مفاتيح الاستعداد للقاء الله تعالى
قال ابن القيم رحمه الله:
إن من استعد للقاء الله، انقطع قلبه عن الدنيا وما فيها ومطالبها، وخمدت من نفسه نيران الشهوات، وأخبت قلبه الى الله، وعكفت همته على الله ومحبته وإيثار مرضاته.
قال ابن القيم رحمه الله:
إن من استعد للقاء الله، انقطع قلبه عن الدنيا وما فيها ومطالبها، وخمدت من نفسه نيران الشهوات، وأخبت قلبه الى الله، وعكفت همته على الله ومحبته وإيثار مرضاته.
أوصى سفيان الثوري علي بن الحسن السلمي فقال:
أكثر ذِكْر الموت، وأكثر الاستغفار مما قد سلف من ذنوبك، وسل الله السلامة لما بقي من عمرك.
ثم عليك بأدب حَسن، وخُلق حسن، وانصح لكل مؤمن إذا سألك في أمر دينه.
ولا تكتمن أحدًا من النصيحة شيئًا؛ إذا شاورك فيما كان لله فيه رضى.
وإياك أن تخون مؤمنًا، فمن خان مؤمنًا فقد خان الله ورسوله.
وإذا أحببت أخاك في الله فابذل له نفسك ومالك.
قالمواعظ ابن الجوزي: ص٨٣. ابن الجوزي رحمه الله: أيها العبد: حَاسِب نفسك في خلوتك، وتفكَّر في انقراض مُدّتك، واعمل في زمان فراغك لوقت شدتك، وتدبر قبل الفعل ما يُمْلَى في صحيفتك.
قال رجل لسفيان الثوري: أوصني؟ قال: اعمل للدنيا بقدر بقائك فيها، وللآخرة بقدر بقائك فيها.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله: “ومفتاح حياة القلب: تدبر القرآن والتضرع بالأسحار وترك الذنوب، ومفتاح حصول الرحمة: الإحسان في عبادة الخالق، والسعي في نفع عبيده، ومفتاح الرزق: السعي مع الاستغفار والتقوى، ومفتاح العز: طاعة الله ورسوله، ومفتاح الاستعداد للآخرة: قِصَر الأمل.
قال العلامة أبو حامد الغزالي رحمه الله: طوبى لمن إذا مات ماتت معه ذنوبه، والويل الطويل لمن يموت وتبقى ذنوبه مائة سنة ومائتي سنة أو أكثر يُعذّب بها في قبره ويُسأل عنها إلى آخر انقراضها.
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ) البقرة: 254.
وهذا من لطف الله بعباده أن أمرهم بتقديم شيء مما رزقهم الله، من صدقة واجبة ومستحبة، ليكون لهم ذخرًا وأجرًا موفرًا في يوم يحتاج فيه العاملون إلى مثقال ذرة من الخير، فلا بيع فيه، ولو افتدى الإنسان نفسه بملء الأرض ذهبًا ليفتدي به من عذاب يوم القيامة ما تُقُبِّل منه، ولم ينفعه خليل ولا صديق لا بوجاهة ولا بشفاعة، وهو اليوم الذي فيه يخسر المبطلون ويحصل الخزي على الظالمين.
قال تعالى: (أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) البقرة: 221.
المقصود من الآية أن المؤمن يجب أن يكون حذرًا عما يضره في الآخرة، وأن لا يحوم حول حمى ذلك، ويتجنب عما فيه الاحتمال، مع أن النفس والشيطان يعاونان على ما يؤدي إلى النار.
قال ابن القيم رحمه الله: إن العبد ليشتد فرحه يوم القيامة بما له عند الناس من الحقوق في المال والنفس والعرض. فالعاقل يَعُدّ هذا ذخرًا ليوم الفقر والحاجة، ولا يبطله بالانتقام الذي لا يجدي عليه شيئًا.
قال أبو الدرداء رضي الله عنه:
“اعبدوا الله كأنكم ترونه، وعدُّوا أنفسكم في الموتى، واعلموا أن قليلاً يُغنيكم خيرٌ من كثيرٍ يلهيكم، واعلموا أن البِرّ لا يَبْلى، وأن الإثم لا يُنْسَى”