حُسْن أخلاق ابن تيمية وتواضُعُه

قال عمر بن علي البزار رحمه الله:
“ظهر لي من حُسْن أخلاق ابن تيمية تواضُعُه؛ إنه كان إذا خرجنا من منزله بقصد القراءة يحمل هو بنفسه النسخةَ، ولا يَدَعُ أحدًا منا يحملها عنه، وكنت أعتذر إليه من ذلك؛ خوفًا من سُوء الأدب، فيقول: لو حملته على رأسي لكان ينبغي، ألَا أحمل ما فيه كلام رسول الله ﷺ” (الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية، ص52)

تواضع شيخ الإسلام ابن تيمية وزهده

قال عمر بن علي البزار رحمه الله:
“ما رأيتُ ولا سمِعْتُ بمثل تواضُع ابن تيمية في عصره؛ كان يتواضع للكبير والصغير، والجليل والحقير، والغنيّ الصالح والفقير، وكان يُدني الفقيرَ الصالح ويُكرمُه، ويُؤنِسُه ويُباسِطُه بحديثه زيادة على مثله من الأغنياء، حتى إنه ربما خدَمه بنفسه، وأعانه بحمل حاجته جَبْرًا لقلبه، وتَقَرُّبًا بذلك إلى ربِّه”
(الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية، ص50)

من أعظم الأصول المهمة في دين الإسلام

“إنّ أعظم الأصول المهمة في دين الإسلام: تحقيق الإخلاص لله تعالى في جميع العبادات، قال بعضهم: الإخلاص هو ألا تطلب على عملك شاهدًا غير الله تعالى، ولا مُجَازٍ سواه” (نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم ﷺ ٢/ ١٢٤).

الافتقار إلى الله باب العبودية

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
“وَأَمَّا الشَّكْوَى إلَى الْخَالِقِ فَلَا تُنَافِي الصَّبْرَ الْجَمِيلَ.. وَكُلَّمَا قَوِيَ طَمَعُ الْعَبْدِ فِي فَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ وَرَجَائِهِ لِقَضَاءِ حَاجَتِهِ وَدَفْعِ ضَرُورَتِهِ قَوِيَتْ عُبُودِيَّتُهُ لَهُ وَحُرِّيَّتُهُ مِمَّا سِوَاهُ؛ فَكَمَا أَنَّ طَمَعَهُ فِي الْمَخْلُوقِ يُوجِبُ عُبُودِيَّتَهُ لَهُ فَيَأْسُهُ مِنْهُ يُوجِبُ غِنَى قَلْبِهِ عَنْهُ”.

من تحرى الصدق في خبره، والعدل في أمره فقد لزم كلمة التقوى

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
“كُلُّ مَن تَحَرّى الصِّدْقَ فِي خَبَرِهِ، والعَدْلَ فِي أمْرِهِ؛ فَقَدْ لَزِمَ كَلِمَةَ التَّقْوى. وأصْدَقُ الكَلامِ وأعْدَلُهُ قَوْلُ لا إلَهَ إلّا اللَّهُ، فَهُوَ أخَصُّ الكَلِماتِ بِأنَّها كَلِمَةُ التَّقْوى”

أعظم محبة وأكملها وأتمها

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
“ولَيْسَ لِلْخَلْقِ مَحَبَّةٌ أعْظَمُ ولا أكْمَلُ ولا أتَمُّ مِن مَحَبَّةِ المُؤْمِنِينَ لِرَبِّهِمْ، ولَيْسَ فِي الوُجُودِ ما يَسْتَحِقُّ أنْ يُحَبَّ لِذاتِهِ مِن كُلِّ وجْهٍ إلّا اللَّهُ تَعالى. وكُلُّ ما يُحِبُّ سِواهُ فَمَحَبَّتُهُ تَبَعٌ لِحُبِّهِ؛ فَإنَّ الرَّسُولَ ﷺ إنّما يُحَبُّ لِأجْلِ اللَّهِ، ويُطاعُ لِأجْلِ اللَّهِ، ويُتَّبَعُ لِأجْلِ اللَّهِ”

