زهد ابن تيمية وتواضعه

قال عمر بن علي البزار رحمه الله:
“لقد اتَّفق كلُّ مَنْ رأى ابن تيمية -خصوصًا مَنْ أطال ملازمتَه- أنه ما رأى مثلَه في الزُّهْد في الدنيا، حتى لقد صار ذلك مشهورًا.. لم يُسمع أنه رغب في زوجة حسناء، ولا دار واسعة جميلة، ولا بساتين، ولا شدَّ على دينار ولا درهم، ولا رغب في دوابَّ ولا ثياب ناعمة فاخرة، ولا زاحم في طلب الرئاسات، ولا رُئي ساعيًا في تحصيل المباحات مع أن الملوك والأمراء والتجار والكبراء كانوا طَوْعَ أمرِه، خاضعين لقوله وفعله”. (الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية، ص:45).

حُسْن أخلاق ابن تيمية وتواضُعُه

قال عمر بن علي البزار رحمه الله:
“ظهر لي من حُسْن أخلاق ابن تيمية تواضُعُه؛ إنه كان إذا خرجنا من منزله بقصد القراءة يحمل هو بنفسه النسخةَ، ولا يَدَعُ أحدًا منا يحملها عنه، وكنت أعتذر إليه من ذلك؛ خوفًا من سُوء الأدب، فيقول: لو حملته على رأسي لكان ينبغي، ألَا أحمل ما فيه كلام رسول الله ﷺ” (الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية، ص52)

تواضع شيخ الإسلام ابن تيمية وزهده

قال عمر بن علي البزار رحمه الله:
“ما رأيتُ ولا سمِعْتُ بمثل تواضُع ابن تيمية في عصره؛ كان يتواضع للكبير والصغير، والجليل والحقير، والغنيّ الصالح والفقير، وكان يُدني الفقيرَ الصالح ويُكرمُه، ويُؤنِسُه ويُباسِطُه بحديثه زيادة على مثله من الأغنياء، حتى إنه ربما خدَمه بنفسه، وأعانه بحمل حاجته جَبْرًا لقلبه، وتَقَرُّبًا بذلك إلى ربِّه”
(الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية، ص50)

ثناء العلماء على شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

قال ابن سيَّد الناس عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ” ألفيتُه ممن أدرك من العلوم حظًّا، وكاد يستوعب السنن والآثار حفظًا، إن تكلم في التفسير فهو حامل رايته، وإن أفتى في الفقه فهو مُدْرِك غايته، أو ذاكَر بالحديث فهو صاحب علمه، وذو روايته، أو حاضَر بالنِّحَل والمِلَل لم يُرَ أوسع من نِحْلته، ولا أرفع من درايته، برز في كل فنّ على أبناء جنسه، ولم تر عينُ من رآه مثله ولا رأت عينُه مثلَ نفسه” (الرد الوافر ص58، والعقود الدرية ص11، والذيل على طبقات الحنابلة 2/39).

من صور تواضع أبي بكر الصديق رضي الله عنه

قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: “كَانَ أَبو بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إذَا مَدَحَهُ أَحَدٌ قَالَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ أَعْلَمُ بِي مِنْ نَفْسِي، وَأَنَا أَعْلَمُ بِنَفْسِي مِنْهُمْ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي خَيْرًا مِمَّا يَحْسَبُونَ وَاغْفِرْ لِي مَا لَا يَعْلَمُونَ، وَلَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا يَقُولُونَ”. (أدب الدنيا والدين- للماوردي- ص420)

من فضائل الخليل بن أحمد رحمه الله

كان الخليل بن أحمد رحمه الله إذا أفاد إنسانًا شيئًا، لم يُرِهِ بأنه أفاده، وإن استفاد من أحد شيئًا، أراه بأنه استفاد منه.
قال الذهبي رحمه الله: صار طوائف في زماننا بالعكس.

سيد التابعين وخيرهم – منعه برّه بأمّه من شرف الصحبة

عن أسير بن جابر رضي الله عنه قال: كانَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ إذا أَتى عليه أَمْدادُ أَهْلِ اليَمَنِ، سَأَلَهُمْ: أَفِيكُمْ أُوَيْسُ بنُ عامِرٍ؟ حتّى أَتى على أُوَيْسٍ فَقالَ: أَنْتَ أُوَيْسُ بنُ عامِرٍ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: مِن مُرادٍ ثُمَّ مِن قَرَنٍ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: فَكانَ بكَ بَرَصٌ فَبَرَأْتَ منه إلّا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: لكَ والِدَةٌ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يقولُ: يَأْتي علَيْكُم أُوَيْسُ بنُ عامِرٍ مع أَمْدادِ أَهْلِ اليَمَنِ، مِن مُرادٍ، ثُمَّ مِن قَرَنٍ، كانَ به بَرَصٌ فَبَرَأَ منه إلّا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ، له والِدَةٌ هو بها بَرٌّ، لو أَقْسَمَ على اللهِ لأَبَرَّهُ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لكَ فافْعَلْ فاسْتَغْفِرْ لِي، فاسْتَغْفَرَ له. فَقالَ له عُمَرُ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قالَ: الكُوفَةَ، قالَ: أَلا أَكْتُبُ لكَ إلى عامِلِها؟ قالَ: أَكُونُ في غَبْراءِ النّاسِ أَحَبُّ إلَيَّ. (صحيح مسلم ٢٥٤٢).

