أسباب رفع الخيرات ونزول العقوبات

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]قال الله تعالى: { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [سورة الأعراف: 96]. قال ابن عاشور رحمه الله: وقوله: ﴿بركات من السماء والأرض﴾ مراد به حقيقته؛ لأن ما يناله الناس من الخيرات الدنيوية لا يعدو أن يكون ناشئا من الأرض؛ وذلك معظم المنافع، أو من السماء؛ مثل ماء المطر، وشعاع الشمس، وضوء القمر، والنجوم، والهواء والرياح الصالحة. [التحرير والتنوير:٩/٢٢][/box]

الشرح والإيضاح

وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ
أي: ولو حَصَلَ أنَّ أهلَ القُرى المُهلَكاتِ صَدَّقوا بما جاءَتْهم به الرُّسلُ مِنَ الوحيِ والدَّلالاتِ، واتَّقَوُا اللهَ بفِعْلِ الطَّاعاتِ، وتَرْكِ المُحرَّماتِ، لَفَتَحَ اللهُ عليهم مِنَ السَّماءِ والأرضِ البركاتِ؛ فأنزَلَ عليهم الأمطارَ، وأَنْبَتَ لهم الأرضُ أنواعَ الثِّمارِ والنَّباتاتِ .
كما قال تعالى: وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا [الجن: 16].
وقال سُبحانَه حاكيًا قَوْلَ نُوحٍ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ لقومِهِ: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا [نوح: 10- 12].
وقال عزَّ وجلَّ: وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ [المائدة: 66].
وقال تَبارَكَ وتعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ [الطلاق: 2-3].
وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ
أي: ولكنَّهم لم يُؤمِنوا ويتَّقوا، بل كذَّبوا رُسُلَهم وما جاؤوهم به مِنَ البراهينِ القاطِعاتِ؛ فعاقَبَهم اللهُ تعالى بأنواعِ العقوباتِ، ونَزْعِ البركاتِ؛ بسَبَبِ كُفْرِهم، واقترافِهم السَّيِّئاتِ .
كما قال تعالى: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ [الروم: 41].
وقال سُبحانَه: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ [الشورى:30].
مصدر الشرح:
https://dorar.net/tafseer/7/21