إياك أن تستطيل زمان البلاء

قال ابن الجوزي -رحمه الله-:
“”فإياك إياك أن تستطيل زمان
البلاء، وتضجر من كثرة الدعاء،
فإنك مُبْتَلًى بالبلاء،
مُتَعَبَّد بالصبر والدعاء،
ولا تيأس من روح الله؛
وإن طال البلاء””.
[كُتب صيد الخاطر ص٤٣٩].

الله يحب من خلقه بث الشكوى إليه

قال تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ} [المؤمنون: 76].
والعبد أضعف من أن يتجلد على ربه، والرب تعالى لم يرد من عبده أن يتجلد عليه، بل أراد منه أن يستكين له، ويتضرع إليه، وهو تعالى يمقت مَن يشكوه إلى خلقه، ويحب مَن يشكو ما به إليه، وقيل لبعضهم: كيف تشتكي إليه ما ليس يَخْفَى عليه؟ فقال: ربي يرضى ذُلَّ العبد إليه”” [عدة الصابرين: ص26]

قد يبتلي الله العبد ليسمع شكواه وتضرعه

قال ابن القيم رحمه الله:
“”والله تعالى يبتلي عبده ليسمع شكواه وتضرُّعه ودعاءه، وقد ذمَّ سبحانه مَن لم يتضرع إليه ولم يستكن له وقت البلاء؛ كما قال تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ} [المؤمنون: 76]. [عدة الصابرين: ص26]

أربعة أمور ‏مِمَّا يُستدفع به البلاء

قال الحافظ ‎ابن حجر -رحمه الله-
قال الطيبيُّ:
“”أُمِروا باستدفاعِ البلاء:
– بالذِّكر
– والدُّعاء
– والصَّلاة
– والصَّدقة””
– فالفزع إلى الصَّلاة عند وقوع البلاء من سُنَّة الأنبياء والأولياء الأصفياء””.
(فتح الباري ج٢/ ٥٣١).

نصيحة مهمة في الدعاء

قال ابن الجوزي رَحمه الله:
“”إياك أن تسأل شيئًا إلا وتقرنه بسؤال الخِيَرَة، فرُبَّ مطلوب من الدنيا كان حصوله سببًا للهلاك، وإذا كنت قد أُمِرْتَ بالمشاورة في أمور الدنيا لجليسك، ليبيَّن لك في بعض الآراء ما يعجز رأيك، وترى أن ما وقع لك لا يصلح، فكيف لا تسأل الخَيْر ربَّك، وهو أعلم بالمصالح؟! والاستخارة من حُسْن المشاورة””. (صيد الخاطر ١/‏٣٥٢)

يقول إبليس كم تدعوه ولا ترى إجابة

قال ابن الجوزي رَحمه الله:
“”إذا جاء إبليس، فقال: كم تدعوه ولا ترى إجابة! فقل: أنا أتعبّد بالدعاء، وأنا مُوقن أن الجواب حاصل، غير أنه ربما كان تأخيره لبعض المصالح على مناسب، ولو لم يحصل، حصل التعبد والذل””. (صيد الخاطر ١/‏٣٥٢)

ماذا تفعل إذا تبت ودعوت ولم تر للإجابة أثرًا؟

قال ابن الجوزي رَحمه الله:
“”إذا تبتَ ودعوتَ، ولم ترَ للإجابة أثرًا، فتفقد أمرك، فربما كانت التوبة ما صحت، فصحِّحها، ثم ادعُ، ولا تملَّ من الدعاء، فربما كانت المصلحة في تأخير الإجابة، وربما لم تكن المصلحة في الإجابة، فأنت تُثاب، وتُجاب إلى منافعك، ومن منافعك ألا تُعطَى ما طلبت، بل تُعوّض غيره””. (صيد الخاطر ١/‏٣٥٢)

إذا وقعت في محنة يصعب الخلاص منها فالتوبة والدعاء

قال ابن الجوزي رَحمه الله:
“”إذَا وَقعت فِي محنَة يصعب الخَلاص منهَا، فليسَ لك إلا الدعَاء وَاللجأ إلَى الله بَعد أن تقدم التوبَة مِن الذنُوب؛ فإن الزلل يُوجب العقُوبة، فإذا زَال الزلل بالتوبَة مِن الذنُوب ارتفع السبب””. (صيد الخاطر ١/‏٣٥٢).

