حصّن نفسك واستعذ بالله من الشرور بالمعوذتين

تحصين النفس دائمًا بالاستعاذة بالله من شرّ الحسد والعين والسحر ومن شرور الوسواس الخناس.
{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} [سورة الفلق: 1-5].
{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} [سورة الناس: 1-6].

من فضائل سورتي الفلق والناس

قال الإمام ابن القيم رحمه الله: لا يستغني عنهما أحد قط، وإن لهما تأثيرًا خاصًّا في دَفْع السحر والعين وسائر الشرور، وإن حاجة العبد إلى الاستعاذة بهاتين السورتين أعظم من حاجته إلى النفس والطعام والشراب واللباس.

كلام نفيس في أسباب الشفاء

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: كثير من المرضى أو أكثر المرضى يُشْفَوْنَ بلا تداوٍ؛ لا سيما في أهل الوبر والقرى، والساكنين في نواحي الأرض، يشفيهم الله بما خلق فيهم من القُوَى المطبوعة في أبدانهم الرافعة للمرض، وفيما ييسره لهم من نوع حركة وعمل، أو دعوة مستجابة، أو رقية نافعة، أو قوة للقلب وحُسْن التوكل، إلى غير ذلك من الأسباب الكثيرة غير الدواء.

وسائل الوقاية من شرور الشيطان

قال الإمام ابن القيم رحمه الله: ‏مما يُستدفع به شر الشيطان:
1- الاستعاذة بالله منه.
2- قراءة سورتي الفلق والناس.
3- سورة البقرة.
4- آية الكرسي.
5- خاتمة سورة البقرة.
6- كثرة ذكر الله.
7- الوضوء والصلاة، وهذا من أعظم ما يُتحرَّز به منه.
8- إمساك فضول النظر والكلام والطعام ومخالطة الناس.

فضل قراءة آخر آيتين من سورة البقرة

قال رسول الله ﷺ: «من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه» صحيح البخاري 5009، ومسلم: ٨٠٨.
قال ابن حجر رحمه الله:
“قيل: كفتاه أي دفعتا عنه الشر، والمكروه، وقيل: كفتاه من كل شيطان، فلا يقربه ليلته، وقيل: حسبه بها فضلاً وأجرًا، ويحتمل من الجميع”.
فتح الباري ٩/ ٥٦.

قراءة آية الكرسي بصدق تغيّب الشيطان وتحجبه، وتضره

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
“” جَرَّبَ الْمُجَرِّبُونَ الَّذِينَ لَا يُحْصُونَ كَثْرَةً أَنَّ لَهَا -آية الكرسي- مِنْ التَّأْثِيرِ فِي دَفْعِ الشَّيَاطِينِ وَإِبْطَالِ أَحْوَالِهِمْ مَا لَا يَنْضَبِطُ مِنْ كَثْرَتِهِ وَقُوَّتِهِ؛ فَإِنَّ لَهَا تَأْثِيرًا عَظِيمًا فِي دَفْعِ الشَّيْطَانِ عَنْ نَفْسِ الْإِنْسَانِ، وَعَنْ الْمَصْرُوعِ، وَعَنْ مَنْ تُعِينُهُ الشَّيَاطِينُ مِثْلَ أَهْلِ الظُّلْمِ وَالْغَضَبِ وَأَهْلِ الشَّهْوَةِ وَالطَّرَبِ وَأَرْبَابِ السَّمَاعِ الْمُكَاءِ وَالتَّصْدِيَةِ؛ إذَا قُرِئَتْ عَلَيْهِمْ بِصِدْقٍ، دَفَعَتْ الشَّيَاطِينَ وَبَطَلَتْ الْأُمُورُ الَّتِي يُخَيِّلُهَا الشَّيْطَانُ، وَيَبْطُلُ مَا عِنْدَ إخْوَانِ الشَّيَاطِينِ مِنْ مُكَاشَفَةٍ شَيْطَانِيَّةٍ وَتَصَرُّفٍ شَيْطَانِيٍّ “” (مجموع الفتاوى 19/55)

أهمية قراءة المعوذتين بعد كل صلاة

قال ابن القيم رحمه الله:
“”وفي هذا سِرّ عظيم في استدفاع الشرور من الصلاة إلى الصلاة.. وقد جمعت السورتان الاستعاذة من كل شرّ، ولهما شأنٌ عظيمٌ في الاحتراس والتحصن من الشرور قبل وقوعها، ولهذا أوصى النبي ﷺ عقبة بن عامر بقراءتهما عقب كل صلاة”” (زاد المعاد 4/165).
(المعوذتين) هما سورة (قل أعوذ برب الفلق)، وسورة (قل أعوذ برب الناس).

