حرمة مكة المكرمة ومكانتها

عن أبي شريح قال: قام النبي ﷺ الغد من يوم الفتح، فقال: ” إن مكة حرّمها الله، ولم يحرّمها الناس، فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دمًا، ولا يعضد بها شجرةً، فإن أحد ترخَّص لقتال رسول الله ﷺ فيها، فقولوا: إن الله قد أذن لرسوله ولم يأذن لكم، وإنما أذن لي فيها ساعةً من نهار، ثم عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، وليبلغ الشاهد الغائب”.
يسفك: يريق.
يعضد: يقطع.
ترخص لقتال: احتج لجواز القتال فيها وأنه رخصة عند الحاجة بقتاله ﷺ.
الشاهد: الحاضر.

لماذا كانت مكة قديمًا في قلب الصحراء؟

‏قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: والله من حكمته جعل بيته بوادٍ غير ذي زرعٍ؛ لئلا يكون عنده ما ترغب النفوس فيه من الدنيا، فيكون حجهم للدنيا لا لله.

فضل الإقامة في المدينة النبوية

عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن النبي ﷺ قال: «يأتي على الناس زمانٌ يدعو الرجل ابن عمه وقريبه: هَلُمَّ إلى الرخاء! هَلُمَّ إلى الرخاء! والمدينة خيرٌ لهم لو كانوا يعلمون» أخرجه البخاري ١٨٧٥، ومسلم ١٣٨٨.
قال ابن حجر -رحمه الله-: «والحال أن الإقامة في المدينة خيرٌ لهم؛ لأنها حَرَمُ الرسول ﷺ وجواره، ومَهْبط الوحي، ومنزل البركات، لو كانوا يعلمون ما في الإقامة بها من الفوائد الدينية بالعوائد الأخروية التي يُسْتَحْقَرُ دونها ما يجدونه من الحظوظ الغائبة العاجلة بسبب الإقامة في غيرها»

الهجرة النبوية دروس وعبر

رغم مرور أكثر من 1400 عام على هجرة النبي ﷺ إلا أننا مازلنا نتعلم الكثير والكثير من دروس الهجرة النبوية، التي لو تدبرناها وعملنا بها لعادت أمتنا لأمجادها، فهيا بنا نعيش على بعضها.

قصة أبي ذر في بقائه مدة لا يأكل ولا يشرب إلا ماء زمزم

عن أبي ذر رضي الله عنه في قصته الطويلة، وفيها أن النبي ﷺ قال له وهو في المسجد الحرام:
(متى كنت هاهنا؟)
قال: قد كنت هاهنا منذ ثلاثين بين ليلة ويوم
قال: (فمن كان يطعمك؟)
قال: قلت: ما كان لي طعام إلا ماء زمزم فسمنت حتى تكسرت عكن بطني وما أجد على كبدي سخفة جوع. قال: (إنها مباركة، إنها طعام طعم) صحيح مسلم 2473

استلام الحجر الأسود والركن اليماني يحط الخطايا

عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه قال: قلت لابن عمر مالي أراك لا تستلم إلا هذين الركنين الحجر الأسود والركن اليماني؟ قال فقال ابن عمر: إن أفعل فقد سمعت رسول الله ﷺ يقول: (إن استلامهما يحط الخطايا).
قال: وسمعته يقول: (من طاف أسبوعًا يحصيه: وصلى ركعتين كان له كعدل رقبة)
قال: وسمعته يقول: (ما رفع رجل قدمًا ولا وضعها إلا كتبت له عشر حسنات، وحُطَّ عنه عشر سيئات،
وفي لفظ لأحمد: أراك تزاحم على هذين الركنين.
قال: إن أفعل فقد سمعت رسول الله ﷺ يقول: (إنَّ مَسحَهما يحُطُّان الخطايا).
أخرجه أحمد في المسند 8/31 برقم 4462، والترمذي 959 وصححه الألباني في صحيح الترمذي، وأخرجه النسائي 2919 ، وصححه الألباني في صحيح النسائي 2319.

تداوي ابن القيم بماء زمزم وسورة الفاتحة

قال ابن القيم رحمه الله:
“وقد جربت أنا وغيري من الاستشفاء بماء زمزم أمورًا عجيبة، واستشفيت به من عدة أمراض فبرأت بإذن الله ” زاد المعاد، 4 / 178، 393
وقال رحمه الله: لقد مر بي وقت في مكة سقمت فيه ولا أجد طبيبًا، ولا دواء، فكنت أعالج نفسي بالفاتحة فأرى لها تأثيرًا عجيبًا، آخذ شربة من ماء زمزم وأقرؤها عليها مرارًا ثم أشربه فوجدت بذلك البُرْءَ التام، ثم صرت أعتمد ذلك عند كثير من الأوجاع فأنتفع به غاية الانتفاع، فكنت أصف ذلك لمن يشتكي ألمًا، فكان كثير منهم يبرأ سريعًا.
زاد المعاد، 4/ 178 والجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي، ص 21

ما حكم نقل ماء زمزم إلى البلاد الأخرى؟

عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا حَمَلَتْ مَاءَ زَمْزَمَ فِي الْقَوَارِيرِ وَقالتْ: حَمَله رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فِي الأَدَاوَى وَالْقِرَبِ فَكَانَ يَصُبُّ عَلَى الْمَرْضَى وَيَسْقِيهِمْ
رواه الترمذي، 963، والحاكم، 1/ 585
والبيهقي في الكبری، 5/ 202 وصححه الألباني في صحيح الترمذي،1/ 493 وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم 883

ماء زمزم مبارك، وهو شفاء سقم وطعام طعم

عن أبي ذر رضي الله عنه، في قصته الطويلة وأنه بقي في مكة يشرب من ماء زمزم فقط بدون طعام
وفيها: أن النبي ﷺ قال له: (إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ؛ إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ وَشِفَاءُ سُقْمِ)
البيهقي في السنن الكبرى، 5/ 147 وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم 2435