اغتنم صفاء الليل بالمناجاة والدعاء

قال الله جل وعلا: {وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} [سورة البقرة: 51].
خصَّ الليل بالذكر؛ إشارة إلى أنَّ ألذ المناجاة فيه. (تفسير البقاعي 1/١٣٣).

من جوامع الوصايا النبوية

‏ عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: “”إنَّهُ ليس شيءٌ يُقَرِّبُكُمْ إلى الجنةِ إلّا قد أَمَرْتُكُمْ بهِ، وليس شيءٌ يُقَرِّبُكُمْ إلى النارِ إِلّا قد نَهَيْتُكُمْ عنهُ، إِنَّ الرُّوحَ القُدُسَ نَفَثَ في رَوْعِي: أنَّ نَفْسًا لا تَمُوتُ حتى تَسْتَكْمِلَ رِزْقَها، فاتَّقُوا اللهَ وأَجْمِلوا في الطَلَبِ، ولا يَحْمِلَنَّكُمُ اسْتِبْطاءُ الرِّزْقِ أنْ تَطْلُبُوهُ بِمَعاصِي اللهِ، فإنَّ اللهَ لا يُدْرَكُ ما عندَهُ إِلّا بِطاعَتِه”” (السلسلة الصحيحة ٢٨٦٦).

لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها فاطمئن

عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: “”إنَّ رُوحَ القُدُسِ نفثَ في رُوعِي، أنَّ نفسًا لَن تموتَ حتّى تستكمِلَ أجلَها، وتستوعِبَ رزقَها، فاتَّقوا اللهَ، وأجمِلُوا في الطَّلَبِ، ولا يَحمِلَنَّ أحدَكم استبطاءُ الرِّزقِ أن يطلُبَه بمَعصيةِ اللهِ، فإنَّ اللهَ تعالى لا يُنالُ ما عندَه إلّا بِطاعَتِهِ”” (صحيح الجامع ٢٠٨٥).

إنَّ الأرزاقَ مقسومةٌ ومُقدَّرةٌ كالآجالِ، ولو فرَّ الإنسانُ من رِزْقِهِ كما يَفِرُّ من أَجَلِهِ لأَدْركَهُ رِزْقُه كما يُدْرِكُه أَجَلُه.

من سنة النبي ﷺ عند جني أول الثمر

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: “”كانَ النّاسُ إذا رَأَوْا أَوَّلَ الثَّمَرِ جاؤُوا به إلى النبيِّ ﷺ، فَإِذا أَخَذَهُ رَسولُ اللهِ ﷺ، قالَ: اللَّهُمَّ بارِكْ لَنا في ثَمَرِنا، وَبارِكْ لَنا في مَدِينَتِنا، وَبارِكْ لَنا في صاعِنا، وَبارِكْ لَنا في مُدِّنا، اللَّهُمَّ إنَّ إبْراهِيمَ عَبْدُكَ وَخَلِيلُكَ وَنَبِيُّكَ، وإنِّي عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، وإنَّه دَعاكَ لِمَكَّةَ، وإنِّي أَدْعُوكَ لِلْمَدِينَةِ بمِثْلِ ما دَعاكَ لِمَكَّةَ، وَمِثْلِهِ معهُ، قالَ: ثُمَّ يَدْعُو أَصْغَرَ وَلِيدٍ له فيُعْطِيهِ ذلكَ الثَّمَرَ”” (صحيح مسلم ١٣٧٣).
قال القرطبي: “”وتخصيص النبي ﷺ بذلك الثمر أصغر وليدٍ يراه؛ لأنه أقل صبرًا ممن هو أكبر منه، وأكثر جزعًا، وأشد فرحًا. وهذا من حسن سياسته ﷺ ومعاملته للكبار والصِّغار. وقيل: إن ذلك من باب التفاؤل بنمو الصغير وزيادته، كنمو الثمرة وزيادتها. والله أعلم”” (المفهم شرح صحيح مسلم 11/33)