ما أشد العقوبات الدنيوية للمعرضين عن دين الله؟

قال الله تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ﴾ [سورة الأعراف: 100]
﴿ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون﴾ أي: إذا نبّههم الله فلم ينتبهوا، وذكّرهم فلم يتذكروا، وهداهم بالآيات والعبر فلم يهتدوا؛ فإن الله تعالى يعاقبهم، ويطبع على قلوبهم، فيعلوها الران والدنس، حتى يختم عليها، فلا يدخلها حقّ، ولا يصل إليها خير، ولا يسمعون ما ينفعهم، وإنما يسمعون ما به تقوم الحجة عليهم. [تفسير السعدي:٢٩٨].

أسباب رفع الخيرات ونزول العقوبات

قال الله تعالى: { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [سورة الأعراف: 96].
قال ابن عاشور رحمه الله:
وقوله: ﴿بركات من السماء والأرض﴾ مراد به حقيقته؛ لأن ما يناله الناس من الخيرات الدنيوية لا يعدو أن يكون ناشئا من الأرض؛ وذلك معظم المنافع، أو من السماء؛ مثل ماء المطر، وشعاع الشمس، وضوء القمر، والنجوم، والهواء والرياح الصالحة. [التحرير والتنوير:٩/٢٢]

هل يدرك أكثر الناس سبب نزول العقوبات والمحن بهم؟

قال الله تعالى: { فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ } [الأعراف:131].
{ولكن أكثرهم لا يعلمون} أن ما لحقهم من القحط والشدائد إنما هو من عند الله -عز وجل- بذنوبهم. [تفسير القرطبي:٩/٣٠٨].
{فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ} أي: نحن مستحقون لها، فلم يشكروا الله عليها. [تفسير السعدي: ص٣٠١].

لا تمتنع عن شيء يحبه والداك

عن عروة -رضي الله عنه- قال في قوله تعالى: {وَاخفِض لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحمَةِ}[الإسراء: ٢٤]؛ قال: “”لا تمتنع عن شيءٍ أحباه””.
(أخرجه البخاري في الأدب المفرد 7 وصححه الألباني).

‏أقسى عقوبة الحرمان من رؤية وجه الله الكريم في الآخرة

قال الله تعالى: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ}[المطففين: 15]
‏اللهمَّ لا تحرمنا لذّة النَّظَرِ ‏إلى وجهكَ الكريم.