ولا يُفهمُ مِن هذا أفضليَّتُه على عُمَرَ رضِي اللهُ عنه، ولا أنَّ عُمرَ رضِي اللهُ عنه غيرُ مَغفورٍ له؛ لِلإجماعِ على أنَّ عُمرَ رضِي اللهُ عنه أفضلُ منه؛ لأنَّ أُويسًا تَابعيٌّ والصحابيُّ أفضلُ منه، إنَّما مَضمونُ ذلك الإخبارُ بأنَّ أُوَيْسًا مِمَّنْ يُستجابُ له الدُّعاءُ، وإرشادُ عُمرُ رضِي اللهُ عنه إلى الازديادِ مِنَ الخيرِ واغتنامِ دُعاءِ مَن تُرجَى إجابتُه، وهذا نحوٌ مِمَّا أمَرَنا النَّبيُّ ﷺ به مِنَ الدُّعاءِ له، والصَّلاةِ عليه وسُؤالِ الوَسيلَةِ له وإنْ كان النَّبيُّ ﷺ أفضلَ ولَدِ آدمَ، فَاستغْفِرْ لي، فَاستغْفَرَ له.
وفي الحديثِ: مُعجزةٌ لِلنَّبيِّ ﷺ؛ لِمَا فيه مِنَ الإخبارِ بِالأمرِ قبْلَ وقوعِه.

أدب المرء عنوان سعادته وفلاحه

قال ابن القيم رحمه الله:
“وأدب المرء: عنوان سعادته وفلاحه، وقلة أدبه: عنوان شقاوته وبَواره. فما استُجلب خير الدنيا والآخرة بمثل الأدب، ولا استجلب حرمانها بمثل قلة الأدب، فانظر إلى الأدب مع الوالدين: كيف نَجّى صاحبه من حبس الغار حين أطبقت عليهم الصخرة، والإخلال به مع الأم تأويلاً وإقبالاً على الصلاة كيف امتحن صاحبه بهدم صومعته، وضرب الناس له، ورميه بالفاحشة. وانظر أدب الصديق – رضي الله عنه – مع النبي عليه الصلاة والسلام في الصلاة أن يتقدم بين يديه فقال: (ما كان ينبغي لابن أبي قحافة أن يتقدم بين يدي رسول الله ﷺ) كيف أورثه مقامه والإمامة بالأمة بعده.

ثناء ابن القيم على شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

قال ابن القيم رحمه الله:
وكان بعض أصحابه الأكابر يقول: “وددت أني لأصحابي مثله لأعدائه وخصومه. وما رأيته يدعو على أحد منهم قط، وكان يدعو لهم.
وجئت يومًا مبشرًا له بموت أكبر أعدائه، وأشدهم عداوةً وأذى له؛ فنهرني وتَنكَّر لي واسترجع، ثم قام من فوره إلى بيت أهله فعزاهم، وقال: إني لكم مكانه، ولا يكون لكم أمر تحتاجون فيه إلى مساعدة إلا وساعدتكم فيه، ونحو هذا من الكلام. فسُرُّوا به ودعوا له، وعظّموا هذه الحال منه، فرحمه الله ورضي عنه”. [مدارج السالكين ٣/ ١٣٩].

شهادة أحد مناوئي شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

كان قاضي المالكية ابن مخلوف يقول: “ما رأينا مثل ابنِ تَيْميَّةَ، حرَّضْنا عليه، فلم نَقْدر عليه، وقدر علينا فصفح عنا وحاجَجَ عنا”.
حاجج: دافع عنا.

أسعد الناس بشفاعة رسول الله ﷺ يوم القيامة

عن أبي هريرة أنه قال: يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول الله ﷺ: «لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك؛ لما رأيت من حرصك على الحديث. أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله، خالصًا من قلبه، أو نفسه».

رؤيا نبوية في فضل عمر بن الخطاب رضي الله عنه

عن ابن عمر، قال: سمعت رسول الله ﷺ قال: «بينا أنا نائم، أُتيت بقدح لبن، فشربت حتى إني لأرى الري يخرج في أظفاري، ثم أعطيت فَضْلي عمر بن الخطاب» قالوا: فما أوَّلته يا رسول الله؟ قال: «العلم».
بقدح: وعاء يشرب به.
الري: الشِّبع من الماء والشراب.
يخرج في أظفاري: كناية عن المبالغة في الارتواء.
فَضلي: ما زاد عني من اللبن.
أوّلته: عبّرته وفسّرته.