بشريات ومواساة للمريض
نخاطب المريض ونذكره ببشريات من النبي ﷺ وببعض رحمات الله تعالى له بسبب مرضه، ولتكن للمريض قدوة في أيوب ويجتهد في الدعاء والرقية ويبشر بالشفاء من الله.
نخاطب المريض ونذكره ببشريات من النبي ﷺ وببعض رحمات الله تعالى له بسبب مرضه، ولتكن للمريض قدوة في أيوب ويجتهد في الدعاء والرقية ويبشر بالشفاء من الله.
حافظوا على صغاركم وحصنوهم بالمعوذتين والأذكار الشرعية.
ذكر القرطبي رحمه الله: “”أنَّ العين أسرع إلى الصغار منها إلى الكبار””. (تفسير القرطبي 9/149)
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: انْطَلَقَ نَفَرٌ مِن أَصْحابِ النبيِّ ﷺ في سَفْرَةٍ سافَرُوها، حتّى نَزَلُوا على حَيٍّ مِن أَحْياءِ العَرَبِ، فاسْتَضافُوهُمْ فأبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمْ، فَلُدِغَ سَيِّدُ ذلكَ الحَيِّ، فَسَعَوْا له بكُلِّ شيءٍ لا يَنْفَعُهُ شيءٌ، فَقالَ بَعْضُهُمْ: لو أَتَيْتُمْ هَؤُلاءِ الرَّهْطَ الَّذِينَ نَزَلُوا، لَعَلَّهُ أَنْ يَكونَ عِنْدَ بَعْضِهِمْ شيءٌ، فأتَوْهُمْ، فَقالوا: يا أَيُّها الرَّهْطُ إنَّ سَيِّدَنا لُدِغَ، وَسَعَيْنا له بكُلِّ شيءٍ لا يَنْفَعُهُ، فَهلْ عِنْدَ أَحَدٍ مِنكُم مِن شيءٍ؟ فَقالَ بَعْضُهُمْ: نَعَمْ، واللَّهِ إنِّي لَأَرْقِي، وَلَكِنْ واللَّهِ لَقَدِ اسْتَضَفْناكُمْ فَلَمْ تُضَيِّفُونا، فَما أَنا براقٍ لَكُمْ حتّى تَجْعَلُوا لَنا جُعْلًا، فَصالَحُوهُمْ على قَطِيعٍ مِنَ الغَنَمِ، فانْطَلَقَ يَتْفِلُ عليه، وَيَقْرَأُ: (الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ(؛ فَكَأنَّما نُشِطَ مِن عِقالٍ، فانْطَلَقَ يَمْشِي وَما به قَلَبَةٌ، قالَ: فأوْفَوْهُمْ جُعْلَهُمُ الذي صالَحُوهُمْ عليه، فَقالَ بَعْضُهُمْ: اقْسِمُوا، فَقالَ الذي رَقى: لا تَفْعَلُوا حتّى نَأْتِيَ النبيَّ ﷺ فَنَذْكُرَ له الذي كانَ، فَنَنْظُرَ ما يَأْمُرُنا، فَقَدِمُوا على رَسولِ اللَّهِ ﷺ فَذَكَرُوا له، فَقالَ: وَما يُدْرِيكَ أنَّها رُقْيَةٌ، ثُمَّ قالَ: قدْ أَصَبْتُمْ””. (صحيح البخاري ٢٢٧٦).
قال الحافظ ابن القيم -رحمه الله-:
“”ولقد مَرَّ بي وقتٌ بمكة سقمتُ فيه، وفقدتُ الطبيب والدواء، فكنت أتعالج بسورة الفاتحة، آخذ شربة من ماء زمزم وأقرؤها عليها مرارًا، ثم أشربه فوجدت بذلك البُرْء التام، ثم صرتُ أعتمد ذلك عند كثير من الأوجاع، فأنتفع بها غاية الانتفاع”” (زاد المعاد 4/164).
عن عبدِ اللهِ بن عُمَرَ رضي الله عنهما قال: «لَمْ يَـكُنْ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَدَعُ هَؤُلاءِ الدَّعواتِ حِينَ يُصْبِحُ وحِين يُمْسِي: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ العافِيَـةَ فـي الدُّنيا والآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ العَفْوَ والعافِيَـةَ فـي دِيني ودُنْـيايَ وأَهْلِي ومالِي، اللَّهُمَّ اسْتُـرْ عَوْراتِي، وآمِنْ رَوْعاتِي، اللَّهُمَّ احْفَظْنِـي مِنْ بَـيْنِ يَدَيَّ، ومِنْ خَلْفِي، وعَنْ يَمِيـنِـي، وعَنْ شِمالِي، ومِنْ فَوْقِي، وأَعُوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَنْ أُغْتالَ مِنْ تَحْتِـي». [صحيح أبي داود ٥٠٧٤].
عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: “ما مِن عبدٍ يقولُ في صباحِ كلِّ يومٍ ومَساءِ كلِّ لَيلةٍ: بسمِ اللَّهِ الَّذي لا يضرُّ معَ اسمِهِ شيءٌ في الأرضِ ولَا في السَّماءِ، وَهوَ السَّميعُ العليمُ ثلاثَ مرَّاتٍ، فيضُرَّهُ شيءٌ” (صحيح الترمذي ٣٣٨٨).
قال الشيخ العلامة ابن باز -رحمه الله تعالى-:
ومما يحصل به الأمن والعافية والطمأنينة والسلامة من كل شر: أن يستعيذ الإنسان بكلمات الله التامات من شر ما خلق ثلاث مرات صباحًا ومساءً.. فهذه الأذكار والتعوذات من القرآن والسنَّة كلها من أسباب الحفظ والسلامة والأمن من كل سوء؛ فينبغي لكل مؤمن ومؤمنة الإتيان بها في أوقاتها، والمحافظة عليها، وهما مطمئنان، وواثقان بربهما سبحانه وتعالى، القائم على كل شيء، والعالِم بكل شيء، والقادر على كل شيء، لا إله غيره ولا رب سواه، وبيده التصرف والمنع والضر والنفع، وهو المالك لكل شيء عز وجل. (مجموعة الفتاوى ٣/٤٥٤).
قال العلامة السعدي: “آية الكرسي أعظم آية في القرآن على الإطلاق، وهي تحفظ قارئها من الشياطين والشرور كلها؛ ولقد احتوت هذه الآية العظيمة على معاني التوحيد والعظمة وسعة صفات الكمال لله تعالى” (تيسير اللطيف المنان).