يكون غير مقبول، في عمرك فُرص عديدة للاستغفار والتوبة والتسبيح والتهليل وذكر الله.
{هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ * وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ} [المرسلات: 35- 36].
{فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ} [الروم: 57].

حاسب نفسك قبل عرض كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة

حاسب نفسك كل ليلة قبل أن تُحَاسَب. {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ} [الحاقة: 18].
{يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [المجادلة: 6].
{يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} [آل عمران: 30].
{وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} [الكهف: 49].

عليك بكثرة ذكر الله يزهدك الله في الدنيا

من وصية سفيان الثوري لعلي بن الحسن السلمي:
عليك بكثرة ذِكْر الله يُزهّدك الله في الدنيا.
وعليك بذِكْر الموت، يُهوّن الله عليك أمر الدنيا.
واشْتَقْ إلى الجنة يُوفّقك الله للطاعة.
وأشْفِقْ من النار يُهوِّن الله عليك المصائب.

‏ قَدِّم من نفسك لنفسك ليوم العطش

من وصية سفيان الثوري لعلي بن الحسن السلمي:
لا تَدَع أيامك ولياليك وساعاتك تمر عليك باطلاً.
وقَدِّم من نفسك لنفسك ليوم العطش.
فإنك لا تُرْوَى يوم القيامة إلا بالرضى من الرحمن، ولا تدرك رضوانه إلا بطاعته.

من وصايا الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري رضي الله عنه

‏قال أبو ذر الغفاري رضي الله عنه:
يا أيها الناس! إني لكم ناصح، إني عليكم شفيق:
صلُّوا في ظلام الليل لوحشة القبور.
وصوموا في حرِّ الدنيا لحرِّ يوم النشور.
وتصدقوا مخافة يومٍ عسير لعظائم الأمور.

مفاتيح الاستعداد للقاء الله تعالى

قال ابن القيم رحمه الله:
‏إن من استعد للقاء الله، انقطع قلبه عن الدنيا وما فيها ومطالبها، وخمدت من نفسه نيران الشهوات، وأخبت قلبه الى الله، وعكفت همته على الله ومحبته وإيثار مرضاته.

من وصية سفيان الثوري لعلي بن الحسن السلمي

أوصى سفيان الثوري علي بن الحسن السلمي فقال:
أكثر ذِكْر الموت، وأكثر الاستغفار مما قد سلف من ذنوبك، وسل الله السلامة لما بقي من عمرك.
ثم عليك بأدب حَسن، وخُلق حسن، وانصح لكل مؤمن إذا سألك في أمر دينه.
ولا تكتمن أحدًا من النصيحة شيئًا؛ إذا شاورك فيما كان لله فيه رضى.
وإياك أن تخون مؤمنًا، فمن خان مؤمنًا فقد خان الله ورسوله.
وإذا أحببت أخاك في الله فابذل له نفسك ومالك.