التيقظ لمداخل الشيطان وسرعة التوبة
قَاَلَ اْلشّيْخ مُحَمّدُ بْنُ صَاَلِحٍ اْلعُثَيْمِينَ رَحِمَهُ اللهُ تَعَاَلَى:
“ثم اعلم أنه لكل داء دواء، فإذا مسَّك طائف من الشيطان؛ فتذكر واتعظ، وأقبل على الله، وتب إلى الله عزَّ وجلَّ”.
قَاَلَ اْلشّيْخ مُحَمّدُ بْنُ صَاَلِحٍ اْلعُثَيْمِينَ رَحِمَهُ اللهُ تَعَاَلَى:
“ثم اعلم أنه لكل داء دواء، فإذا مسَّك طائف من الشيطان؛ فتذكر واتعظ، وأقبل على الله، وتب إلى الله عزَّ وجلَّ”.
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ رسول الله ﷺ قال: قال اللهُ تعالى: أنا عند ظنِّ عبدِي بي؛ إنْ ظنَّ خيرًا فلهُ، وإنْ ظنَّ شرًّا فلهُ” (صحيح الجامع ٤٣١٥).
يقول اللَّهُ سُبحانَهُ وَتَعالى: أنا عند ظَنِّ عبدي بي، يَعني: أنَّ اللَّهَ عِندَ ظَنِّ عَبدِه به، إنْ ظَنَّ بِه خَيْرًا فَلَه، وإنْ ظَنَّ بِه سِوى ذلك فَلَه، ولَكِنْ مَتى يُحسِنُ الظَّنَّ بِاللَّهِ عزَّ وجلَّ؟
يُحسِنُ الظَّنَّ بِاللَّهِ إذا فَعَلَ ما يُوجِبُ فَضْلَ اللَّهِ وَرَجاءَه، فَيَعمَلُ الصّالِحاتِ، ويُحسِنُ الظَّنَّ بأنَّ اللَّهَ تَعالى يَقبَلُه، أَمّا أنْ يُحسِنَ الظَّنَّ وهو لا يَعمَلُ، فهذا مِن بابِ التَّمَنِّي على اللَّهِ، وَمَن أَتْبَعَ نَفسَه هَواها، وتَمَنّى على اللَّهِ الأماني فهو عاجِزٌ
قال الله جل ثناؤه: ﴿واعْبُدْ رَبَّكَ حَتّى يَأْتِيَكَ اليَقِينُ﴾ [الحجر ٩٩]. والصلاة صلة بين العبد وربِّه، وليس تكفي فيها الحركات والألفاظ إن خلت من الروح ومشاركة القلب لهذه الحركات والألفاظ، وروح الصلاة هو الخشوع، ولذلك أثبت ربنا -تبارك وتعالى- صفة الفلاح للمؤمنين الذين هم في صلاتهم خاشعون، فقال عز من قال: ﴿قَدْ أفْلَحَ المُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ﴾ [المؤمنون ١، ٢].
إن الصلاة ليست عبثًا، وليست حركات مجردة من الروح والتدبر. إنها مناجاة لله خالق السماوات والأرض ووقوف بين يديه. يجد حلاوتها مَن سعى فيها إلى الخشوع فأدركه، ويستريح فيها، ولا يستريح منها، ويسعد عندما يخاطب ربه -تبارك وتعالى-، ويعلم أن الله -عز وجل- يجيبه ويستجيب له.
قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: “كَانَ أَبو بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إذَا مَدَحَهُ أَحَدٌ قَالَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ أَعْلَمُ بِي مِنْ نَفْسِي، وَأَنَا أَعْلَمُ بِنَفْسِي مِنْهُمْ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي خَيْرًا مِمَّا يَحْسَبُونَ وَاغْفِرْ لِي مَا لَا يَعْلَمُونَ، وَلَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا يَقُولُونَ”. (أدب الدنيا والدين- للماوردي- ص420)
قال بكر بن عبد الله المزني رحمه الله:
“إذا رأيت من هو أكبر منك، فقل: هذا سبقني بالإيمان، والعمل الصالح، فهو خير مني، وإذا رأيت من هو أصغر منك فقل: سبقتُه إلى الذنوب والمعاصي، فهو خير مني، وإذا رأيت إخوانك يكرمونك ويعظّمونك فقل: هذا فضلٌ أُخِذوا به، وإذا رأيت منهم تقصيرًا، فقل: هذا ذنْب أحدثتُه”. [صفة الصفوة ٣/ ١٧٥، موسوعة ابن أبي الدنيا ٧/ ٥٢٧].
قال ابن القيم رحمه الله:
“كَما أنَّ مَن تَواضَعَ لِلَّهِ رَفَعَهُ، فَكَذَلِكَ مَن تَكَبَّرَ عَنِ الِانْقِيادِ لِلْحَقِّ أذَلَّهُ اللَّهُ ووَضَعَهُ، وصَغَّرَهُ وحَقَّرَهُ. ومَن تَكَبَّرَ عَنِ الِانْقِيادِ لِلْحَقِّ -ولَوْ جاءَهُ عَلى يَدِ صَغِيرٍ، أوْ مَن يُبْغِضُهُ أوْ يُعادِيهِ- فَإنَّما تَكَبُّرُهُ عَلى اللَّهِ؛ فَإنَّ اللَّهَ هُوَ الحَقُّ، وكَلامُهُ حَقٌّ، ودِينُهُ حَقٌّ، والحَقُّ صِفَتُهُ، ومِنهُ ولَهُ؛ فَإذا رَدَّهُ العَبْدُ وتَكَبَّرَ عَنْ قَبُولِهِ: فَإنَّما رَدَّ عَلى اللَّهِ، وتَكَبَّرَ عَلَيْهِ” (مدارج السالكين ٢/٣١٧)
قال الشافعي رحمه الله:
“التواضع من أخلاق الكرام، والتكبر من شيم اللئام، والتواضع يُورث المحبة، والقناعة تُورث الرّاحة، وقال: أرفع الناس قدرًا مَن لا يرى قدره، وأكثرهم فضلًا من لا يرى فضله”
قال أيوب السختياني رحمه الله:
“إن قومًا يريدون أن يرتفعوا، فيأبى الله إلا أن يضعهم، وآخرين يريدون أن يتواضعوا، ويأبى الله إلا أن يرفعهم”.
قال سفيان بن عيينة رحمه الله:
من رأى أنه خير من غيره فقد استكبر، وذلك أن إبليس إنما منعه من السجود لآدم – عليه السلام – استكباره.