من صور مواساة المؤمنين لإخوانهم

قال ابن القيم رحمه الله:
«المواساة للمؤمنين أنواع: مواساة بالمال، ومواساة بالجاه، ومواساة بالبدن والخدمة، ومواساة بالنصيحة والإرشاد، ومواساة بالدعاء، والاستغفار لهم، ومواساة بالتوجُّع لهم، وعلى قَدْر الإيمان تكون هذه المواساة، فكلما ضعف الإيمان ضعفت المواساة، وكلما قوي قويت، وكان رسول الله ﷺ أعظم الناس مواساة لأصحابه بذلك كله، فَلأتباعِهِ من المواساة بحسب اتِّباعِهِم لَهُ»
المواساة: الدعم والمساندة.

الغِيبَة من شعار المنافقين وأفعالهم

قال النبي ﷺ: (يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلِ الإِيمَانُ قَلْبَهُ؛ لاَ تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ، وَلاَ تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ؛ فَإِنَّهُ مَنِ اتَّبَعَ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ يَتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ) (أخرجه أبو داود 4880، وصححه الألباني).
قال شمس الحق العظيم آبادي: “”فيه تنبيه على أن غيبة المسلم من شعار المنافق لا المؤمن؛ (ولا تتبعوا عوراتهم) أي: لا تجسّسوا عيوبهم ومساويهم. (يتبع الله عورته) أي: يكشف عيوبه، وهذا في الآخرة، وقيل معناه يجازيه بسوء صنيعه (يفضحه): أي يكشف مساويه (في بيته) أي: ولو كان في بيته مخفيًا من الناس”” (عون المعبود 13/153).

من وصايا القرآن الكريم لتعميق أواصر الأخوة

قال الله تعالى: { وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ } [الحجر: 88]
“”ألِنْ لهم جانبك، وحَسِّن لهم خُلُقك، محبةً وإكرامًا وتودُّدًا”” (السعدي -رحمه الله-).

إثم تشويه سمعة الناس بالباطل

قال أبو الدرداء رضي الله عنه:
“”أَيُّما رجلٍ أشاع على رجلٍ مسلمٍ بكَلِمَةٍ وهو منها بريءٌ يُشِينُه بها في الدنيا؛ كان حَقًّا على اللهِ أن يُدْنِيَه يومَ القيامةِ في النارِ””. (كتاب ذم الغيبة لابن أبي الدنيا، 1/127 رقم 118)

من الظلم ذكر المساوئ وكتم المحاسن

قال ابن سيرين -رحمه الله-:
“”ظٌلمٌ لأخيك أن تذكر منه أسوأ ما تعلم، وتكتم خَيره””.
(صفة الصفوة 3/ 173).

‏خاسرون يوم القيامة

قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: “” قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ، وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ، وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُعْطِ أَجْرَهُ”” (صحيح البخاري 2114)
(أعطى بي) عاهد باسمي وحلف.
(غدر) نقض العهد ولم يفِ به أو لم يبر بقسمه.
(باع حرًّا) وهو يعلم أنه حر.
(فاستوفى منه) العمل الذي استأجره من أجله.

احذر تهديد ووعيد رسول الله ﷺ

عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه: قال: قال رسول الله ﷺ: «يا معشرَ مَن آمن بلسانه ولم يدخل الإِيمانُ قَلبَهُ؛ لا تغتَابُوا المسلمين، ولا تَتَّبِعُوا عوراتِهم، فَإِنَّهُ مَن اتَّبَعَ عَوراتِهم يَتَّبِع اللهُ عورتَهُ، وَمَن يَتَّبِعِ اللهُ عورتَهُ يَفْضَحْه في بيته» (أخرجه أبو داود 4880 وصححه الألباني).

أهمية الحقوق الإيمانية التي تجب للمؤمن على المؤمن

قال شيخ الإسلام: “الحقوق الإيمانية التي تجب للمؤمن على المؤمن واجبة بنفس الإيمان، والتزامها بمنزلة التزام الصلاة والزكاة والصيام، والمعاهدة عليها كالمعاهدة على ما أوجب الله ورسوله، وهي ثابتة لكل مؤمن على كل مؤمن، وإن لم يحصل بينهما عهد مؤاخاة” [مجموع الفتاوى (11/100) بتصرف يسير].

شتان بين من يحبه الله ومن يبغضه!!

قال رسول الله ﷺ: “إنَّ أحَبَّكم إليَّ أحسَنُكم أخلاقًا، المُوطَّؤونَ أكنافًا الَّذينَ يألَفونَ ويُؤلَفونَ، وأبغَضَكم إلى اللهِ: المشَّاؤُونَ بالنَّميمةِ، المُفرِّقونَ بَيْنَ الأحبَّةِ، المُلتَمِسونَ للبُرَآءِ العَنَتَ” (حسنه الألباني في صحيح الترغيب ٢٦٥٨).
العنت: المشقة.
قال يحيى بن معاذ رحمه الله: ” ليكن حظ أخيك منك ثلاثاً : إن لم تنفعه فلا تضره، وإن لم تفرحه فلا تغمه، وإن لم تمدحه فلا تذمه”.

الرقي والسمو في العلاقة بين المؤمنين

عَنْ أَنَسٍ عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: “لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ” (أخرجه البخاري 1947، ومسلم 1118).
قال الحافظ ابن حجر: ” قَالَ الْكِرْمَانِيّ : وَمِنْ الْإِيمَان أَيْضًا أَنْ يُبْغَض لِأَخِيهِ مَا يُبْغَض لِنَفْسِهِ مِنْ الشَّرّ ” (فتح الباري 1/58).
(لا يؤمن أحدكم): الإيمان الكامل.
(ما يحب لنفسه) أي: من الخير.

تحذيرات من التعدِّي على حقوق المسلمين

عن ابن عمر أن النبي ﷺ قال: «لا يَبِع الرَّجُلُ على بَيْعِ أخِيهِ، ولا يَخْطبُ على خطبة أخيه، إلا أنْ يَأذَنَ لَهُ» (صحيح مسلم 1412).
والحكمة من هذا النهي ما فيه من إثارة العداوة والبغضاء بين المسلمين، وكل ما أوجب العداوة والبغضاء بين المسلمين، فهو محرم.

إياك ومفسدات الأخوة

وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: “إياكم والظن فإنَّ الظنَّ أكذبُ الحديث، ولا تجسسوا، ولا تحسّسوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخوانًا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى ههنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم “(أخرجه البخاري 6064 ومسلم 2563).
(تجسسوا) من التجسس وهو البحث عن العورات والسيئات.
(تحسسوا) من التحسس وهو طلب معرفة الأخبار والأحوال الغائبة عنه.