التحذير من النفاق الأصغر

النفاق الأصغر لا يَخْرُجُ به العبد من الإسلام، ويستحق به الوعيد والعذاب دون الخلود في النار، وصاحبه تحت المشيئة؛ إن شاء اللهُ عَذَّبَه وإن شاء غَفَرَ له؛ وهو أن يَتَّصف بصفة من صفات المنافقين العمليَّة مع تصديق الباطن وإيمانه بالله ورسوله ﷺ، ومن هذه الصفات:
1- إخلافُ الوعد.
2- الكذب في الحديث.
3- الخيانة في الأمانة.
4- الغدر في العهود.
قال النبي ﷺ: (أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا؛ إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَاا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ) (صحيح البخاري 34، وصحيح مسلم برقم 58).

علامات النفاق الأكبر

1- بُغْضُ الرَّسول ﷺ وما جاءه من الهدى والنور.
2- بغضُ المؤمنين لإيمانهم، وتمسكهم بعقيدتهم ومحبة الكافرين لكفرهم.
3- عدمُ الإيمان بالقرآن أو ببعض ما جاء فيه.
4- التَّحاكُمُ إلى الطاغوت وتركُ التَّحاكُم إلى الله ورسوله.
5- كراهيةُ ارتفاع دين الإسلام ومحبَّةُ انخفاضه.
6- عدمُ الإيمان بوَعْد الله ووعيده في الباطن.
7- الصلاة مع المسلمين رياء؛ لا عن إيمان وتصديق بوجوبها.
8- اعتقاد كذب الرسول ﷺ في بعض ما أخبر عنه.

حقيقة النفاق الأكبر وخطورته

النفاق الأكبر هو أن يُظْهِر للمسلمين إيمانه بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وهو في الباطن منسلخ من ذلك كله مُكَذِّب به؛ لا يؤمن بأن الله تكلم بكلام أنزله على بشر جعله للناس رسولاً يهديهم بإذنه، وينذرهم بأسه، ويخوفهم عقابه.
وهذا النفاق يَخرج به العبد من الإسلام، ويوجب له الخلود في النار في دركها الأسفل؛ كما قال تعالى: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا) [النساء: 145].
وهذا الجُرْم لا يغفره الله عز وجل إلا بالتوبة منه.

الغِيبَة من شعار المنافقين وأفعالهم

قال النبي ﷺ: (يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلِ الإِيمَانُ قَلْبَهُ؛ لاَ تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ، وَلاَ تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ؛ فَإِنَّهُ مَنِ اتَّبَعَ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ يَتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ) (أخرجه أبو داود 4880، وصححه الألباني).
قال شمس الحق العظيم آبادي: “”فيه تنبيه على أن غيبة المسلم من شعار المنافق لا المؤمن؛ (ولا تتبعوا عوراتهم) أي: لا تجسّسوا عيوبهم ومساويهم. (يتبع الله عورته) أي: يكشف عيوبه، وهذا في الآخرة، وقيل معناه يجازيه بسوء صنيعه (يفضحه): أي يكشف مساويه (في بيته) أي: ولو كان في بيته مخفيًا من الناس”” (عون المعبود 13/153).