الوعيدُ الشَّديد لِمَن عذَّبَ عبادَ الله تعالى

عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ قال: “عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ في هِرَّةٍ سَجَنَتْها حتّى ماتَتْ، فَدَخَلَتْ فيها النّارَ، لا هي أطْعَمَتْها ولا سَقَتْها، إذْ حَبَسَتْها، ولا هي تَرَكَتْها تَأْكُلُ مِن خَشاشِ الأرْضِ” (صحيح البخاري ٣٤٨٢).
خَشَاشِ الْأَرْضِ: هوامّها وحشراتها.

أهمية حُسن الخُلق

عن أم الدرداء رضي الله عنها قالت:
بات أبو الدرداء – رضي الله عنه – الليلة يصلي فجعل يبكي ويقول: اللهم أحسنت خَلقي فأحسن خُلقي حتى أصبح.
فقلت: يا أبا الدرداء ما كان دعاؤك منذ الليلة إلا في حُسن الخُلق؟ قال: يا أم الدرداء إن العبد المسلم يحسن خلقه حتى يُدخله حُسن خلقه الجنة، ويسوء خُلقه حتى يُدخله سوء خلقه النار”.

عاقبة من طغى وعاقبة من خاف مقام ربه

الجزاء من جنس العمل.
{فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات: 37- 41].

من وصايا أئمة السلف

أوصى سفيان الثوري علي بن الحسن السلمي فقال:
إياك والخصومات والجدال والمراء.
وعليك بالصبر في المواطن كلها؛ فإن الصبر يجر إلى البر، والبر يجر إلى الجنة.
وإياك والحدة والغضب؛ فإنهما يجران إلى الفجور، والفجور يجر إلى النار.

‏خطورة خطايا اللسان

قال ابن القيم رحمه الله:
«ومن العجب أن الإنسان يهون عليه التحفظ، والاحتراز من أكل الحرام، والظلم، والزنا، والسرقة، وشرب الخمر، ومن النظر الحرام وغير ذلك، ويصعب عليه التحفُّظ والاحتراز من حركة لسانه، حتى ترى الرجل يُشَار إليه بالدين والزهد والعبادة وهو يتكلم بالكلمة من سخط الله لا يُلْقِي لها بالًا، ينزل في النار بالكلمة الواحدة أبعد ما بين المشرق والمغرب، وكم ترى من رجل متورّع عن الفواحش، والظلم، ولسانه يقطع، ويذبح في أعراض الأحياء والأموات، ولا يبالي بما يقول».

سبب وقوع بعض العباد في الرياء

قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله:
«أول مَن تُسعَّر به النار من الموحدين: العباد المراؤون بأعمالهم، وأولهم العَالِم، والمُجاهِد، والمُتصدِّق للرياء؛ لأن يسير الرياء شرك، ما نظر المرائي إلى الخلق بعمله إلا لجهله بعظمة الخالق».

شدة التحذير من أكل أموال اليتامى ظلمًا

شدة التحذير من أكل أموال اليتامى ظلمًا: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا﴾ النساء: 10.
﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ البقرة: 220.

أحضر قلبك عند تلاوة القرآن لتنتفع به

قال سبحانه: ﴿وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾ الملك:10
قال تعالى: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾ سورة ق:37
من ألقى سمعه إلى آيات الله، واستمعها استماعًا يسترشد به، وقلبه شهيد، أي: حاضر، فهذا له أيضًا ذكرى وموعظة، وشفاء وهدًى، وأما المُعْرِض الذي لم يُلْقِ سَمْعه إلى الآيات، فهذا لا تفيده شيئًا؛ لأنه لا قبول عنده، ولا تقتضي حكمة الله هداية من هذا وصفه ونعته.

الحثُّ على التَّحلِّي بالحياءِ، والابتعادِ عن الفُحشِ والبَذاءِ

قال رسول الله ﷺ: “الْحَيَاءُ مِنَ الْإِيمَانِ، وَالْإِيمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَالْبَذَاءُ مِنَ الْجَفَاءِ، وَالْجَفَاءُ فِي النَّارِ” أخرجه الترمذي: 2009، وصححه الألباني “الحياءُ”: خُلُقٌ يَمنَعُ صاحبَه مِن فِعلِ القَبيحِ، والحياءُ غَريزةٌ إنسانيَّةٌ. “مِن الإيمانِ”، أي: مِن عَلاماتِ الإيمانِ وآثارِه، والحياءُ أيضًا شُعبةٌ مِن شُعَبِ الإيمانِ. “والإيمانُ في الجنَّةِ”، أي: أهلُ الإيمانِ الَّذين اتَّصَفوا به، فحَصَّلوا شُعبَه، فالإيمان سَببٌ مُوصِّلٌ إلى الجنَّةِ. “والبَذاءُ”، أي: الفُحشُ في الكلامِ. “مِن الجَفاءِ”، أي: الإعراضِ، بخِلافِ البِرِّ وآثارِه مِن صِلةٍ ووفاءٍ. “والجفاءُ في النّارِ”، أي: أهلُ الجَفاءِ الَّذين اتَّصَفوا بصِفاتِه، وتخَلَّقوا بآثارِه، فالجفاء سَببٌ موصِّلٌ إلى النّارِ.

أخطر كراهية في الدنيا كراهية الحق

قال الله تعالى: ‏{إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (74) لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (75) وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ (76) وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ (77) لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ} [الزخرف: 74-78]
رأيت هذا العذاب الأليم؟!
بسبب كراهية الحق -نسأل الله العافية-.
{وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ}.

خطورة الشرك الأكبر

الشرك الأكبر يَخْرُج به العبدُ من الإسلام، ويحبط العمل، ويوجب الخلود في النار مع المشركين، ولا يغفره الله إلا بالتوبة منه.
وهذا النوع من الشرك يتضمن: اتِّخاذ الأنداد من دون الله، وتسويتها بالله عز وجل، ومحبتها كمحبة الله عز وجل، كما حكى الله عنهم أنهم قالوا لآلهتهم في النار: (تَاللهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ) [الشعراء: 97، 98]؛ مع أنَّهم يقرُّون بأن الله وحده خالقُ كل شيء وربُّه ومليكُه، وأن آلهتَهم لا تخلق ولا ترزق ولا تحيي ولا تميت؛ وإنما كانت هذه التَّسويَّة في المحبَّة والتَّعظيم والعبادة كما هو حال أكثر المشركين؛ يحبّون معبوداتهم ويعظِّمونها ويوالونها من دون الله، وأعظمهم يحبون معبوداتهم أعظم من محبة الله، ويستبشرون بذكرهم أعظم من استبشارهم إذا ذكر الله وحده، ويغضبون لمنتقص معبوديهم وآلهتهم أعظم مما يغضبون إذا انتقص أحد ربَّ العالمين.

الشرك بالله كالكفر في خطورته على الإنسان

الشرك بالله تعالى كالكفر في خطورته على الإنسان، وهو الذنب الذي لا يغفره الله عز وجل؛ كما قال تعالى: (إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) [النساء: 48].
والمشرك حَابِطٌ عمله؛ كما قال تعالى: (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الزمر: 65]، وقال: (وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [الأنعام: 88].
والمشرك من شرار الخلق عند الله تعالى؛ كما قال سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ) [البينة: 6].