التكبر شَرٌّ من الشرك

قال ابن القيم رحمه الله:
“كَما أنَّ مَن تَواضَعَ لِلَّهِ رَفَعَهُ، فَكَذَلِكَ مَن تَكَبَّرَ عَنِ الِانْقِيادِ لِلْحَقِّ أذَلَّهُ اللَّهُ ووَضَعَهُ، وصَغَّرَهُ وحَقَّرَهُ. ومَن تَكَبَّرَ عَنِ الِانْقِيادِ لِلْحَقِّ -ولَوْ جاءَهُ عَلى يَدِ صَغِيرٍ، أوْ مَن يُبْغِضُهُ أوْ يُعادِيهِ- فَإنَّما تَكَبُّرُهُ عَلى اللَّهِ؛ فَإنَّ اللَّهَ هُوَ الحَقُّ، وكَلامُهُ حَقٌّ، ودِينُهُ حَقٌّ، والحَقُّ صِفَتُهُ، ومِنهُ ولَهُ؛ فَإذا رَدَّهُ العَبْدُ وتَكَبَّرَ عَنْ قَبُولِهِ: فَإنَّما رَدَّ عَلى اللَّهِ، وتَكَبَّرَ عَلَيْهِ” (مدارج السالكين ٢/‏٣١٧)

التواضع من أخلاق الكرام

قال الشافعي رحمه الله:
“التواضع من أخلاق الكرام، والتكبر من شيم اللئام، والتواضع يُورث المحبة، والقناعة تُورث الرّاحة، وقال: أرفع الناس قدرًا مَن لا يرى قدره، وأكثرهم فضلًا من لا يرى فضله”

انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا

عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: اقْتَتَلَ غُلامانِ غُلامٌ مِنَ المُهاجِرِينَ، وَغُلامٌ مِنَ الأنْصارِ، فَنادى المُهاجِرُ أَوِ المُهاجِرُونَ، يا لَلْمُهاجِرِينَ وَنادى الأنْصارِيُّ يا لَلأَنْصارِ، فَخَرَجَ رَسولُ اللهِ ﷺ، فَقالَ: ما هذا دَعْوى أَهْلِ الجاهِلِيَّةِ قالوا: لا يا رَسولَ اللهِ، إلّا أنَّ غُلامَيْنِ اقْتَتَلا فَكَسَعَ أَحَدُهُما الآخَرَ، قالَ: فلا بَأْسَ وَلْيَنْصُرِ الرَّجُلُ أَخاهُ ظالِمًا، أَوْ مَظْلُومًا، إنْ كانَ ظالِمًا فَلْيَنْهَهُ، فإنَّه له نَصْرٌ وإنْ كانَ مَظْلُومًا فَلْيَنْصُرْهُ. (صحيح مسلم ٢٥٨٤).

دَعْوَى أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ: هي قولهم: يالفلان أو يآل فلان؛ كان الرجل منهم إذا تغلب عليه خصمه نادى قومه فيبتدرون إلى نصره ظالمًا كان أو مظلومًا؛ جهلاً منهم وعصبية.

التحذير من الغضب وبيان ما يُسكّن الغضب

عن سليمان بن صرد رضي الله عنه قال: اسْتَبَّ رَجُلانِ عِنْدَ النبيِّ ﷺ، فَجَعَلَ أَحَدُهُما تَحْمَرُّ عَيْناهُ وَتَنْتَفِخُ أَوْداجُهُ، قالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: إنِّي لأَعْرِفُ كَلِمَةً لو قالَها لَذَهَبَ عنْه الذي يَجِدُ: أَعُوذُ باللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ فَقالَ الرَّجُلُ: وَهلْ تَرى بي مِن جُنُونٍ؟.
حذَّرَ النَّبيُّ ﷺ مِنَ الغَضبِ؛ لِما يحملُ عليه مِنَ الشَّرِّ والتَّهوُّرِ، وكان ﷺ لا يغضبُ إلّا أنْ تُنتهَكَ حُرُماتُ اللهِ تعالى، وهو الغضبُ المحمودُ، وفي هذا الحَديثِ يُرشدُ النَّبيُّ ﷺ إلى ما يَسكنُ به الغضبُ ويَذهبُ أثرُه، وهو: أنْ يقولَ مَن أصابَه الغضبُ: «أَعوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطانِ».
وقول الرَّجل: «وهلْ بي جنونٌ»؟! هذا مِن قلَّةِ فقْهِه، فتوَهَّم أنَّ الاستعاذةَ مُختصَّة بِالمجانينِ، ولم يعلمْ أنَّ الغَضبَ مِن نَزغاتِ الشَّيطانِ، وأنَّ الاستعاذةَ تدفعُ كَيدَه.

يسلم منك الروم والهند ولا يسلم منك أخوك المسلم؟!

قالَ سُفْيانُ بْنُ حُسَيْنٍ: ذَكَرْتُ رَجُلًا بِسُوءٍ عِنْدَ إياسِ بْنِ مُعاوِيَةَ؛ فَنَظَرَ فِي وجْهِي وقالَ:
أغَزَوْتَ الرُّومَ؟ قُلْتُ: لا! قال: السند والهِنْدَ والتُّرْكَ؟ قُلْتُ: لا.
قالَ: أفَسَلِمَ مِنكَ الرُّومُ والسِّنْدُ والهِنْدُ والتُّرْكُ ولَمْ يَسْلَمْ مِنكَ أخُوكَ المُسْلِمُ؟
قالَ: فَلَمْ أعُدْ بَعْدَها.
(البداية والنهاية: ٩/‏٣٣٦).