العبد بين نعمة يحتاج فيها إلى شكر، وذنب يحتاج فيه إلى الاستغفار

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
“العَبْدُ دائِمًا بَيْنَ نِعْمَةٍ مِن اللَّهِ يَحْتاجُ فِيها إلى شُكْرٍ، وذَنْبٍ مِنهُ يَحْتاجُ فِيهِ إلى الِاسْتِغْفارِ، وكُلٌّ مِن هَذَيْنِ مِن الأُمُورِ اللّازِمَةِ لِلْعَبْدِ دائِمًا؛ فَإنَّهُ لا يَزالُ يَتَقَلَّبُ فِي نِعَمِ اللَّهِ وآلائِهِ، ولا يَزالُ مُحْتاجًا إلى التَّوْبَةِ والِاسْتِغْفارِ. ولِهَذا كانَ سَيِّدُ ولَدِ آدَمَ وإمامُ المُتَّقِينَ مُحَمَّدٌ ﷺ يَسْتَغْفِرُ فِي جَمِيعِ الأحْوالِ”

ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس

عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: يا رسولَ اللَّهِ دلَّني على عَملٍ إذا أَنا عَمِلْتُهُ أحبَّني اللَّهُ وأحبَّني النَّاسُ.
فقالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ: ” ازْهَدْ في الدنيا يُحبَّكَ اللهُ، وازهدْ فِيما في أيدِي الناسِ يُحبَّكَ الناسُ” (صحيح ابن ماجه ٣٣٢٦).
قال الشيخ الفوزان:
“الزهد هو الترك؛ يعني اترك الدنيا، وليس المراد أن تترك ما تحتاج إليه وما تستغني به من طلب الرزق، والكسب الحلال هذا منهي عنه، لكن اترك ما لا حاجة لك به. فالمسلم يجمل في طلبه، ولا يحرص حرصًا شديدًا على الدنيا وعنده ما يُغنيه” (المنحة الربانية ص٢٤٤).

خطورة اللسان

‏قال ابن القيم رحمه الله:
“ومن العجب أنّ الإنسان يهون عليه التحفظ والاحتراز من أكل الحرام والظلم والزنا والسرقة وشرب الخمر ومن النظر المحرّم وغير ذلك،
ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه، حتى ترى الرجلَ يُشار إليه بالدِّين والزهد والعبادة،‏.. وهو يتكلّم بالكلمات من سخط الله، لا يُلقي لها بالًا، يزِلّ بالكلمة الواحدة منها أبعد مما بين المشرق والمغرب.
وكم ترى من رجل متورعِّ عن الفواحش والظلم، ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات، ولا يبالي ما يقول. (الداء والدواء 1/٣٦٦).

كفالة الغني القوي العزيز الرحيم

قال الله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق:3].
“وإذا كان الأمر في كفالة الغني القوي العزيز الرحيم، فهو أقرب إلى العبد من كل شيء، ولكن ربما أن الحكمة الإلهية اقتضت تأخيره إلى الوقت المناسب له” (السعدي رحمه الله).

التيقظ لمداخل الشيطان وسرعة التوبة

قَاَلَ اْلشّيْخ مُحَمّدُ بْنُ صَاَلِحٍ اْلعُثَيْمِينَ رَحِمَهُ اللهُ تَعَاَلَى:
“ثم اعلم أنه لكل داء دواء، فإذا مسَّك طائف من الشيطان؛ فتذكر واتعظ، وأقبل على الله، وتب إلى الله عزَّ وجلَّ”.

ظُنَّ بربك خيرًا

عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ رسول الله ﷺ قال: قال اللهُ تعالى: أنا عند ظنِّ عبدِي بي؛ إنْ ظنَّ خيرًا فلهُ، وإنْ ظنَّ شرًّا فلهُ” (صحيح الجامع ٤٣١٥).
يقول اللَّهُ سُبحانَهُ وَتَعالى: أنا عند ظَنِّ عبدي بي، يَعني: أنَّ اللَّهَ عِندَ ظَنِّ عَبدِه به، إنْ ظَنَّ بِه خَيْرًا فَلَه، وإنْ ظَنَّ بِه سِوى ذلك فَلَه، ولَكِنْ مَتى يُحسِنُ الظَّنَّ بِاللَّهِ عزَّ وجلَّ؟
يُحسِنُ الظَّنَّ بِاللَّهِ إذا فَعَلَ ما يُوجِبُ فَضْلَ اللَّهِ وَرَجاءَه، فَيَعمَلُ الصّالِحاتِ، ويُحسِنُ الظَّنَّ بأنَّ اللَّهَ تَعالى يَقبَلُه، أَمّا أنْ يُحسِنَ الظَّنَّ وهو لا يَعمَلُ، فهذا مِن بابِ التَّمَنِّي على اللَّهِ، وَمَن أَتْبَعَ نَفسَه هَواها، وتَمَنّى على اللَّهِ الأماني فهو عاجِزٌ