نفور الصحابة من الغيبة والمغتابين

قال الغزالي رحمه الله:
«كان الصحابة –رضي الله عنهم- يتلاقون بالبِشْر ولا يغتابون غائبًا، ويرون ذلك أفضل الأعمال، ويرون خلافه عادة المنافقين».

حديث ابن مسعود عن أصحاب النبي ﷺ

قال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-:
«مَن كان منكم مستنًّا فليستنَّ بمَن مات؛ فإن الحيّ لا تُؤمَن عليه الفتنة، أولئك أصحاب محمد كانوا أفضل هذه الأُمَّة، أبرها قلوبًا وأعمقها علمًا، وأقلّها تكلفًا، اختارهم الله لصحبة نبيّه، ولإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم على آثارهم، وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم وسِيَرهم؛ فإنهم كانوا على الهدى المستقيم»

طهارة القلب ونقاؤه من أهم أسباب الاجتباء

قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
«إنَّ الله نظَر في قلوب العباد، فوجد قلب محمد خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد، فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون عن دينه»

سِرّ بشارة السيدة خديجة ببيت من قَصَب لا صَخَب فيه ولا نَصَب

أتى جبريل النبي ﷺ فقال: «يا رسول الله: هذه خديجة قد أتت، معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربّها، ومنّي، وبشِّرها ببيت في الجنة من قَصَب لا صَخَب فيه ولا نَصَب» (صحيح البخاري 3820).
قال السهيلي: «وإنما بشَّرها ببيت في الجنة من قصب -يعني قصب اللؤلؤ- لأنها حازت قَصَب السبق إلى الإيمان، لا صَخَب فيه ولا نَصَب؛ لأنها لم ترفع صوتها على النبي ﷺ ولم تُتْعِبْهُ يومًا من الدهر، فلم تَصْخَب عليه يومًا ولا آذته أبدًا»

من فضائل أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها

قال الإمام الذهبي رحمه الله:
“أُمّ المؤمنين خديجة بنت خويلد بن أسد القرشية الأسدية، وهي من أفضل نساء الأمة، كانت عاقلة جليلة دَيِّنة مصونة كريمة من أهل الجنة، وكان النبي ﷺ يُثْنِي عليها ويُفضِّلها على سائر أمهات المؤمنين، ويبالغ في تعظيمها، حتى إن عائشة كانت تقول: «ما غرتُ من امرأة ما غرتُ من خديجة من كثرة ذكر النبي ﷺ لها».

إسلام عمر كان فتحًا، وهجرته نصرًا، وإمارته رحمة

قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
«إنّ إسلام عُمَر كان فتحًا، وإنّ هجرته كانت نصرًا، وإنّ إمارته كانت رحمةً، ولقد كُنّا ما نُصلّي عند الكعبة حتَّى أسلم عمر، فلما أسلم قاتَل قريشًا؛ حتَّى صلَّى عند الكعبة، وصلَّينا معه».

من تواضع البراء بن عازب رضي الله عنه

عن العلاء بن المسيب عن أبيه قال: «لقيت البراء بن عازب -رضي الله عنه- فقلت: طوبى لك! صَحِبتَ النبي ﷺ وبايعته تحت الشجرة. فقال: “يا ابن أخي، إنك لا تدري ما أحدثنا بعده”
طوبى: هنيئًا لك.

تعريف الصحابة ومكانتهم

مَن هم الصحابة؟ وما موقف المسلم منهم؟
ج- الصحابي هو مَن لقيَ النبيَّ ﷺ مؤمنًا به، ومات على ذلك.
– المسلم يحبّ الصحابة، ويعرف لهم قدرهم ومكانتهم، ويقتدي بهم؛ لأنهم خير الناس بعد النبي محمد ﷺ.
أفضل الصحابة: أبو بكر رضي الله عنه، عمر رضي الله عنه، عثمان رضي الله عنه. علي رضي الله عنه، ثم باقي العشرة المبشرين بالجنة، ثم المهاجرين، ثم أهل بدر، وهكذا، في الترتيب والفضل والمكانة.

من صور عدل الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: فَرَضَ عمر بن الخطاب رضي الله عنه لِلْمُهاجِرِينَ الأوَّلِينَ أرْبَعَةَ آلاَفٍ (يعني عطاء من بيت المال)، وفَرَضَ لاِبْنِ عُمَرَ ثَلاَثَةَ آلاَفٍ وخَمْسَمِئَةٍ، فَقِيلَ لَهُ: هُوَ مِنَ المُهاجِرِينَ، فَلِمَ نَقَصْتَهُ مِن أرْبَعَةِ آلاَفٍ؟ فَقالَ: إنَّما هاجَرَ بِهِ أبَواهُ. يَقُولُ: لَيْسَ هُوَ كَمَن هاجَرَ بِنَفْسِهِ”

من فضائل الأنصار سلامة صدورهم وخلوها من الحسد

قال الله تعالى: ﴿وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا﴾ الحشر:9 أي: لا يحسدون المهاجرين على ما آتاهم الله من فضله، وخصَّهم به من الفضائل والمناقب التي هم أهلها، وهذا يدل على سلامة صدورهم، وانتفاء الغلّ والحقد والحسد عنها.

حكمة أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما

قال معاوية رضي الله عنه: “لا أضَعُ سَيفي حَيْثُ يَكْفِينِي سَوْطِي، ولا سَوْطِي حَيْثُ يَكْفِينِي لساني، ولَو أنَّ بيني وبَين النّاس شَعْرَة ما انقطعت. قالُوا: وكَيف ذَلِك يا أمِير المُؤمنِينَ؟ قالَ: كنت إذا أرخوها مددتها، وإذا مدّوها جررتها”

من آداب المناظرة عند الإمام الشافعي رحمه الله

قال الشافعي رحمه الله: “ما ناظرتُ أحدًا فأحببتُ أن يُخطئ”.
صفة الصفوة ٢/ ٥٥٢
وقال أيضًا رحمه الله: “ما ناظرتُ أحدًا قط، إلا أحببتُ أن يُوَفَّق ويُسَدَّد ويُعَان، ويكون عليه رعاية مِن الله وحفْظ، وما ناظرتُ أحدًا، إلا ولم أبالِ بَيَّن اللهُ الحقَّ على لساني أو لسانه”.
صفة الصفوة ٢/ ٥٥٢
وقال أيضًا رحمه الله: ما ناظرتُ أحدًا قط إلا على النصيحة.
تهذيب حلية الأولياء ٣/ ١٢٦