[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: “إياكم والظن فإنَّ الظنَّ أكذبُ الحديث، ولا تجسسوا، ولا تحسّسوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخوانًا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى ههنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم “(أخرجه البخاري 6064 ومسلم 2563).
(تجسسوا) من التجسس وهو البحث عن العورات والسيئات.
(تحسسوا) من التحسس وهو طلب معرفة الأخبار والأحوال الغائبة عنه.[/box]
الشرح والإيضاح
حثَّتِ الشَّريعةُ على الإصلاحِ بين المسلِمينَ وتوطيدِ الأُخوَّةِ والاجتماعِ بينهم، ونهتْ عَنْ كلِّ ما يدعو لِلفُرقَة والتَّباغُضِ والعداوةِ، وفي هذا الحديثِ نهى صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وحَذَّرَ مِن بعضِ ما يُؤدِّي إلى هذه الفُرقَةِ والعَداوةِ والتَّباغضِ، فحذَّر صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِنَ الظَّنِّ، يعني سُوءَ الظَّنِّ بِالمسلِمين، والحديثَ بما لم يُتيقَّنْ مِنَ الأخبارِ، وقال: «إنَّ الظَّنَّ أكذبُ الحديثِ»، أي: يَقعُ الكذبُ في الظَّنِّ أكثرَ مِن وقوعِه في الكلامِ، وقال: «وَلَا تَجَسَّسُوا»، والتَّجسُّسُ البحثُ عَنِ العوراتِ والسِّيِّئاتِ، «وَلا تَحَسَّسُوا» مِنَ التَّحسُّسِ وهو طلبُ مَعرفةِ الأخبارِ والأحوالِ الغائبةِ، «وكونوا عبادَ اللهِ إخوانًا، ولا يخطبُ الرَّجلُ على خِطبةِ أخيه حتَّى يَنكِحَ أو يَتركَ»، يعني: إذا أرادَ مسلِمٌ خِطبةَ امرأةٍ وظَهَر ذلك وتقدَّمَ لِخطَبتِها، فلا يحاولُ رجلٌ آخَرُ أنْ يَخطُبَها لِنفسِه، وهذا الخاطبُ الأوَّلُ إمَّا أنْ يُتمَّ الزَّواجَ فتمتنِعَ الخِطبةُ قطعًا، أو يَتركَ الخِطبةَ، وفي هذه الحالةِ يحقُّ لِأيِّ أحدٍ التقدُّمَ لخِطبةِ هذه المرأةِ.
مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/15121