المؤمن يطيع الله وهو مشفق، والفاجر يعصي وهو آمن

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]قال الله تعالى: ﴿أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ﴾ [سورة الأعراف: 99] قال الحسن البصري -رحمه الله-: المؤمن يعمل بالطاعات وهو مُشْفِقٌ، وَجِلٌ، خَائف، والفاجر يعمل بالمعاصي وهو آمِن. [تفسير ابن كثير:٢/٢٢٤][/box]

الشرح والإيضاح

أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (99)
أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ
أي: فهل أَمِنَ أهلُ القُرى الكافرةِ أنْ يَستدرِجَهم اللهُ بنِعَمِه، كما استدرَجَ الَّذينَ مِنْ قَبْلِهم، ثمَّ يأخُذَهم بعذابِهِ بَغْتَةً في حالِ سَهْوِهم وغَفْلتِهم ؟!
كما قال سُبحانَه: وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ [الأنفال: 30].
فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ
أي: فَلا يأمَنُ أحدٌ مكْرَ اللهِ تعالى له باستِدراجِه بنِعَمِه، مع إقامتِه على الكُفْرِ، وإصرارِهِ على المعاصي، إلَّا القومُ الهالكونَ، الَّذينَ أضاعوا عقولَهم، وأَعْرَضوا عَنِ التَّفكُّرِ بها، ففَقَدوا ما ينفَعُهم، وجَلَبوا إلى أنفسِهم ما يَضُرُّها .
كما قال تعالى: وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ [الأعراف: 182-183].
وقال سُبحانَه: وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ [آل عمران: 178].
مصدر الشرح:https://dorar.net/tafseer/7/211