من مفاتيح الأعمال الصالحة

وقد جعل الله سبحانه لكل مطلوب مفتاحًا يُفتح به؛ فجعل مفتاح التوفيق: الرغبة والرهبة. ومفتاح الإجابة: الدعاء. ومفتاح الرغبة في الآخرة: الزهد في الدنيا. ومفتاح الإيمان: التفكر فيما دعا الله عباده إلى التفكر فيه. ومفتاح الدخول على الله: إسلام القلب وسلامته له والإخلاص له في الحب والبغض والفعل والترك.

أثر صلاح النيات والسرائر على قلوب الآخرين

والله لقد رأيتُ مَن يُكثر الصلاة والصوم والصمت، ويتخشَّع في نفسه ولباسه، والقلوب تنبو عنه، وقدْره في النفوس ليس بذاك. ورأيتُ من يلبس فاخر الثياب وليس له كبير نفلٍ ولا تخشُّع، والقلوب تتهافت على محبته. فتدبرت السبب فوجدته السريرة.. فمن أصلح سريرته فاح عبير فضله، وعبقت القلوب بنشر طيبه.

من علامات العقل والحكمة

صلاح القلب وحقه، والذي خُلِقَ من أجله هو: أن يعقل الأشياء؛ لا أقول أن يعلمها فقط؛ فقد يعلم الشيء من لا يكون عاقلاً له، بل غافلاً عنه مُلغيًا له. والذي يعقل الشيء هو الذي يقيّده، ويضبطه، ويعيه، ويثبته في قلبه؛ فيكون وقت الحاجة إليه غنيًّا، فيطابق عمله قوله، وباطنه ظاهره؛ وذلك هو الذي أوتي الحكمة.

فضل من استبرأ لدينه واتقى الشبهات

عن النعمان بن بشير، يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول: ” الحلال بَيِّن، والحرام بَيِّن، وبينهما مشبهات لا يعلمها كثير من الناس، فمن اتقى المشبهات استبرأ لدينه وعِرْضه، ومن وقع في الشبهات: كراع يرعى حول الحمى، يوشك أن يواقعه، ألا وإن لكل ملك حمًى، ألا إنَّ حمى الله في أرضه محارمه، ألا وإن في الجسد مضغةً: إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب”.
بيِّن: ظاهر واضح.
مشتبهات: موجودة بين الحل والحرمة ولم يظهر أمرها على التعيين.
اتقى: ابتعد عنها.
استبرأ لدينه وعرضه: طلب البراءة في دينه من النقص وعرضه من الطعن.
الحمى: موضع حظره الإمام وخصَّه لنفسه ومنع الرعية منه.
يوشك: يقرب. يواقعه: يقع فيه
مضغة: قطعة لحم.

خمسة أشياء لا تتم سلامة القلب بدونها

قال تعالى: (يَوْمَ لاَ يَنْفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) الشعراء: 88-89.
قال ابن القيم -رحمه الله-: “فهذا القلب السليم في جنَّة معجَّلة في الدنيا، وفي جنَّة في البرزخ، وفي جنَّة يوم المعاد، ولا يتم له سلامته مطلقًا حتى يسلم من خمسة أشياء: من شركٍ يُناقض التوحيد، وبدعة تخالف السُّنة، وشهوة تخالف الأمر، وغفلة تناقض الذكر، ومن هوًى يناقض الإخلاص”.

هل تعرف صفات القلب السليم؟

قال تعالى: (يَوْمَ لاَ يَنْفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) الشعراء: 88-89.
قال السعدي -رحمه الله-: “والقلب السليم: هو الذي سَلِمَ من الشرك، والشك، ومحبةِ الشرِّ، والإصرارِ على البدعة والذنوب، ويلزم من سلامته مِمَّا ذُكِرَ اتِّصافُه بأضدادها؛ من الإخلاص، والعلمِ واليقين، ومحبةِ الخير وتزيينه في قلبه، وأن تكون إرادتُه ومحبَّتُه تابعةً لِمحبة الله، وهواه تابعًا لما جاء عن الله”

الأعمال نتائج السرائر الباطنة صلاحًا وفسادًا

قال تعالى: (يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ) الطارق: 9.
وقال تعالى: (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ) آل عمران: 106.
قال ابن القيم -رحمه الله-: ” الأعمال نتائج السرائر الباطنة، فمن كانت سريرته صالحة؛ كان عمله صالحًا، فتبدو سريرته على وجهه نورًا وإشراقًا وحياءً، ومَن كانت سريرته فاسدة؛ كان علمه تابعًا لسريرته، لا اعتبار بصورته، فتبدو سريرته على وجهه سوادًا وظلمةً وشَيْنًا”.

بعض أسباب دفع الهموم والغموم

قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله: “ومتى اعتمد القلب على الله، وتوكل عليه، ولم يستسلم للأوهام، ولا ملكته الخيالات السيئة، ووثق بالله، وطمع في فضله، اندفعت عنه بذلك الهموم والغموم، وزالت عنه كثيرٌ من الأسقام القلبية والبدنية، وحصل للقلب من القوة والانشراح والسرور ما لا يمكن التعبير عنه”

طهّر قلبك حتى لا تُصْرَف عن القرآن

قال تعالى: ﴿سَأَصْرِفُ عَنْ آَيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ﴾ الأعراف:146
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: إذا كان المصحفُ الذي كُتِبَ فيه طاهرًا لا يمسُّه إلاّ البدن الطاهر، فالمعاني التي هي باطنُ القرآن لا يمسُّها إلاّ القلوبُ المطهرة، وأما القلوب المنجسة لا تمسُّ حقائقَه، فهذا معنىً صحيح؛ قال تعالى: ﴿سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق﴾. قال بعض السلف: أَمنَعُ قلوبَهم فهمَ القرآن.

تزكية النفس في رمضان

كلنا نسعى لإصلاح القلوب وتزكية النفوس خصوصا في شهر رمضان، وهذا الملف يحتوي على نصائح وعبارات عن كيفية تزكية النفس جمعناها لكم من أقوال العلماء.

من علامات حياة القلب وموته

“تجد الإنسان كلما قسا قلبه لا يتأثَّر بالمعصية، لكن إذا كان قلبه حيًَّا وفعل معصية تجده يحزن ويندم ويخجل ويُحدث توبة، فإذا وجدت من نفسك أن قلبك لا يتأثَّر بمعصية الله فاعلم أنه مختوم عليه – والعياذ بالله-، وإذا رأيته يتأثَّر كلما عصى الله أحسّ بالذنب، ورجع إلى الله، وأناب إليه، واستغفر ربه، فاعلم أن قلبك حيٌّ؛ لأن الميِّت لو أتيت بشواظٍ من نارٍ وأصَبْتَ به جسده هل يتأثّر؟ أبدًا؛ ولا يحس، والحيُّ يحِس، فهكذا القلوب متى أحسَّت بالمعصية وترك الطاعة فاعلم أن فيها حياة، ومتى لم تُحِس فاعلم أنها ميِّته وأنها قد خُتَم عليها..” (ابن عثيمين- شرح الكافية الشافية 3/٣٥٢).