شدة المخاصمة مذمومة وهي من صفات المنافقين

قال تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ﴾ البقرة: 204.
وفي الآية إشارة إلى أن شدة المخاصمة مذمومة؛ قال النبي ﷺ: “أبغض الرجال إلى الله تعالى الأَلد الخَصِم”. وشدة الخصومة من صفات المنافقين؛ لأنهم يحبّون الدنيا؛ فيُكثرون الخصام عليها.

نفور الصحابة من الغيبة والمغتابين

قال الغزالي رحمه الله:
«كان الصحابة –رضي الله عنهم- يتلاقون بالبِشْر ولا يغتابون غائبًا، ويرون ذلك أفضل الأعمال، ويرون خلافه عادة المنافقين».

التحذير من النفاق الأصغر

النفاق الأصغر لا يَخْرُجُ به العبد من الإسلام، ويستحق به الوعيد والعذاب دون الخلود في النار، وصاحبه تحت المشيئة؛ إن شاء اللهُ عَذَّبَه وإن شاء غَفَرَ له؛ وهو أن يَتَّصف بصفة من صفات المنافقين العمليَّة مع تصديق الباطن وإيمانه بالله ورسوله ﷺ، ومن هذه الصفات:
1- إخلافُ الوعد.
2- الكذب في الحديث.
3- الخيانة في الأمانة.
4- الغدر في العهود.
قال النبي ﷺ: (أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا؛ إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَاا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ) (صحيح البخاري 34، وصحيح مسلم برقم 58).

أقسام النفاق وأنواعه

النفاق على قسمين:
1- نفاق اعتقاد: وهو كفر أكبر ناقل من الملة وهو ستة أنواع: تكذيب الرسول، أو تكذيب بعض ما جاء به، أو بُغْض الرسول، أو بُغْض ما جاء به، أو المَسَرَّة بانخفاض دين الإسلام، أو كراهية انتصار الإسلام.
2- ونفاق عملي وهو كفر أصغر لا ينقل من الملة، إلا أنه جريمة كبيرة وإثم عظيم، ومنه ما ذكره النبي ﷺ في الحديث حيث قال: (أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا؛ إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ) (صحيح البخاري 34، وصحيح مسلم برقم 58).

الغِيبَة من شعار المنافقين وأفعالهم

قال النبي ﷺ: (يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلِ الإِيمَانُ قَلْبَهُ؛ لاَ تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ، وَلاَ تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ؛ فَإِنَّهُ مَنِ اتَّبَعَ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ يَتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ) (أخرجه أبو داود 4880، وصححه الألباني).
قال شمس الحق العظيم آبادي: “”فيه تنبيه على أن غيبة المسلم من شعار المنافق لا المؤمن؛ (ولا تتبعوا عوراتهم) أي: لا تجسّسوا عيوبهم ومساويهم. (يتبع الله عورته) أي: يكشف عيوبه، وهذا في الآخرة، وقيل معناه يجازيه بسوء صنيعه (يفضحه): أي يكشف مساويه (في بيته) أي: ولو كان في بيته مخفيًا من الناس”” (عون المعبود 13/153).

معالم النفاق ومظاهره

“”زرعُ النفاق ينبتُ على ساقيتين؛ ساقية الكذب، وساقية الرياء. ومخرجهما من عينين؛ عين ضعف البصيرة، وعين ضعف العزيمة. فإذا تمت هذه الأركان الأربعة استحكم النفاق وبنيانه”” (ابن القيم – تهذيب المدارج).