تداوي ابن القيم بماء زمزم وسورة الفاتحة

قال ابن القيم رحمه الله:
“وقد جربت أنا وغيري من الاستشفاء بماء زمزم أمورًا عجيبة، واستشفيت به من عدة أمراض فبرأت بإذن الله ” زاد المعاد، 4 / 178، 393
وقال رحمه الله: لقد مر بي وقت في مكة سقمت فيه ولا أجد طبيبًا، ولا دواء، فكنت أعالج نفسي بالفاتحة فأرى لها تأثيرًا عجيبًا، آخذ شربة من ماء زمزم وأقرؤها عليها مرارًا ثم أشربه فوجدت بذلك البُرْءَ التام، ثم صرت أعتمد ذلك عند كثير من الأوجاع فأنتفع به غاية الانتفاع، فكنت أصف ذلك لمن يشتكي ألمًا، فكان كثير منهم يبرأ سريعًا.
زاد المعاد، 4/ 178 والجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي، ص 21

الطريقة الصحيحة لتحصين الأولاد من

س/ ما الطريقة الصحيحة لتحصين الأولاد من العين وغير ذلك؟ وهل يكفي أن أقرأ فقط بلساني أو يشترط المسح والنفث؟
ج/ يتم ذلك بتعويذهم ب {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس}، ودعاء الله عز وجل أن يحفظهم من كل سوء ومكروه، وأن يقيَهم شرَّ خلقه، وما أشبه ذلك، هذه طريق شرعية.
وهناك طريق أخرى نفسية وهي: أن الإنسان لا يفكِّر في أن أولاده تصيبهم العين؛ لأنه إذا فكَّر في ذلك وأصاب الولد زكامٌ قالوا: هذه عين، ولو وقع وسقط قالوا: هذه عين، ولو يأرقُ عن النوم قالوا: هذه عين، ولو تقيَّأ الطعام، لأن المعدة لا تقبله قالوا: هذه عين.
فالذي يريد السلامة يترك هذه الهواجِس والتفكير؛ ولهذا قيل: إن العين لا تصيبُ إلا مَن يخاف منها.
والظاهر أن المسح والنفث ليس بشرط، فإذا دعَت الله أن يحفظهم وقالت: اللهم إني أُعيذ أولادي بك من الشيطان الرجيم فلا حرج وتكفي، كما قال الله تعالى {وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}[آل عمران:٣٦]
[ابن عثيمين – فتاوى سؤال على الهاتف – 1/١٠٦].

دعاء ورقية كان يعوذ بها رسول الله ﷺ الحسن والحسين

عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: كانَ النبيُّ ﷺ يُعَوِّذُ الحَسَنَ والحُسَيْنَ، ويقولُ: إنَّ أَباكُما كانَ يُعَوِّذُ بها إسْماعِيلَ وإسْحاقَ: أَعُوذُ بكَلِماتِ اللَّهِ التّامَّةِ، مِن كُلِّ شيطانٍ وهامَّةٍ، ومِنْ كُلِّ عَيْنٍ لامَّةٍ. (صحيح البخاري ٣٣٧١).
كان النَّبيُّ ﷺ يُعوِّذ الحسَنَ والحُسينَ رضي الله عنهما بكلماتِ اللهِ التّامَّةِ، والتَّعوُّذُ هو الالتجاءُ، وكلماتُ الله محمولةٌ على أسمائِه الحسنى، وصِفاتِه العُلى، والكتُبِ المُنزَّلةِ مِن عندِه سبحانه وتعالى، ووصفها بالتّامَّةِ؛ لخُلوِّها عن النَّقصِ.
والهامَّةُ: هي كلُّ ما له سَمٌّ، وقيل: إنَّ الهوامَّ حشراتُ الأرضِ.
والعينُ اللامَّةُ: هي العينُ الَّتي تُلحِقُ الضَّررَ.

بشريات ومواساة للمريض

نخاطب المريض ونذكره ببشريات من النبي ﷺ وببعض رحمات الله تعالى له بسبب مرضه، ولتكن للمريض قدوة في أيوب ويجتهد في الدعاء والرقية ويبشر بالشفاء من الله.

حصنوا أطفالكم فإن العين أسرع إليهم من الكبار

حافظوا على صغاركم وحصنوهم بالمعوذتين والأذكار الشرعية.
ذكر القرطبي رحمه الله: “”أنَّ العين أسرع إلى الصغار منها إلى الكبار””. (تفسير القرطبي 9/149)